[مصر بين فكي النظام البائد والنموذج الإيراني] كتبت دعاء البادى: منذ 1 ساعة 40 دقيقة تخوفات عدة طرحت نفسها ليس فقط على الساحة السياسية ولكن على مستوى الشارع، بعد أن أظهرت المؤشرات الأولية لنتائج الانتخابات الرئاسية، خوض الدكتور محمد مرسى مرشح جماعة الإخوان المسلمين والفريق أحمد شفيق جولة الاعادة. التخوف الأول يتلخص فيما إذا فاز الفريق أحمد شفيق رئيس الوزراء الأسبق، الذى يمثل لدى الكثيرين اعادة لإنتاج النظام البائد، فالرجل استعان به الرئيس المخلوع حسنى مبارك لتهدئة المتظاهرين عبر ازاحة الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء وقت اندلاع الثورة وتوليته المنصب. ويشمل التخوف الثانى عدة أوجه إذا ما فاز المرشح الإسلامى محمد مرسى، فالنموذج الباكستانى يثير الفزع من اقتسام السلطة بين العسكر والاسلاميين، وفى المقابل يبرز السيناريو الإيرانى الأقرب للحدوث على السطح السياسى. وإن كان هناك اختلاف بين الثورة المصرية فى 2011 ونظيرتها الإيرانية فى عام 1979، فالأولى صنعها الشعب بكل طوائفه، ولم يكن لها رأس تحدد ماهية المرحلة المقبلة، أما الثانية فكان يقودها الإمام الخمينى لتصبغ ثورتهم بالصبغة الإسلامية وتتحول إيران إلى دولة دينية. ويدعم تكرار السيناريو الإيرانى فى مصر، استحواذ جماعة الإخوان المسلمين على الأغلبية بالبرلمان، وهو ما يعنى أن نجاح «مرسى» يفيد سيطرة الجماعة على الرئاسة والسلطة التشريعية. ولكن تتبدد بعض التخوفات مع النظر الى الإرادة الشعبية، فالمذهب الشيعى فى ايران يقوم على فكرة الإمامة التى تجعل الايرانيين يميلون الى تقديس إمامهم «الخمينى» وان ظلت فكرة الخروج على الحاكم مطروحة فى حال ثبوت فساده كما حدث مع الشاه محمد رضا بهلوى. أما فى مصر فالوضع مختلف فالإرادة الشعبية التى اختارت الاسلاميين فى الانتخابات البرلمانية بنسبة تجاوزت ال«70٪» تراجعت عن تأييدهم فى «الرئاسية» ليصل دعمهم فقط الى «25٪» وهو ما يشير الى عدم الرضا عن الأداء البرلمانى للتيار الإسلامى. يستبعد الدكتور محمد السعيد إدريس رئيس لجنة الشئون العربية بمجلس الشعب ورئيس تحرير مجلة مختارات ايرانية تكرار السيناريو الإيرانى فى مصر فى حال فوز مرشح جماعة الإخوان المسلمين. ودلل قوله بكون المذهب الشيعى الاثنى عشرى يقوم على فكرة الإمامة التى تجعل للامام الكلمة العليا، مشيراً الى أن فكر الاخوان المسلمين يقوم على الشورى وقال: «إذا فازت الجماعة فلن يحكموا بأمر الله ولن يدعوا انهم مفوضون من الله لإسكات معارضيهم». وقال إدريس انه فى حال وصول الجماعة للحكم فإنها ستحكم فى اطار الشراكة الوطنية، مؤكداً ان التيارات العلمانية تطلق فزاعات باطلة من الإخوان المسلمين لحشد الاصوات فى اتجاه احمد شفيق، واصفاً ذلك ب«التطبيل السياسى». وتابع رئيس لجنة الشئون العربية بمجلس الشعب: «حزب الحرية والعدالة سيحكم بمرجعية اسلامية ولكنه لن يحول مصر لدولة دينية». وأكد رئيس تحرير مجلة مختارات إيرانية، أن فوز «شفيق» يعنى ضياع الثورة وعودة النظام السابق ولكن بشكل أعنف للانتقام من الثوار. وشدد الدكتور محمد الجوادى المؤرخ السياسى على التزام جماعة الإخوان المسلمين بمدنية الدولة، مشيراً الى ان مرشحهم للرئاسة دكتور فى الهندسة وليس عالماً دينياً لتتحول مصر الى دولة دينية. وقال ان الوضع فى ايران يختلف عن نظيره فى مصر، وتابع «القائد الأعلى للثورة الاسلامية فى ايران هو الإمام الخامنئى أما فى مصر فسيكون الرئىس مدنياً وليس شيخاً». واعتبر الجوادى الترويج لفكرة تكرار السيناريو الايرانى جزءاً من حملة التخويف من الاسلاميين، مؤكداً ان مؤيدى المرشح المنافس احمد شفيق وراء تلك الحملة. وأشار الكاتب الصحفى صلاح عيسى إلى صعوبة التنبؤ بمسار الدولة فى حال فوز جماعة الإخوان المسلمين بالرئاسة، موضحاً اختلاف الاوضاع بين الدول هو الذى يجعل تكرار التجارب فيما بينها غير قابل للتوقع. وقال عيسى ان الاخوان المسلمين قد يستفيدون من عدم الاستقرار الذى خلقه الحكم الاسلامى فى ايران والسودان ومن ثم يتجهون لتطبيق التجربة التركية التى تحمل بين طياتها الكثير من الاغراءات لتكرارها.