رحبت الجامعة العربية اليوم الخميس بالاتفاق الذى تم بين حركتى التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) والمقاومة الإسلامية (حماس) على تشكيل حكومة جديدة برئاسة الرئيس محمود عباس واعتبرته اختراقا مهما في مسار المصالحة الفلسطينية. وقال السفير محمد صبيح أمين عام مساعد الجامعة العربية إن "الأمة العربية من محيطها إلى خليجها تبارك هذا الاتفاق"، مشيرا الى أن الشعب الفلسطيني ينتظر بشوق كبير ليرى الوحدة الفلسطينية قد تجسدت على الأرض. وأضاف صبيح، فى تصريحات للصحفيين، "لقد تعاملت مصر مع هذا الملف بصبر كامل، والتوجه الإيجابي الذي نلمسه حاليا نشجعه بكل ما نملك، فالقضية الفلسطينية في خطر، ومطلوب ابعاد القضية عن المشاكل الحزبية والأهواء الفصائلية". وطالب صبيح الدول العربية بتقديم شبكة أمان مالية وسياسية لدعم الوحدة الفلسطينية في مجابهة تهديدات إسرائيل والكونجرس الأمريكي بمعاقبة السلطة الفلسطينية إذا وافقت على المصالحة مع حماس. وكان وفدا فتح وحماس اتفقا امس خلال جلسة مباحثات عقدت بالقاهرة على الاسماء التى ستتولى الحقائب الوزارية فى حكومة التوافق الوطني التى سيترأسها محمود عباس. المباحثات بين فتح وحماس عقدت بمقر المخابرات العامة المصرية وانتهت " بإنجاز كافة الأمور التي التقى المتحاورون لبحثها منها الاتفاق على الأسماء التى ستشكل منها الحكومة الفلسطينية الجديدة". ونقلت عن رئيس وفد فتح عزام الأحمد قوله ان " الأمور تمضي بسلاسة وبمنتهى الإيجابية " مضيفا "الآن نحن بانتظار اللقاء بين الرئيس محمود عباس، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، في القاهرة". وكانت فتح وحماس وقعتا برعاية قطرية في السادس من فبراير الماضي " اعلان الدوحة " الذي نص على تشكيل حكومة توافق برئاسة محمود عباس للإعداد للانتخابات العامة. وقبل "إعلان الدوحة" وقعت الحركتان إضافة إلى باقي الفصائل الفلسطينية في مايو من العام الماضي اتفاقا للمصالحة في القاهرة يقضي بتشكيل حكومة توافق مع خطوات موازية في ملفات إعادة هيكلية منظمة التحرير الفلسطينية والأمن، إلا أن خلافات على تشكيلة الحكومة وتسمية رئيسها حالت دون تنفيذه. وبدأ الانقسام الفلسطيني الداخلي في يونيو 2007 إثر سيطرة حماس بالقوة على قطاع غزة.