كتب: باسل الحلواني شهد قطاع السيارات منذ بداية شهر يناير الجاري، العديد من الأحداث المهمة والساخنة، التي سوف تؤثر بشكل كبير على خطط الشركات خلال 2019. كان الحدث الأول الذي أثر بشكل مباشر على سوق السيارات، هو تطبيق الإعفاء الجمركي الكامل "زيرو جمارك"، على السيارات أوروبية المنشأ، تنفيذاً لبنود اتفاقية الشراكة الأوروبية، مادفع العديد من شركات السيارات إلى الإعلان عن تخفيضات كبيرة على طرازاتها بنسب متفاوتة، لكن هذه الخصومات جاءت مخيبة لآمال العملاء، فالغالبية العظمى كانت تعتقد أن الأسعار سوف تشهد تراجعاً كبيراً، وليس بالنسب التي تم الإعلان عنها، ما أدى إلى توقف حركة البيع، وإحجام قطاع كبير من المستهلكين عن الشراء، انتظاراً لتخفيضات جديدة تكون مرضية لهم. وفي ظل حالة الركود التي ضربت السوق، دشن مجموعة من النشطاء، حملة على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، تحت عنوان "خليها تصدي زيرو جمارك"، أثارت جدلاً واسعاً، بعدما أتهمت وكلاء السيارات بشكل رسمي بتحقيق أرباح خيالية في العلامات التجارية الخاصة بهم، وهو مانفاه الوكلاء، مؤكدين أن الشركات الأم هي التي تقوم بتحديد هوامش الأرباح، وأن الحملة تغافلت النفقات التي تتكبدها الشركات بخلاف الرسوم الجمركية. العديد من الخبراء والمتخصصين، أكدوا أن استمرار الحملة قد يتسبب في خسائر كبيرة للشركات، خاصةً أنها جاءت في توقيت يعاني فيه السوق من انحسار المبيعات، في حين يرى فريق آخر أن "خليها تصدي"، غير مؤثرة، وأن حالة الركود الحالية طبيعية وسوف تنتهي قريباً عقب تفهم العملاء لحقيقة اتفاقية الشراكة الأوروبية. وفي ظل هذه الأحداث تأتي بارقة أمل جديدة، بعد إعلان شركة "مرسيدس بنز العالمية"، في بيان رسمي، عن عودة خطوط مصانعها فى مصر لتجميع السيارات مجددًا، وهو البيان الذي لاقى ترحيبا واسعاً من جميع الجهات، سواء كانت مسئوولة أو متخصصة فى الصناعة. ويأتي الحدث الأهم خلال "يناير"، وهو الاجتماع الذي عقده الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، وزير الاسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، أمس، بشأن تشجيع المواطنين على تحويل سياراتهم إلى العمل بالغاز الطبيعي، وتوطين صناعة السيارات الكهربائية في مصر، والذي أكد خلاله رئيس الوزراء أن هناك توجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي، بالتوسع في تشجيع المواطنين على تحويل سياراتهم إلى العمل بالغاز الطبيعي، وكذا التحوّل للسيارات الكهربائية، وهو مايعكس توجه الدولة نحو الاعتماد على الطاقة النظيفة خلال الفترة القادمة.
