رأى محللون سياسيون أن فرص فوز محمد مرسي مرشح جماعة (الاخوان المسلمين) فى جولة الاعادة لانتخابات الرئاسة المصرية المقررة فى 16 و17 يونيو المقبل ضئيلة ما لم يقدم تنازلات تنص فى اول بنودها على مدنية الدولة وذلك لطمأنة القوى السياسية والناخبين. واشاروا الى انه بدون هذه التنازلات، فان احتمالات فوز منافسه احمد شفيق آخر رئيس وزراء فى عهد الرئيس السابق حسني مبارك كبيرة خاصة ان يحظى بدعم الناخبين الاقباط وانصار النظام السابق الذين يحشدون له بكل قوة. وأعلنت اللجنة العليا للانتخابات الإثنين رسميا تصدر مرسي وشفيق الجولة الأولى من الانتخابات بحصول الاول على اصوات خمسة ملايين و764 ألفا و952 ناخبا بينما حصل الثاني على اصوات خمسة ملايين و505 الاف و327 ناخبا. وقال المستشار فاروق سلطان رئيس اللجنة إن أحدا من المرشحين ال13 لم يستطع الحصول على النسبة التي حددها القانون لحسم الانتخابات وهي 50 فى المئة + 1 لذلك ستجري جولة الاعادة بين المرشحين الأعلى حصولا على الأصوات وهما مرسي وشفيق. وفى هذا السياق قال الناشط السياسي حافظ ابوسعدة رئيس المنظمة المصرية لحقوق الانسان ان مرسي سيخوض جولة الاعادة وهو مدعوم بكافة انصار التيار الاسلامي باعتباره اصبح الممثل الوحيد لهذا التيار فى الانتخابات بعد خروج منافسه الدكتور عبدالمنعم ابوالفتوح. واضاف ابوسعدة، الذى شارك فى مراقبة انتخابات الرئاسة ان شفيق سيحظى خلال الجولة الثانية بدعم الناخبين الاقباط وقطاعات من الناخبين الذين صوتوا فى الجولة الاولى للمرشحين حمدين صباحي وعبدالمنعم ابوالفتوح وعمرو موسى خوفا من سيطرة جماعة الاخوان المسلمين على مفاصل الدولة فى حال فوز مرسي ورغبة فى تحقيق الامن فى الشارع المصري وهو البند الذى يركز عليه شفيق. واستبعد ابوسعدة ان يقدم مرسي تنازلات سياسية مشيرا الى ان شفيق يملك مرونة اكبر من مرسي فى تقديم تنازلات يرضى بها القوى السياسية خاصة ان مرسي وجماعة الاخوان المسلمين مكبلان بارتباطات مع الجماعات السلفية ، منها حزب (النور) والجماعة الاسلامية والدعوة السلفية. وتابع ان مرشح الاخوان امام خيارين اما الحفاظ على التكتل الاسلامي ، الذى يطالب بتطبيق الشريعة الاسلامية ، اثناء خوض جولة الاعادة او تفكيك هذا التكتل لصالح شئ غير مضمون بتقديم تنازلات للقوى السياسية الاخرى يؤكد خلالها على مدنية الدولة من اجل دعمه. وعزا انخفاض نسبة تأييد الناخبين للاخوان المسلمين فى انتخابات الرئاسة عنها فى انتخابات البرلمان إلى سببين الاول القيود التى وضعتها اللجنة العليا للانتخابات لمنع التزوير، الذى قامت به جماعات تتبع الاخوان المسلمين فى اللجان اثناء الانتخابات التشريعية ، ومحاولات التأثير على الناخبين قبل التصويت . واوضح ان السبب الثاني يتمثل فى ضعف اداء الاخوان المسلمين فى البرلمان وتركيزهم على قضايا ليست جوهرية بالنسبة للشعب وسعيهم الى المناصب السياسية. وحول فرص فوز شفيق ومرسي قال ابوسعدة ان " شفيق لديه فرص كبيرة واتوقع فوزه". كما استبعد ان يقل معدل تصويت الناخبين فى جولة الاعادة عن الجولة الاولى مضيفا رغم ان نسبة من الناخبين الذين صوتوا للمرشحين صباحي وابوالفتوح وموسى لن يشاركوا فى جولة الاعادة بسبب شعورهم بالصدمة من وصول شفيق ومرسي لكن هناك ناخبون لم يشاركوا فى الجولة الاولى وسيصوتون فى الجولة الثانية . من جانبه، توقع الدكتور محمد منصور مدير مركز دراسات المستقبل بجامعة اسيوط ان يقدم مرسي تنازلات للقوى السياسة حتى تدعمه فى جولة الاعادة وذلك عبر تأكيده على مدنية الدولة وتعميق الحريات واستكمال اهداف الثورة ومحاكمة رموز النظام السابق وتشكيل حكومة ائتلافية تضم كل الوان الطيف السياسي. وقال ان الشارع المصري اصبح اكثر انقساما بعد وصول مرسي وشفيق لجولة الاعادة حيث بات قطاع كبير من الناخبين مترددا وربما لن يصوت فى الجولة المقبلة لرفضه شفيق الذى يمثل امتداد للنظام السابق ومرسي مرشح جماعة الاخوان التى تسعى للاستحواذ على كل السلطات. واضاف ان الحل الوحيد امام مرسي حتى يحافظ على حظوظه فى الانتخابات ان يصل الى تفاهم مع القوى السياسية يقدم خلالها تنازلات لتحسين البيئة السياسية ما من شأنه طمأنة الناخبين الذين قد يصوتون له فى هذه الحالة خوفا من وصول شفيق للرئاسة . وعن تأثير مثل هذه التنازلات على دعم السلفيين لمرسي قال منصور ان السلفيين لم يكن لهم حضور طاغ فى انتخابات الرئاسة بل وخذلوا مرشحهم ابوالفتوح . واردف "ليس امام مرسي غير تقديم التنازلات وإلا وقعت مصر فى براثن نظام مبارك " عبر فوز شفيق اخر رئيس وزراء فى عهد الرئيس السابق حسني مبارك. واستطرد "لو رفض مرسي ان يدخل فى تفاهمات مع القوى السياسية ويقدم تنازلات فوضعه مهدد وسيودع جولة الاعادة لاسيما ان الفارق بينه وبين شفيق فى الجولة الاولى لا يذكر والنظام السابق يستطيع ان يعوضه لان جزء من الاصوات التى ذهب لأبوالفتوح وحمدين وموسى ستذهب لشفيق كرها فى جماعة الاخوان " التى تصر على الاستحواذ على كافة السلطات. واشار الى ان شفيق سيدخل جولة الاعادة مدعوما باصوات الاقباط والليبراليين وبعض انصار مرشحي الجولة الاولى.