أثناء إعتقالات سبتمبر81 والتي قام بها السادات ضد معارضيه ,زامل الكاتب محمد حسنين هيكل في زنزانه أحد أفراد الجماعات ألإسلاميه وكان طالبا في كليه الهندسه,وفي الصباح ،نادي الجندي المكلف بالحراسه عليهم ليتسلموا الأفطار, فلما تأخروا ألقاه من فتحة الباب العلويه علي الأرض,فتساءل هيكل ما هذا؟فأجابوه فول للأفطار,فقال :ليه مفيش كرواسون؟والكرواسون لفقراء القراء الأعزاءإفطار الطبقة العليا ويؤكل مع القهوه والشاي,ورمزية القصه تأتي من أن الأستاذ هيكل أحيانا" يكون منفصلا" عن الواقع المحيط به,فبالرغم من وجوده في سجن ,ويعذب بجواره أئمة الدعوه كالشيخ كشك رحمه الله والشيخ المحلاوي حفظه الله, فهو لم يدرك كنهة السجن,ولا قواعده,وقوانينه,بالرغم من معاملتة معاملة خاصة حيث كانت ترسل له زوجته وردة حمراء يوميا,ومع هذا لم يغفر للسادات هذه الفتره وبعد خروجه ألف كتاب (خريف الغضب),إمتهن فيه تاريخ السادات ,وأحتقر جذوره النوبيه ,وأساء أليه إساءه بالغه,بالرغم من أنه كان دائم الإشاده بعبد الناصر, بالرغم مما فعله من تنكيل وتعذيب للقوي السياسيه المعارضه وخاصه ألإخوان المسلمون,ويعود الاستاذ هيكل هذه الايام ليعاود حالة الإنفصال مرة أخري في حديثه مع جريدة الأهرام,حيث يشن حملة شديدة علي إختيارات الشعب المصري,وأنه يبحث عمن يقدم له السكر والزيت واللحوم ,ومن يخدعونه بأسم الدين,ونسي ألأستاذ هيكل أن هذا الشعب هو نفسه الذي كانت تتم الإشاده به عندما كانت نتيجة الإستفتاءات تزيد عن 99%وكانت ألإشاده من الأستاذ هيكل نفسه في مقالاته الأسبوعيه الشهيره(بصراحه),فلماذا الكيل بمكيالين؟إن الاستاذ هيكل يتناسي الضريبه التي دفعها التيار الاسلامي بكل اطيافه من القتل والتعذيب والتشريد والنفي والسجن ومصادرة الأموال,ولكنه صبر وصمد وتحمل , والطبيعي أن يجني ثمرةتحمله وجهاده,بخلاف مناضلي الصالونات والفنادق الخمس نجوم,والباحثين عن الشهره وأموال الجكام ,والتي ظهرت حقيقتهم أمام الناس فلفظوهم ,ولاينسي الأستاذ هيكل أيضا أن يحذر الرئيس القادم من كل شئ وأي شئ,داخليا" وخارجيا",وكأن الرئيس الآتي يعلم أنه سيحكم جمهوريه موز,أو مونتو كارلو مشاكله فيها مشاكل الرفاهيه والثروه!انه يعلم انه سيحكم مصر التي تريد ان تتعافي من آثار التجريف السياسي والأمني والإفتصادي والأخلاقي الذي قام به نظام مبارك,والذي يحتاج إلي تضافر كل جهود المخلصين الحريصين علي مستقبل هذه البلاد وليس الذين يعيشون في دهاليز الماضي بوثائقه ,ولا يتكلمون بكلمة حق في وجه حاكم أثناء حكمه,فيخونون شعوبهم,ومن وضعوا ثقتهم فيهم,وإصلاح أوضاع مصر صعب, ولكنه ليس مستحيلا,ولا يدفع لليأس كما يحاول الأستاذ هيكل أن يوحي لنا ,والتعليل هو أنه يعلم أن الرئيس القادم سيكون من أصحاب المشروع الاسلامي فيريد أن ييأسه ويصرف الناس من حوله,خاصة أن كل هذه المحاذير والعقبات والمخاطر التي ذكرها الأستاذ هيكل لم يطرحها عندما أقترح تسليم الحكم للمشير طنطاوي لمده 3 سنوات,ثم تجري الانتخابات بعدها,يعني كان يريد الأستاذ هيكل العوده مرة أخري لحكم رجال مبارك ليكملوا وأد الثوره, ويقهروا إراده الشعب مرة أخري,ويعيدوا إستنساخ حكم عبد الناصر,ثم السادات ,ثم مبارك,يعني حكم العسكر,والذي يريد الشعب التخلص من هذا النمط الفاشل الذي عاذ بمصر للوراء واصبحت تقارن ببوركينا فاسو في معدلات التقدم ,وبنيجيريا في معدلات الفساد.الأمر الثاني هو حديث السيد عمر سليمان لجهاد الخازن بجريدة الحياه وتهديده بحدوث إنقلاب عسكري لو تولي إسلامي الحكم,وغيرها من التهديدات المعلبه,التي تنم عن إنزعاج شديد من وصول الإسلاميين لسدة الرئاسه وكأن السيد سليمان لم يقرأ نتيجة إنتخابات البرلمان! ,وهذا ليس مستيعدا" فقد كان يريد الترشح للرئاسه بعد إسقاطه مع مبارك ! ومانريد قوله للسيد هيكل والسيد سليمان, لقد ولي زمن الوصايه والتخويف ,ومصر تتنسم نسائم الحريه,وعطر الكرامه,ومن لا يقرأ الاحداث قراءة صحيحه فليجلس في بيته ليتمتع بكوب من القهوه مع قطعة الكرواسون الفرنسيه! --- باحث اسلامي