أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رفضه القاطع لأعمال العنف التي شهدتها العاصمة الفرنسية مساء السبت أثناء احتجاجات "السترات الصفراء"، وقال ماكرون إنه لن يرضى أبدا بالعنف الذي اندلع يوم السبت في جادة الشانزيليزيه. وأضاف ماكرون من بوينس آيرس في ختام قمة مجموعة العشرين إن "أي قضية لا تبرر مهاجمة قوات الأمن ونهب محال تجارية وتهديد مارة أو صحافيين وتشويه قوس النصر". وأوضح أن "مرتكبي أعمال العنف هذه لا يريدون التغيير، لا يريدون أي تحسن، إنهم يريدون الفوضى: إنهم يخونون القضايا التي يدعون خدمتها ويستغلونها. سيتم تحديد هوياتهم وسيحاسبون على أفعالهم أمام القضاء". وأعلن أنه "دعا الى اجتماع وزاري مع الأجهزة المعنية" صباح يوم الاثنين لدى عودته إلى باريس. وأدلى ماكرون بهذا التصريح في مستهل مؤتمره الصحافي، لكنه رفض الإجابة عن أسئلة الصحافيين حول هذه القضية. وكانت الشرطة الفرنسية اعلنت ، عن إصابة 133 شخصا واعتقال 412 آخرين خلال مظاهرات فرنسا، التي تنظمها حركة "السترات الصفراء" وشابتها أعمال شغب وعنف وتعد الأسوأ منذ سنوات، اليوم الأحد. وكان وزير الداخلية الفرنسي كريستوف كاستانير قد قال، في وقت سابق أمس السبت، إنه مستعد لفرض حالة الطوارئ تلبية لطلب عدد من النقابات والشرطة من أجل تعزيز الأمن في البلاد. وكانت صحيفة وول ستريت جورنال اشارت الي أن المظاهرات قامت في فرنسا ردًا على اقتراح الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، بزيادة الضرائب على وقود الديزل، وتحولت المظاهرات إلى حركة مناهضة للحكومة واسعة النطاق تسمى "السترات الصفراء" والتي تناهض سياسات ماكرون بمحاباة الأثرياء وعقاب الطبقة العاملة. وتشير استطلاعات الرأي إلى أن ثلاثة أرباع الجمهور الفرنسي يدعمون حركة السترات الصفراء، فيما انخفض معدل التقبل الجماهيري لماكرون إلى أقل من 30٪ حيث اكتسبت الحركة زخمًا على مدار الشهر الماضي. و رأت الصحيفة أنه من المرجح أن تختبر هذه المشاهد الاحتجاجية العنيفة في فرنسا قدرته على تغيير قرار الضرائب على الوقود وتعديلاته الشاملة للاقتصاد الفرنسي وقدرته على محو لقب رئيس الأغنياء عن نفسه.