تبدأ غدا الثلاثاء فعاليات المؤتمر العالمى الرابع لدار الإفتاء المصرية تحت مظلة الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم وعلى مدى ثلاثة أيام تحت عنوان «التجديد فى الفتوى بين النظرية والتطبيق» برعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى. وأناب الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء وزير الأوقاف لحضور مؤتمر دار الإفتاء المصرية . تبدأ الجلسة الافتتاحية للمؤتمر بكلمة لرئيس المؤتمر الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية تليها كلمة رئيس الوزراء يلقيها نيابة عنه الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف ثم كلمة المستشار حسام عبدالرحيم وزير العدل ويتحدث فى الجلسة الافتتاحية الشيخ مصطفى سيرتش رئيس العلماء والمفتى العام فى البوسنة والهرسك، والشيخ أحمد النور محمد الحلو مفتى تشاد وسماحة الشيخ يوسف أدعيس وزير الأوقاف والشئون الدينية الفلسطينى وسماحة الشيخ عبداللطيف دريان مفتى الجمهورية اللبنانية ويشهد اليوم الأول عقب الجلسة جلستى نقاش حول موضوع المؤتمر يشارك فيها عدد كبير من المفتيين والعلماء بالاضافة الى ورشة عمل لمناقشة مبادرة «الميثاق» العالمى للفتوى التى أعدتها الأمانة العامة. ويناقش العلماء والمفتون ورجال الدين المشاركون فى المؤتمر العديد من المحاور والقضايا المهمة من أجل تحديد واضح للمفاهيم وضوابط فى ضوء الفتوى الشرعية من ناحية التنظير الذى يبدأ من الأدلة الشرعية ومن ناحية التطبيق الذى يكون شكله النهائى فى صورة العلاقة بين المفتى والمستفتى مع ربط هذه الأمور بالواقع العصرى الذى نعيشه حاليا من خلال القضايا الإفتائية المعاصرة التى تناقشها فعاليات وجلسات المؤتمر. وصرح الدكتور شوقى علام مفتى الديار المصرية بأن اختيار عنوان المؤتمر لهذا العام جاء إيمانا بقضية تجديد المفاهيم والمصطلحات الافتائية لأهميته البالغة فى ظل ما نعيشه من أحداث ساهمت فى تشويه كثير من المفاهيم الإسلامية؛ وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها « والاجتهاد فى كل عصر فرض؛ وهذا يدل على أن الفتوى تتغير بتغير الزمان والمكان والأشخاص ؛ وأشار «علام « إلى أن المؤتمر هذا العام يناقش العديد من القضايا المهمة والشائكة وتشمل هذه القضايا الحادثة فى مجالات الاقتصاد والسياسة والاجتماع والطب والفضاء الالكترونى؛ وتأتى على رأس أجندة مؤتمر هذا العام ستة محاور رئيسية على رأسها المجدد الأول الذى يشمل محاضرة عامة عن «الأصول المنهجية لفقه النوازل « والثانى هو الأصول المنهجية للتجديد فى الفتوى والثالث «ضوابط الإفتاء فى قضايا حقوق الإنسان «والرابع يتحدث عن ضوابط الإفتاء فى المستجدات الطبية «والخامس عن «ضوابط الإفتاء فى المستجدات الاقتصادية « أما المحور السادس والأخير فيتناول ضوابط الإفتاء فى قضايا الشأن العام والدولة «. وأكد المفتى أن الهدف من المؤتمر هو وضع ضوابط وآليات للتجديد فى الفتوى وكذلك المؤهلات الواجب توافرها لمن يتصدى للإفتاء ودور المجامع الفقهية والاجتهاد الاجتماعى فى معالجة المستجدات؛ كما تهدف إلى تنفيذ حزمة من المبادرات والمشروعات العلمية لتقديم حلول واقعة فعالة للتحديات الإفتائية للمجتمعات المسلمة؛ كما أن الجاليات الإسلامية فى شتى أرجاء المعمورة لديها أزمات حياتية وقضايا معاصرة تتطلب دراسات ومناقشات وحلولا علمية لمواجهتها. وأشار الدكتور إبراهيم نجم مستشار مفتى الديار المصرية إلى أن المؤتمر عالج فى فعالياته السابقة محاور كثيرة عمل من خلالها على تفكيك الفكر المتطرف بصوره المختلفة والذى يعد أكبر تحد تواجهه الأمة فى العقود الآخيرة؛ حيث إنه يعمل على تغيير هوية الأمة ونقلها من الخيرية والسماحة إلى التشدد والصدام بينها وبين نفسها وبينها وبين الآخر ؛واستكمالا لمسيرة التجديد ينعقد المؤتمر فى عامه هذا وهو يعالج قضية لها أشد التلقات بواقع الأمة المعاصرة على كافة المستويات وهى التجديد فى الفتوى بين النظرية والتطبيق . وقال الدكتور عبدالهادى القصبى رئيس لجنة التضامن الاجتماعى بمجلس النواب رئيس المجلس الأعلى للطرق الصوفية إن المؤتمر جاء فى توقيت صحيح لمواجهة فوضى الفتاوى؛ فنحن فى حاجة ماسة إلى المساهمة فى استقرار المجتمعات من خلال مواجهة الجهل والفتاوى الشاذة والحفاظ على أمن الأمة.