كتب - كاظم فاضل أعلنت الجمعية المصرية للطب النفسى عن إطلاق حملة «احمى النفسية» للتوعية بالأمراض النفسية وأهمية الطب النفسية، بالاشتراك مع اتحاد الأطباء النفسيين العرب ورعاية شركة إيفا فارما للأدوية. وقال الدكتور ممتاز عبدالوهاب، رئيس الجمعية المصرية للطب النفسى: إننا نعانى فى مصر من المفاهيم الخاطئة عن الطب النفسى والأمراض النفسية والحملة نهدف لتحسين صورة الطب النفسى والمريض النفسى. وأضاف خلال المؤتمر الصحفى، الذى عقد على هامش المؤتمر الخامس عشر لاتحاد الأطباء النفسيين العرب، أن هناك قاعدة تنص على أنه كلما تم التشخيص مبكرًا، أمكن التحسن والسيطرة على المرض النفسى، ولكن المشكلة أن المريض النفسى يذهب متأخرًا للطبيب بعد أن يذهب فى البداية للطب الشعبى والسحر وما شابه، ويؤدى ذلك إلى تعقّد المرض. وأشار إلى أن الطب النفسى تواجهه مشكلة المعتقدات الخاطئة حول أدوية الأمراض النفسية، بأن الدواء يسبب إدماناً ويؤثر على أعضاء الجسم، خاصة أن المرض النفسى قد يحتاج لفترات طويلة، وترك الدواء يسبب انتكاسات. وهناك الكثير من الأمراض العضوية يكون سببها مشاكل نفسية لم تحل، وأغلب علاج الأمراض تحتاج إلى علاج الجانب النفسى، موضحًا أن المرض النفسى مرض قابل للشفاء، عكس المعتقدات الخاطئة، من أكثر فروع الطب تحقيقًا لنسب شفاء عالية إذا تم التشخيص المبكر وحصل على الدواء المناسب. وأكد الدكتور ممتاز عبدالوهاب أن هناك علامات تدل على الاضطراب النفسى أو السلوكى، منها تشوّش الفكر أو انحراف المزاج أو السلوك على نحو لا يتسق مع المعتقدات والقواعد الثقافية، مضيفًا أن أعراض ذلك الاضطراب ترتبط فى معظم الأحيان بضائقة تصيب الفرد أو بأمر يؤدّى إلى تعطيل ملكاته الشخصية. وأوضح أن هناك أعراضاً يمكن ملاحظتها تنتج عن الاضطرابات النفسية، وهى أعراض متنوعة، من بينها أعراض جسدية، مثل حالات الصداع أو اضطراب النوم، وأعراض انفعالية كالشعور بالحزن أو الخوف أو القلق، وأعراض استعرافية كصعوبة التفكير بوضوح وظهور أفكار شاذة وحدوث اضطراب فى الذاكرة، وأعراض سلوكية كانتهاج سلوك عنيف وعدم القدرة على أداء الوظائف الروتينية اليومية والإفراط فى تعاطى مواد الإدمان، وأعراض إدراكية كرؤية أو سماع أشياء لا يقدر الآخرون على رؤيتها أو سماعها. وأشار إلى أن تلك الأعراض تختلف من اضطراب لآخر، مطالبًا من تظهر لديه أحد تلك الأعراض والعلامات باللجوء لمساعدة الطبيب المختص. وأوضح أن أشهر الاضطرابات النفسية، الاكتئاب، وإدمان المواد المخدرة، والفصام، والتخلّف العقلى، والانطواء على الذات فى مرحلة الطفولة، والخرف. وقال الدكتور هشام رامى، السكرتير العام للجمعية المصرية للطب النفسى، إن استخدام الأدوية هو أحد الطرق الفعالة لعلاج الاضطرابات العقلية, مشيرًا إلى أهمية المزج بين العلاج بالأدوية والعلاج النفسى لعلاج حالات الاكتئاب. وشدد على ضرورة تغيير النظرة للأدوية النفسية والتعامل معها كأدوية الأمراض البدنية الأخرى، محذرًا من أن رفض المريض النفسى تناول الأدوية، يؤدى إلى تدهور حالته، مشيرًا إلى أن استخدام الأدوية يؤدى إلى تخفيف الأعراض المختلفة أو منعها أو علاجها، بدءًا من المشاعر التى لا يمكن تحملها حتى الهلوسة، ويستند اختيار الأدوية على درجة الاضطراب العقلى وطبيعة الأعراض والعوامل الفردية من بين أمور أخرى. وأكد ضرورة عدم التوقف عن تناول أدوية الاضطرابات النفسية إلا تحت إشراف الطبيب، مشيرًا إلى أن هناك أعراضاً تظهر على المريض عند التوقف عنها تسمى أعراض الانسحاب، خاصة مع مضادات الاكتئاب، ولذلك لا بد من التوقف التدريجى عن تناولها تحت إشراف الطبى. وقال الدكتور هانى حامد، أستاذ الطب النفسى بجامعة بنى سويف، إن 90% من الأمراض النفسية يمكن علاجها فى حال التشخيص المبكر وفى حال مواظبة المريض على التقيد بالمواعيد المحددة له من قبل الطبيب المعالج، والانتظام فى استخدام الدواء. وأضاف أن أبرز العوامل المؤثرة على الصحة النفسية طبقًا لمنظمة الصحة العالمية، تتمثل فى الاعتلالات الجسميّة، وأمراض القلب، والاكتئاب، والأنماط الصحيّة غير السليمة، وتعاطى المخدرات والأدوية، بالإضافة إلى الفقر، والحروب، وفقدان الأمن، وانتشار اليأس، وتدنى الدخل، وانتشار البطالة، وانتهاكات حقوق المرأة والطفل، وأساليب التنشئة الأسرية العنيفة وغير السليمة وغيرها. وأشار إلى أن جميع هذه العوامل البيئيّة والنفسيّة والاجتماعيّة من شأنها حرمان الأفراد من التمتع بالاستقرار النفسى والصحة النفسية، وبالتالى انتشار وظهور الانحرافات وحالات القلق والأنماط السلوكيّة غير السليمة وغيرها الكثير من الآثار السلبية. وقال الدكتور أمجد طلعت، المدير العام بشركة إيفا فارما للأدوية، إن الحملة تهدف إلى تصحيح مفهوم المرض النفسى فى المجتمع المصرى، وتشجيع المريض على التشخيص المبكر، وتوفير سبل تشخيص مبكر للمرض، إضافة إلى تحسين صورة المريض النفسى والطب النفسى. وأضاف أن الحملة تعمل على رفع كفاءة الأطباء فى التعامل مع المرض، وتوفير علاجات مناسبة لمرضى الاضطرابات النفسية.