وصل إلى الكويت مساء الأحد، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع في المملكة العربية السعودية الشقيقة والوفد الرسمي المرافق له في زيارة رسمية للكويت يجري خلالها مباحثات رسمية مع أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وولي العهد الشيخ نواف الاحمد الجابر الصباح وسوف يلتقي عددا من المسئولين الكويتيين في مقدمتهم رئيس مجلس الامة مرزوق الغانم ورئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك الصباح. ووصفت وسائل الاعلام الكويتية زيارة الامير محمد بن سلمان بانها تاريخية لرجل "استثنائي"....تشرع له العقول والأفئدة، وقد تزينت شوارع الكويت وطرقاتها بأعلام المملكة وبصور صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان واستبقت الزيارة بترحيب رسمي وشعبي واسع اذ أكد نائب وزير الخارجية خالد الجار الله أن سموه "سيحل وسط قلوب أهل الكويت ووجدانهم لنضع معا أسس العمل على كل ما من شأنه تحقيق مصالح وطموحات شعبينا وبما يمكننا من مواجهة التحديات المتصاعدة في المنطقة وصيانة الامن والاستقرار". وقال الجارالله في تصريح صحافي: إن الزيارة ستصب في مصلحة العلاقات بين الكويت والمملكة وتعد فرصة تاريخية للبلدين لبحث أوجه العلاقات الثنائية المتميزة والسعي لتطويرها في المجالات كافة". وأعرب عن "فخر الكويت بما حققته المملكة من إنجازات على كل المستويات فهي تحقق خطوات ثابته وراسخة على طريق الوصول الى مستوى متقدم من الازدهار والرخاء والامن، بما يجسد رؤيتها 2030 الشاملة". بدوره، رحب سفير الكويت لدى السعودية الشيخ ثامر الجابر بالزيارة الهامة. وقال: "انها ستؤسس لمرحلة جديدة واعدة في مسار العلاقات الوطيدة التي تجمع البلدين والشعبين"، مؤكدا أن بن سلمان سيحل "ضيفا عزيزا وشقيقا كريما على سمو الأمير وسمو ولي العهد وعلى الشعب الكويتي". واكد أن "الزيارة استكمال لمسيرة الاخوة والمحبة والوفاء التاريخية بين البلدين وتعكس عمق وستراتيجية العلاقات وتكتسب اهمية استثنائية على ضوء التطورات التي تحيط بالمنطقة والتحديات المقبلة التي تتطلب تكثيف المشاورات وتبادل وجهات النظر لما فيه خير دولنا وأمنها واستقرارها". من جهته، ثمّن وزير الإعلام الأسبق الشيخ حمد جابر العلي الزيارة مؤكدا أنها"ستكون تاريخية ومنعطفاً للبناء والتنمية". وقال: إن الزيارة تأتي في ظروف استثنائية تمر بها المنطقة العربية والعالم، وسط عدد من التحديات التي تواجه المنطقة من ناحية الأمن والتصدي للفكر الإرهابي الذي يهدد الاستقرار والتنمية. وأكد أن العالم اليوم ينظر إلى هذه الزيارة بأهمية بالغة، وأن "سموه سيلاحظ ويشعر في الكويت أنه لم يخرج من المملكة، بل إنه بين أهله ومحبيه". في السياق ذاته، أفادت المعلومات بأن المحادثات التي سيجريها الجانبان السعودي والكويتي خلال الزيارة ستشمل ملفات اقليمية عدة في صدراتها الأزمة الخليجية، والاوضاع في اليمن، بالاضافة الى الملف الايراني، وان"نتائجها ستنعكس ايجابا على منطقة الخليج ودول مجلس التعاون مع نهاية العام الحالي". وعلى صعيد العلاقات الثنائية والتعاون المشترك، تشير المعلومات الى ان الجانبين سيبحثان في سبل تفعيل مجلس التنسيق السعودي الكويتي المشترك الذي تأسس في يوليو الماضي، ووضع خطط للعمل وأجندة بالقضايا والملفات التي سيناقشها خلال الفترة المقبلة ومن بينها تنسيق المواقف الخارجية المتعلقة بالتطورات والمستجدات السياسية والاقتصادية، وسط تفاؤل بأن"يتم الاعلان عن استئناف انتاج النفط في المنطقة المقسومة". وترجح المعلومات ذاتها أن يبحث الجانبان في ترتيبات الاوضاع في المنطقة في فترة ما بعد تطبيق العقوبات الاقتصادية الأميركية على ايران المتوقع أن تبدأ في نوفمبر المقبل، وسبل تفعيل التعاون الأمني، فضلا عن تشكيل فريق امني مشترك رفيع المستوى لتبادل المعلومات بين البلدين. وتعد الزيارة التي يقوم بها الأمير محمد بن سلمان إلى الكويت هي الثانية له منذ وصوله إلى مراكز القيادة في المملكة حيث زارها عندما كان وليا لولي العهد في مايو 2015 واستقبله آنذاك أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد وكبار المسئولين في الدولة. وتأتي زيارة ولي العهد السعودي للكويت تأكيدا على حرص قيادة البلدين الشقيقين في التشاور المستمر حول مختلف القضايا والموضوعات وسبل تدعيم التعاون المشترك في مختلف المجالات والميادين. كما تأتي الزيارة في إطار العلاقات الأخوية بين الكويت والسعودية الضاربة في أعماق التاريخ والجغرافيا نظرا لقربهما وللترابط الشعبي القائم بين البلدين حيث امتازت العلاقات بين البلدين الشقيقين منذ مئات السنين والى اليوم بالتكامل والتعاون حتى أصبحت نموذجا للعلاقات الدولية ومثالا يحتذى به بين دول العالم. وفي اجتماعه الأسبوع الماضي رحب مجلس الوزراء الكويتي بالزيارة المرتقبة. وقال المجلس في بيان له إن هذه الزيارة تأتي في إطار الروابط الأخوية التاريخية القائمة بين البلدين الشقيقين وحرص قيادتيهما على التشاور المستمر حول مختلف القضايا والموضوعات وسبل تدعيم التعاون المشترك في مختلف المجالات والميادين.