حالة من الغضب الشديد سادت أولياء الأمور في مدارس اللغات بالإسكندرية بعد قرار الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم بإلغاء تدريس كتب المستوى الرفيع للغات سواء الفرنسية أو الإنجليزية، والذي قامت بعض المدارس بإبلاغه لأولياء الأمور خلال توجههم للمدارس لاستلام كتب العام الدراسي الجديد ودفع المصروفات الدراسية. وأكد أولياء الأمور أن قرار وزير التعليم يعني من الأساس هدم المدارس الأجنبية للغات ومدارس الراهبات والمدارس القومية وتحويلها لتكون مدارس مطابقة للمدارس الرسمية بعدما أدت هذه المدارس على مدار السنوات الماضية دورا بالغ الأهمية في العملية التعليمية، حيث كانت الملجأ الآمن لأولياء الأمور من أبناء الطبقة الوسطى الذين يرغبون في تعليم جيد لأبنائهم بعيدًا عن المدارس الدولية التي تفوق مصروفاتها قدراتهم المادية والمدارس الرسمية المنهارة تعليميًا وتربويًا. وشدد عدد كبير من أولياء الأمور أنهم متفقون مع رغبة الدكتور طارق شوقي، في تطبيق النظام الجديد للتعليم بل وسعداء بتوجهه الرائع نحو تطبيق نظام تعليمي يبتعد بالطلبة في التعليم المصري عن الحفظ والتلقين لكنهم في نفس الوقت يريدون الحفاظ على كيانات تعليمية كبرى حافظت على أجيال متعاقبة من أبناء الشعب المصري وأدت دورا لا يمكن إغفاله في تقديم العديد والعديد من الكفاءات الذين وصل الكثيرين منهم إلى أعلى المراتب ومنهم وزراء في وزارة الدكتور مصطفى مدبولي حاليًا، وقرار إلغاء المستوى الرفيع ينسف مضمون هذه المدارس ويحولها إلى مدارس لا تختلف كثيرا عن المدارس الرسمية وهو ما يعني في النهاية إغلاقها واضطرار أولياء الأمور إلى التوجه إلى التعليم الدولي وهو ما سيثقل كاهلهم بأعباء مالية باهظة. وأكد أولياء ترحيبهم بزيادة التركيز على تدريس اللغة العربية باعتبارها اللغة الأم للدولة المصرية لكن هذا الأمر لا يمكن أن يكون على حساب تدريس اللغة الإنجليزية أو الفرنسية بالشكل المرضى والذي تم على مدار سنوات طويلة، ولم يؤثر على مستوى الطلبة في اللغة العربية بدليل أن طلبة المدارس الأجنبية هم الأفضل في اللغة العربية مطالبين الوزير برؤية واختبار مستوى طلبة مدارس اللغات والراهبات في اللغة العربية ليرى انهم على مستوى أكثر من ممتاز ولم يؤثر عليهم على الإطلاق تدريس اللغات بمدارسهم. مطالبين الوزير بالجمع بين الحسنيين في مدارس اللغات بزيادة حصص اللغة العربية مثلما هو مقرر مع الاستمرار في الاهتمام باللغة وليس رفع مستوى اللغة العربية وضرب اللغة الأجنبية في الصميم، مؤكدين أن المنهج الموضوع للغة الأجنبية سواء الإنجليزية أو الفرنسية هو منهج ضعيف للغاية لن يجعل أبنائهم بعد سنوات المرحلة الإعدادية قادرين على مواكبة دراسة المواد العلمية باللغة الأجنبية سواء إنجليزية أو فرنسية وأنهم يطالبون باستمرار تدريس المستوى الرفيع حتى لو أدى هذا إلى زيادة ساعات اليوم الدراسي. وأشار عدد من أولياء الأمور إلى أنهم يطالبون الوزير بزيادة اللغات الأجنبية والتركيز عليها بأعتبار أن امتلاك الخريج للغات هو أحد أهم مؤهلاته لسوق العمل وبالتالي لابد من رفع المستوى للغات وليس الانخفاض به. وقرر عدد كبير من أولياء الأمور تدشين هاشتاج على مواقع التواصل الاجتماعي من أجل رفع صوتهم لإيقاف قرار وقف تدريس المستوى الرفيع للغات، وأكدوا أنهم لن يسكتوا على ضياع مستقبل أبنائهم، مطالبين بتدخل الرئيس عبد الفتاح السيسي، حال استمر تعنت وزير التعليم ورفضه الاستماع لمطالبهم.
