كتبت- نرمين عشرة: لم يهدأ بال أولياء أمور طلاب المدارس الرسمية للغات والرسمية المتميزة للغات المعروفة بالمدارس التجريبية منذ أن أعلن الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، تطبيق نظام التعليم الجديد على أبنائهم بدءًا من العام الدراسي 2019-2020. ويتضمن النظام الجديد أن يدرس طلاب المرحلة الابتدائية في المدارس الحكومية والتجريبية مواد "اللغة العربية والعلوم والدراسات والرياضيات" مدمجة في مادة واحدة، فضلا عن اللغة الإنجليزية، ثم يدرس المواد العلمية في المرحلة الإعدادية باللغة الإنجليزية. وأثار قرار تدريس المواد العلمية باللغة العربية في المرحلة الابتدائية بالمدارس التجريبية غضب أولياء الأمور باعتبار تلك المدارس كانت البديل أمام متوسطي الدخل لتعليم أبنائهم اللغات بأقل تكلفة. ورأى أولياء الأمور أن هذا القرار يقضي على الطبقة متوسطة الدخل ويجبرهم على اللجوء إلى المدارس الخاصة التي قد تتوحش أمامهم بزيادة المصاريف باعتبارها بلا منافس، وتصبح المتحكم في الطلاب الذين يريدون تعلم المواد العلمية باللغات. واشتعلت حالة الغضب بين أولياء الأمور ما جعلهم ينظمون وقفة احتجاجية ظهر يوم الخميس الماضي أمام وزارة التعليم لرفض قرار إلغاء المدارس التجريبية باعتبارها خطوة لإجبارهم على نقل أبنائهم إلى المدارس الخاصة. ولم تستمر الوقفة طويلًا بعد أن استدعى رجال أمن الوزارة قوات الأمن والشرطة النسائية التي أقنعت المتظاهرين بفض وقفتهم الاحتجاجية، وأغلقت الشارع أمام الوزارة منعًا للتجمهر مرة أخرى. وتعددت مناشدات أولياء الأمور لمطالبة وزير التعليم بالتراجع عن قرار تطبيق النظام على المدارس التجريبية أو تعميمه على المدارس الخاصة، حتى لا يخضعوا لتحكمات تلك المدارس التي لن يقدروا على مصاريفها. وبعد مناشدات عديدة دون استجابة، لجأ أولياء الأمور إلى الاستغاثة بالرئيس عبدالفتاح السيسي للتدخل للعدول عن قرار إلغاء المدارس التجريبية أو الرسمية للغات رأفة بالطبقة المتوسطة في المجتمع، ولأنها تدر دخلًا على الدولة. وطالب أولياء الأمور السيسي بالنظر إلى أبنائه بعين العطف وعدم تغيير هذه النوعية من التعليم، حتى لا يصبحوا فريسة للمدارس الخاصة، ومساواتهم طبقا للدستور بعمل مناهج لغات أسوة بالمدارس الخاصة. وهاجم الدكتور صلاح حسب الله، المتحدث باسم مجلس النواب، قرار وزير التعليم بإلغاء المدارس الرسمية للغات ومساواتها بالحكومية. وأشار حسب الله إلى أن هناك ملايين الأسر تعمل طوال العام حتى توفر 1500 جنيه لتلحق ابنها بالمدارس الرسمية للغات، مطالبا الوزير بعرض رؤيته على البرلمان. وطالبت الدكتورة بثينة عبد الرؤوف، الخبيرة التربوية، بالمساواة بين جميع المدارس سواء الحكومية أو التجريبية أو الخاصة في تطبيق النظام الجديد لتحقيق تكافؤ الفرص. وأكدت أن أولياء الأمور متوسطي الدخل كانوا يلحقون أبناءهم بالمدارس التجريبية لمساواتهم بالخاصة، ولكن بعد تطبيق هذا النظام سيقفون عاجزين أمام تعليم أبنائهم مثل المدارس الخاصة للغات. وأبدى وزير التعليم تعجبه من هجوم البعض عليه بسبب "تعريب" المدارس التجريبية، مشيرا إلى أننا في دولة عربية ولا يجوز أن يتهمه المواطنون بالتعريب، ورفض مصطلح "التعريب" لأنه لا يعبر عن النظام المطروح. وأوضح شوقي أن النظام الجديد قائم على دمج مواد "اللغة العربية والدراسات والرياضيات والعلوم" في مادة واحدة مع تدريس اللغة الإنجليزية، ومتسائلًا: "أين هذا التعريب؟" واستنكر شوقي هجوم أولياء أمور طلاب المدارس التجريبية في حين أن مستوى أبنائهم ضعيف في اللغتين العربية والإنجليزية، مؤكدا أنه يريد أن يقدم الأفضل لهم وأن يجعلهم يتقنون اللغتين. وأشار شوقي إلى أن عدد طلاب المدارس الرسمية لغات يبلغ 650 ألف طالبا، وهناك 22 مليون طالب فى باقى المدارس لم يسمع أحد لهم صوتًا ولم يعترضوا على النظام.