كتبت:لُجين مجدي يزخر التاريخ القبطي بالعديد من الشخصيات و القديسين و القديسات ذو المعجزات و الخصوصية في نفوس المسيحين , و القديسة دميانه تُعد أبرز هؤلاء الشخصيات النادرة أصحاب الافكار المنيرة و المعجزات و كانت شخصية مميزة و سبقت عصرها حيث انها أحد ألاوائل الذين أنشأوا فكر الرهبانيه . أنشأت القديسة دميانه صاحبة فكرة الرهبنة و تأسيس الاديرة , كما قادت الراهبات فى حاة النسك و العبادة إلى جوار قيادتها لهن في طريق الاستشهاد , فانطلق عليها ما قيل عن السيدة العذراء في الكتاب المقدس ," تدخل إلى الملك عذارى فى إثرها، جميع قريباتها إليه يقدُم (مز14:44)", على الرغم من ان كتب التاريخ المسيحي قد اقرت بان القديس الأنبا أنطونيوس قد عاش الحياة الرهبانيه و لكنه لم يؤسس و يدعوا لها لذلك نُسب إلي القديسه دميانه هذه الفكرة. كانت القديسة دميانه من قديسات القرون الأولى في المسيحية و هى اول فى التاريخ و إرتبط اسمها بقصة الاربعين عذراء, ووُلدت من ابوين مسيحيين تقيين فى أواخر القرن الثالث و كان والدها هو مرقس واليًا على البرلس و الزعفران , و كانت وحيدة والدها وعندما بلغت عمها الاول فى دير الميمة جنوب مدينة الزعفران و أقام لها ولدها مأدة فاخر للفقراء لمدة ثلاثة أيام. ولما بلغت من العمر خمس عشرة سنة أراد ان يزوجها فرفضت وأعلمته أنها قد نذرت نفسها عروسا للسيد المسيح, وفى سن الثامنه عشر كشفت عن عزمها على الحياة البتولية فرحب والدها بهذا الاتجاة طلبت منه أيضا ان يبني لها مسكنا منفردا تتعبد في هي وصاحباتها, فأجاب سؤالها, وبنى لها المسكن الذي أرادته، فسكنت فيه مع أربعين عذراء اللاتي نذرن البتولية، كن يقضين أغلب أوقاتهن في مطالعة الكتاب المقدس والعبادة. و بدأت حياتها الرهبانيه و حياة الشركة في الدير الذي قامت بإنشائه ولم يكن آنذاك أى اديرة او رهبان وعلى الرغم من انها بدأت طريقًا جديدًا إلا انها استطاعت أن تجذب غليه جميع الفتيات الروحيات و تأثرن بها و بالفكر الرهبانى. وبعد مرور زمن أرسل الملك دقلديانوس الذي أحضر مرقس والد القديسة دميانة وأمره ان يسجد للأوثان فامتنع أولًا ثم انصاع لأمره وسجد للأوثان. مره اخرى ,بعد أيام علم الملك أن دميانه قد سعت لعودة ابيها للمسيحيه و لم تكن تهدف لهداية والدها من أجله فقط بل كانت تخشي أن يضع أنباء الولايه التى يحكمها, فأرسل غليها بعض الجنود و معهم آلات التعذيب للإنتقام منها و من العذاري الاتي يعشن معها . أمر الامبراطور بسجن و تعذيب القديسة و معاها الاربعين فتاة و تحملت الآلام حتى لا تضعف و يضعف بعدها العذراى الاخريات , كما ذكرت كتب التاريخ المسيحي ان المائكة كانت تشفيها وهى تُعذب و لذلك ظهرت قوية و هى تجلد حتى جاء الامر فاستشهدت هى و معها الاربعين عذراء. وبعد استشهاد القديسة دميانة مع العذراى دُفنت أجسادهن في المكان الذي تعبدت فيه، إلى أن جاءت الإمبراطورة هيلانة أم الملك قسطنطين وبنت مقبرة خاصة بهن وكنيسة على هذه المقبرة وذلك أثناء قيامها ببناء كنيسة القيامة بأورشليم. ثم طلبت من القديس ألكسندروس بابا الإسكندرية التاسع عشر (313-326م) تدشين هذه الكنيسة فقام بتدشينها ورسم أسقفاً للمنطقة لأن أسقفها كان قد استشهد مع القديسة دميانة. وفى القرن السادس، في عهد الأنبا يوحنا أسقف البرلس -زمن البابا دميانوس رقم 35 (563-598م) كتب مخطوطة تشمل تتابع أحداث سيرة القديسة دميانة، وخبر تكريس كنيستها في اليوم الثاني عشر من شهر بشنس في أيام قسطنطين الملك. ثم بعد ذلك عندما أعيد البناء في أيام الخليفة سنان. وتوجد نسخ من هذه المخطوطة في مكتبة دير القديسة دميانة: نسخة يعود تاريخ نسخها إلى سنة 1449ش، أى سنة 1732م، أى أنها نُسخت منذ حوالي 273 سنة ميلادية. ونسخة أخرى يعود تاريخ نسخها إلى سنة 1498ش، أى سنة 1781م، أى أنها نُسخت منذ حوالي 224 سنة ميلادية. و يحتفل المسيحيون بذكرى عيد القديسة دميانه فى يوم 21 من يناير في كل عام , إطلق اسمها على العديد من الكنائس و الأديرة .