خبراء اقتصاد: قناطر أسيوط تعيد الاستثمار إلى الصعيد

كتبت- أسماء محمود:
افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي، صباح اليوم الأحد، قناطر أسيوط الجديدة، التي تساهم فى تحسين حالة الرى فى مساحة مليون و650 ألف فدان، فى 5 محافظات، هى أسيوط، والمنيا، وبنى سويف، والفيوم، والجيزة، بما يعادل نحو %20 من المساحة المنزرعة بمحافظات الجمهورية.
وتضم القناطر هويسين ملاحيين على أعلى مستوى تقنى، ومحطة كهرباء تنتج نحو 32 ميجاوات، بقيمة 100 مليون جنيه سنويًا، وبلغت التكلفة الإجمالية لإنشاء القناطر الجديدة نحو 6.5 مليارات جنيه، و تم تنفيذها من خلال اتحاد شركات عالمية ووطنية.
وللوقوف على مدى أهمية هذه القناطر في تنمية الصعيد، رصدت بوابة الوفد آراء عدد من خبراء الاقتصاد، لكشف تأثير هذه القناكر الجديدة على جلب الاستثمارات إلى محافظات الصعيد.
قال الدكتور صلاح الدين فهمي، أستاذ الاقتصاد بكلية التجارة جامعة الأزهر، أن افتتاح الرئس عبد الفتاح السيسي اليوم، لقناطر أسيوط، يعتبر حجر الأساس لبداية عودة الاستثمار في الصعيد.
وأضاف فهمي، أن مشروع قناطر أسيوط، لن يقتصر تأثيره الإيجابي على أسيوط فقط، بينما سيمتد للصعيد بأكمله، ووجه بحري أيضا، لافتا إلى أن الكهرباء التي سيتم توليدها من هذه القناطر، يمكن استغلالها في اضاءة الطرق،
وعمل طرق سياحية جديدة، مما يشجع على الاستثمار في المناطق المستفادة منها.
ولفت أستاذ الاقتصاد، إلى أن افتتاح هذه القناطر، يعتبر استكمالا لسلسة من الردود الفعلية، على بناء سد النهضة، وما يشاع حول انهيار مصر في حالة تشييد سد النهضة، إذ أن هذه القناطر أحد أهم وظائفها الرئيسية ترشيد استهلاك المياه وتقليل الكميات المهدرة منها.
وفي سياق متصل، قال الدكتور مختار الشريف، أستاذ الاقتصاد بجامعة المنصورة، أن الدولة المصرية لن تقدم على افتتاح مشروع مثل قناطر أسيوط، دون أن يكون تم التخطيط له جيدا.
وأضاف الشريف، أن الحكومة على دراية كاملة بكيفية استغلال قناطر أسيوط، في الحصول عى عائد اقتصادي واستثماري ضخم، سواء من أجل التنمية في الصعيد، أو انعاش الاقتصاد المصري بشكل عام.
وأشار أستاذ الاقتصاد، إلى أن الاتجاه لتنمية الصعيد، و افتتاح مشروعات به، بدأ منذ فترة كبيرة، بينما قناطر أسيوط التي يتم افتتاحها اليوم، ومع مميزاتها الكثيرة في تطوير الري في مليون و600 ألف فدان،
على امتداد 5 محافظات، فضلا عن استغلالها في توليد الكهرباء، فهو يعتبر بداية المشروعات الكبيرة في محافظات الصعيد.
وعلى جانب آخر، قال الدكتور فخري الفقي، المستشار السابق لصندوق النقد الدولي، أن افتتاح قناطر أسيوط اليوم، هو بداية التنمية الحقيقية لصعيد مصر، ورسالة للعالم أن مصر ماضية في مشروع التنمية دون توقف، وأنها لن تتورط في مشكلات مع دول حوض النيل.
وأضاف الفقي، أن افتتاح قناطر أسيوط، يعتبر ضمن مشروعات البنية التحتية، التي تستهدف التغلب على ندرة المياه، إذ أن رفع كفاءة القناطر، وتأهيلها لحجز المياه خلفها، ومساهمتها في الري الحقلي، إنما هي سبل لترشيد استهلاك مياه نهر النيل.
وناشد المستشار السابق لصندوق النقد الدولي، الشعب المصري، بضرورة ترشيد استهلاك المياه في المنازل، فضلا عن ترشيد استهلاك المياه المستخدمة في الري الحقلي، مع ضرورة القضاء على طريقة الري الغمري، لافتا إلى أن صندوق النقد الدولي، كان قد نصح سابقا الدول النامية، بوضع عدادات عند فم الترع، لحساب كمية المياه المستخدمة في ري الأراضي، لمنع اهدار المياه.
ولفت الفقي، إلى أن افتتاح قناطر أسيوط، قد يعتبر ردا على الشائعات التي يتعمد اطلاقها، لإعاقة حركة التنمية في مصر، بأن مصر لن تجد مياه حال بناء سد النهضة، لاجهاض محاولات مصر في النهوض، والزج بها في خلافات وصراعات مع دول حوض النيل، لاسيما أثيوبيا، إلا أن الرئيس عبدالفتاح السيسي، لا يتورط، ويستطيع الخروج من كل التدبيرات التي تحاك لمصر، بذكاء شديد