فى محاولة منها لاسترضاء الولاياتالمتحدة واستمالة الإدارة الأمريكية، أعلنت قطر أنها ستنفق 1.8 مليار دولار لتطوير القاعدة الجوية "العُديد"، التى تستخدمها الولاياتالمتحدة لعملياتها العسكرية، ومكافحة الإرهاب فى الشرق الأوسط وأفغانستان. قال خالد محمد العطية، وزير الدفاع القطرى، فى مقابلة مع صحيفة "واشنطن بوست الأمريكية"، إن توسيع القاعدة التى تستضيف 10 آلاف من القوات العسكرية الأمريكية، سيشمل منشآت إسكان عائلى لأكثر من 200 ضابط، وتوسعات أخرى فى البنية التحتية، إلى جانب تحسينات على مستوى العمليات. وفقًا للوزير، فإنه سيتم الإعلان عن ذلك خلال حفل يعقد خلال ساعات، ولكن الصحيفة أشارت إلى أنه من المتوقع أن يكون تمثيل الجانب الأمريكي منخفض المستوى، لأن المسئولين الأمريكيين يحاولون أن ينأوا بأنفسهم عن الأزمة المستمرة بين الدوحة ودول الرباعي العربي (مصر والسعودية والإمارات والبحرين)، التى تتهم قطر بدعم الإرهاب. وقال عطية إن قطر تريد أن تصبح "الُعديد" منشأة أمريكية دائمة، مضيفة: "نود رؤية حلفائنا وهم يقيمون معنا هنا بشكل دائم"، لافتًا إلى أنه خلال السنوات الخمس المقبلة، ستقوم قطر ببناء قاعدتين بحريتين. يأتى هذا فى الوقت الذى تواجه فيه قطر مقاطعة عربية منذ أكثر من عام، بسبب دعمها للإرهاب وتمويلها لجماعاته، وبعد الموقف المتشدد الذى تبناه إزاءها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ومطالبته للإمارة بالتوقف عن تمويل الإرهاب، سعت الدوحة لتحسين صورتها، وأنفقت ملايين الدولارات على شركات اللوبى ذات التأثير الواسع فى واشنطن، وتقربت من أعضاء للكونجرس في محاولة لدفعهم لتبنى موقفها. كما تسعى الدوحة من خلال إنفاق هذه المليارات لتحسين صورتها وسط شركات الأسلحة واللوبي الأمريكي ذات التأثير الواسع فى واشنطن، فقبل نحو 7 شهور، وبعد أيام من إعلان صفقة شراء الدوحة لمنظومة دفاع صاروخي روسية متطوّرة (وهو أمر لا يمر بسهولة على أوساط صناعة السلاح النافذة في دوائر صنع القرار الأمريكي)، أعلنت قطر عن منحها الولاياتالمتحدة امتيازات عسكرية جديدة، في خطوة ربطها مراقبون بالتوجه لشراء أسلحة من روسيا. كان مئات البريطانيين نظموا أمس مظاهرات حاشدة أمام مقر البرلمان البريطانى وسط العاصمة لندن؛ احتجاجًا على زيارة أمير قطر تميم بن حمد للمملكة المتحدة حاليًا. ورفع المتظاهرون لافتات تندد بزيارة أمير قطر، مرددين شعارات تتهم الدوحة برعاية الإرهاب، واحتضان جماعة الإخوان الإرهابية، وتستنكر المعاملة السيئة التى يلقاها العمال المهاجرون هناك. وشهدت المظاهرات محاولات من أنصار النظام القطرى للاشتباك مع المتظاهرين قبل تدخل الشرطة. تجدر الإشارة إلى أن زيارة تميم بن حمد للمملكة المتحدة بدأت أمس، ومن المقرر أن يلتقى خلالها بعض النواب فى البرلمان، إضافة إلى لقاء مع رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماى.