رأت صحيفة "جارديان" البريطانية ان بوادر توتر عنيف فى العلاقات بين تركيا وايران بدأ يلوح فى الافق فى الايام القليلة الماضية . وقالت الصحيفة ان ايران بدأت تتحدث صراحة عن امتعاضها من الموقف التركى تجاه سوريا، فقد انتقد وزير الدفاع الايرانى الجنرال "احمد فهيدى" تركيا صراحة لاستضافتها "مؤتمر اصدقاء سوريا" الذى عقد مؤخرا . وقال "فهيدى" ان المؤتمر يخدم مصالح النظام الصهيونى الاسرائيلى . وأكدت الصحيفة ان ايران التى تتخذ من تركيا حليفا اقليميا مهما ، رأت ان عقد المؤتمر فى "اسطنبول" بحضور وزراء خارجية مجموعة من الدول ، يمثل تطورا فى الموقف التركى من الازمة السورية . كما ان "رجب طيب اردوجان" رئيس وزراء تركيا الذى زار ايران لمدة يومين الاسبوع الماضى والتقى كبار المسئولين الايرانيين وعلى رأسهم "اية الله على خامنئى" المرشد الاعلى للثورة الايرانية والرئيس "احمدى نجاد"، وجه انتقادات شديدة الى النظام السورى خلال المؤتمر. ورغم علاقتهما الاستراتيجية الا ان ايران وتركيا مختلفتان حول الملف السورى، فلا تزال ايران هى الداعم الاكبر لنظام الرئيس "بشار الاسد" ، والممول الاول له بالاسلحة ، وهو ما تنكره ايران . فى الوقت نفسه تفتح تركيا حدودها امام اللاجئين السوريين ورموز المعارضة ، وتعتبر اكبر الداعمين الاقليميين للمعارضة السورية. وقال "فهيدى" ان مؤتمر اسطنبول لم يدن الهجمات الارهابية على سوريا، ولم يكن عادلا فيما توصل اليه من قراررات. وعلى اثر تصريحات "فهيدى" التى ايدها "على لاريجانى" رئيس البرلمان الايرانى، قامت الحكومة التركية باستدعاء السفير الايرانى فى تركيا، وقال وزير الخارجية التركى "احمد داوود اوغلو": "انه تم استدعاء السفير الايرانى لكى يقدم تفسيرا لتصريحات وزير الدفاع الايرانى حول تركيا والمؤتمر. واوضحت الصحيفة انه خلال زيارة "اردوجان" الى ايران التى كانت تهدف الى التفاوض حول استئناف المحادثات الايرانية مع الدول الغربية بخصوص الملف النووى الايرانى، اعربت ايران ل "أردوجان" عن رغبتها فى ان تكون "اسطنبول" هى المستضيف للمحادثات مع الغرب، الا انه بعد تصاعد الخلاف حول الملف السورى ، غيرت ايران من رأيها واقترحت عقد المحادثات فى عواصم اخرى من بينها "بغداد". وقال "علاء الدين بوروجيردى" رئيس لجنة السياسة الخارجية فى البرلمان الايرانى ، إن ايران لا تفضل استضافة تركيا للمحادثات مع الغرب. وختمت الصحيفة بأنه فى ظل الخلاف المتصاعد بين انقرة وطهران حول سوريا ، فأنه من غير الواضح ما اذا كانت المحادثات مع الغرب حول الملف النووى الايرانى ستعقد أم لا، كما هو مقرر الأسبوع المقبل.