يُقال في مثلٍ مصري أن "السمار نصف الجمال"، بينما هي بسمرتها أكملت النصف الآخر له، فتأتي ملامحها الشرقية الأصيلة، وروحها القريبة الخفيفة، لتكتمل فيها كل العناصر التي أجبرت الجمهور في عام واحد على أن يجعلها بطلة ونجمة من طراز خاص، على رغم أنها مازالت في بداية مشوارها الفني. أسماء أبو اليزيد، خريجة كلية الفنون الجميلة، التي لم يلحظها الجمهور إلا في العام السابق، التي اشتهرت بشخصية "تقى" في مسلسل هذا المساء، للنجم إياد نصار، على رغم أن أول دور لها كان في مسلسل "أنا عشقت"، من بطولة أمير كرارة، إلا أن أبواب الفن وقلوب الجماهير فُتحت لها منذ "هذا المساء". ظهرت بعدها أسماء في مسلسل "أنا شهيرة أنا الخائن"، في دور عزة، وقال البعض إنه يشبه دور تقى، في كون الشخصية مسكينة و"غلبانة" وتعاني نوعًا من الظلم أو القهر في حياتها، إلا أن لكل منهما مذاقه الخاص، وتفاصيله الخاصة، التي استطاعت أسماء أن ترسمها بشكلٍ لا يجعل بينهما خطًا للتلاقي. تضع أسماء بثقة خطوتها الثالثة بثبات، من خلال دور "جليلة"، في مسلسل ليالي أوجيني، الذي يعرض حاليًا، في شهر رمضان، من بطولة ظافر العابدين وأمينة خليل، جليلة الفتاة الصعيدية، التي تركت أهلها من أجل تحقيق حلم الغناء، وتعمل في مسرح منوعات أوجيني ببورسعيد، فاجأت أسماء الجمهور بأن أغاني المنولوجات التي جاءت في المسلسل، أدتها بصوتها الحقيقي، بينما لا عجب في ذلك على أرض الواقع، إذ إنها أحد الأعضاء المؤسسين لفرقة "بهججة"، وهي فرقة تغني أغاني المونولوجات، لتضفي روحًا من الدعابة والمرح.. التقت "بوابة الوفد" أسماء أبو اليزيد لتتعرف عن قرب عن تجربتها في " ليالي أوجيني". الترشيح للدور تم ترشيحي للدور من مخرج ليالي أوجيني، هاني خليفة، ومنتج العمل، محمد مشيش. عناصر الجذب وافقت على الدور بسرعة كبيرة، فكل شئ في شخصية جليلة شدني إلى تجسيد شخصيتها، فأنا أعتمد على إحساسي بشكل كبير في اختيار الدور الذي ألعبه، فالدور الذي أجده يشدني هكذا "بجري وراه"، وبالطبع هو نصيب في النهاية. الأزياء بطبيعة الحال أن المسلسل يجسد الحياة في مصر في الأربعينات، مما أضفى طابعًا مميزًا ومذاقًا خاصًا للأزياء الشائعة في هذه الحقبة الزمنية، فأثنت أسماء على ياسمين علي، مصممة أزياء المسلسل، فهي لم تترك أحدًا، إلا واهتمت بكل تفاصيله، وبالطبع كانت تسألني عن أكثر ما يعجبني، وارتاح في ارتدائه، وأحب شكلي فيه. أصعب المشاهد وأكثرها متعة بالطبع استمتعت بكل مشاهد العمل، بينما لا يمكن الآن تحديد أيها صعوبة، فالعمل لم يعرض كاملًا بعد، ولا أريد أن يتم حرقه، بينما الحلقات المقبلة ستحمل الكثير من المفاجآت لجليلة. وجهة نظر جليلة جسدت الفتاة المصرية الصعيدية، في عصر الأربعينات، التي تركت أهلها، من أجل تحقيق حلمها في الغناء، وأن تصبح نجمة مشهورة، دون أن تنحرف، أو تقدم أي تنازلات، وتتفق أسماء مع هذا التفكير بنسبة كبيرة، إذ قالت إنه طالما لدى الفتاة حلم حقيقي، وهدف واضح تسعى للوصول إليه، وهي تصدق في حلمها، فلن يعيقها أو يوقفها شئ عن تحقيقه. التمثيل أم الغناء أنا لا أعتبر نفسي مطربة، ولكن أعتبر نفسي مؤدية، ومازلت إلى الآن عضوة في فرقة بهججة، وهي فرقة تقدم فن المونولوج، ومازلت أحاول أن أوفق بين الغناء والتمثيل إلى الآن؛ لأني أحب العملين معًا، أما عن الغناء داخل التمثيل، فهو بالطبع يتوقف على طبيعة الدور، وبما يخدم الدراما المقدمة فيه، وليس شرطًا أو إلزامًا، الغناء مع التمثيل. أداء جليلة من المؤكد أنني راضية عما تم تقديمه إلى الآن من مسلسل ليالي أوجيني، إلا أنني عندما أشاهد نفسي، دائمًا ما أقول أن هناك الأفضل من هذا، وأنه كان يمكن أن أبذل المزيد في المشهد، فأنا عيني ناقدة لأدائي بقوة. لقب من الجمهور بعد أن أثارت أسماء أبو اليزيد، ضجة كبيرة على وسائل التواصل الاجتماعي، بسبب أدائها المميز، الذي كلما أدت دور، ظنه الجمهور جزءًا من حياتها وشخصيتها الحقيقية، من كثرة تلقائية أدائها وطبيعته، حتى أطلق عليها نشطاء مواقع التواصل بعد دور جليلة "فاكهة رمضان" لهذا العام، وما كان منها إلا أن عبّرت عن اندهاشها وسعادتها بهذا اللقب "يا خبر أبيض إيه الجمال ده بس"، وتمنت أن تكون دومًا عند حسن ظن الجمهور.