كتب - سناء حشيش كثير من الناس يفهمون آية «الرجال قوامون على النساء» مفهوماً خاطئاً من أن القوامة تسلط وتعنت وقهر للمرأة وإلغاء حقوقها وتهميش شخصيتها، وهذا ما يحاول الأعداء تأكيده، ويجعلونه نافذة لتشويه أحكام الشريعة الإسلامية، فماذا تعنى القوامة كما ذكرت فى القرآن؟ أوضح الشيخ الشعراوى- رحمه الله- أن معنى قوام هو المبالغ فى القيام، الذى فيه تعب، وليس كتم انفاس النساء ولكن سعى فى مصالحهن، فالرجل مكلف بمهمة القيام على النساء، وأن يقوم بأداء ما يصلح بالأمر، فمعنى «قوامون» أى مبالغين فى القيام على أمور النساء فلا يصح أن تأخذ (قوام) على أنها السيطرة. وكشف إمام الدعاة أن وجه التفضيل فى قوله تعالى «بِمَا فَضَّلَ الله بَعْضَهُمْ على بَعْضٍ» أن الرجل له الكدح وله الضرب فى الأرض وله السعى على المعاش، وذلك حتى يكفل للمرأة سبل الحياة اللائقة عندما يقوم برعايتها، ولفت إلى أنه جاء بلفظ «بعضهم» لأنه ساعة فضل الرجل لأنه قوّام فضل المرأة أيضاً لشيء آخر وهو كونها السكن حين يستريح عندها الرجل وتقوم بمهمتها، ثم أتى الله تعالى حيثية هذه القوامة «وَبِمَآ أَنْفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ» فالمال يأتى نتيجة الحركة والتعب وهذا من طبيعة عمل الرجل. وأكد الشيخ خالد الجندى الداعية الإسلامى أن القوامة تعنى فى اللغة القيام بالشىء والحفاظ عليه ورعايته. وأشار إلى أن الرجال فهموا القوامة بشكل خاطئ، حيث اعتقدوا أن المقصود أنهم أفضل منهن أو لهم السيطرة على النساء. وأكد الجندى ان القوامة التى منحها الله للرجال فى القرآن فى قوله تعالى: «الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ»، ليست تفضيلاً لهم، ولكن توريط لهم، لأن القوامة تعنى الخدمة، والمسؤولية، قائلا: «القوامة لا تعنى الأمر والنهى فقط، ولفت إلى أن الدين الإسلامى ليس دينًا ذكوريًا، كما يزعم البعض، منوهاً إلى أن الدين أعطى الرجل القوامة أو السلطة، والسلطة تعنى الإدارة. وأشار إلى أن هناك فارقاً بين السلطة والتسلط، ولفت إلى ان التسلط هو التحكم فى البشر، أما السلطة فهى الإدارة، منوها إلى أن السلطة هى ورطة لصاحبها، لأن الله سيحاسب عليها وهى فى الشرع بالنسبة لقوله عز وجل. كما أكد العلماء أن وظيفة القوامة تشريف وتكريم للمرأة فهى تعنى مسئولية الزوج عن إدارة دفة سفينة العائلة، وسياسة شئون البيت ومراعاة أفراده، وعلى رأسهم الزوجة التى وصفها النبى صلى الله عليه وسلم بأنها خير متاع الدنيا، وليس للزوج الحق مطلقاً فى استغلال هذه الوظيفة فى الإساءة للزوجة والتقليل من شأنها أو تكليفها ما لا تطيق. ويشير العلماء إلى أن النبى صلى الله عليه وسلم حقق القوامة بمعناها الحقيقى دون أن يكون ذلك تهميشاً لحقوق المرأة، ودون أن يكون ذلك إهانة للمرأة، ودون أن يكون ذلك تسلطاً وتجبراً على هذا المخلوق اللطيف الرقيق.