كتبت - فكرية احمد من يشعر فى لحظة يأس أن الدنيا ضاقت به والحياة ظلمته، فليذهب لزيارة بسمة وسعيد، ليدرك ان بالدنيا عذاب كبير وألم عظيم لا ينتهى، وأمل قد لا يجيء أبدا، رغم ذلك فصاحبا هذا العذاب والألم لا يتوقفان عن الابتسام, عن الإيمان بأن رحمة الله أوسع من مساحات العذاب فى الدنيا وأكبر من عمق وامتداد الألم. بسمة وسعيد أشرف السيد شقيقان.. أشقياء منذ طفولتهما وعذابهما لا يغيب لحظة، فقد ابتلاهما الله بمرض عضال، ضمور العضلات، لم يلعب أى منهما كسائر الأطفال، لم تقو بسمة على حمل عروسة لعبة ولا حتى كتبها للمدرسة، كما لم يقدر سعيد على الجرى وراء أقرانه فى أى لعبة ولا ممارسة شقاوة الأولاد، على اكتاف الأب والام كان حملهما، ليحملاهما الى المدرسة، وحين كبرت الأجساد وثقلت وازداد المرض قسوة وبشاعة، قعد الولد والبنت تماما عن الحركة الا من خلال الكرسى المتحرك الذى حمله اليهما اولاد الحلال، فالأب عامل تليفونات بسيط لا يتجاوز راتبه 1200 جنيه هى كل دخله على اسرته المكونة من زوجة وثلاثة ابناء، اثنان منهما لا يتحركان. بشق الأنفس حصل سعيد رغم مرضه الخطير على دبلوم الصنايع، ولا تزال بسمة تنحت فى الصخر، للحصول على الثانوية العامة وهى قابعة فى مستشفى الشيخ زايد بمنشية ناصر بالقاهرة منذ اشهر طويلة، تتلقى العلاج الطبيعى وجهود أخرى مشكورة من المستشفى لتخفيف ألمها، غير ان طول بقائها على حالها باتت معها مهددة بأن يخبرها المستشفى بضرورة إخلاء غرفتها لمريض آخر بعد ان طالت اقامتها لتدهور حالتها واصابتها بخلع فى الأكتاف ومفاصل الأقدام والحوض، ما ادى الى اصابتها بشلل شبه تام فى الحركة. أما سعيد فحظه أسوأ من أخته، لم يجد من يمد له يد العون بعلاجه فى مستشفى أو إجراء أى جراحات، فحمله ابوه يائسا من القاهرة عائدا به الى قريتهم «شبرا اوسيم» فى كوم حمادة بالبحيرة ، ليظل قعيدا فاقدا الأمل فى المستقبل بل فى كل الحياة التى توقفت فى محيط ضيق هو كل حدوده ، بعد ان فقد من كانوا حوله من أصدقاء وزملاء الأمل فى مساعدته بإمكانياتهم البسيطة جدا ، فبقى فى بقعته الضيقة السوداء منتظرا أيادى الخير سواء من أطباء أو من أصحاب القلوب الرحيمة وأيادى الخير لتمتد له وتنتشله هو واخته بسمة من ترقب الموت شللا. بسمه وسعيد، لا تزال ابتسامة الأمل والإيمان بقضاء الله والرضا بالبلاء مرتسمة على وجهيهما ، يلوح الأمل لهما فى الأفق متمثلا فى أيادى خير تساعدهما فى العلاج داخل مصر أو خارجها، يأملان فى الحصول على دخل مالى يعينهما مع اسرتهما على الحياة، وفى الحصول على شقة صغيرة بالقاهرة ليكونا بالقرب من مصادر العلاج والرعاية، بسمة تبكى كثيرا لافتقادها أسرتها التى تقطعت زيارتها لها بالمستشفى، بسبب نفقات السفر التى لم تعد الأسرة قادرة على الوفاء بها، فباتت فى مرقدها بالمستشفى وحيدة، فيما شقيقها المريض بالبيت البسيط بالقرية وحيد مريض، كل منهما يتمنى الشفاء للآخر، وكل منهما يحكى قصة الآخر لكل من يصادفهما، اما فى ايادى المساعدة فيتمنيان الحياة مثل اى شاب وفتاة فى عمريهما، يتمنيان الخروج والتجول فى الشوارع ككل البشر ، امنيات طبيعية ومشروعة لفتاة بلغت 22 عاما وشاب فى العشرين، فهل تجد بسمة وسعيد الأيادى التى تخفف عنهما العذاب، وتعيد اليهما الحركة والحياة، وشقة صغيرة بالقاهرة تجمع شملهم وتمكنهما من الحصول على العلاج، الأمل كبير فى أيادى الخير من أصحاب القلوب الرحيمة.