كتب - كريم عبد المحسن: نجح محمد صلاح نجم منتخب مصر وليفربول الإنجليزي، فى أن يثبت قدراته مع المنتخبات الوطنية، كما فعلها مع الأندية التي لعب لها، رغم قلة اللاعبين القادرين على ذلك بالفعل. محمد صلاح يمتلك مشوارًا طويلًا مع المنتخبات، ربما لم يكن مميز تهديفيًا في منتخبات الناشئين والشباب، لكنه بلغ ذروته وأعلى درجات توهجه مع المنتخب الأول، وتوج جهوده بالفوز بجائزتي أفضل لاعب في أفريقيا 2017، من الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، ومن إذاعة BBC البريطانية. ولعل صلاح فعل أشياءً بخلاف تسجيل الأهداف، ليثبت ويعطي الجميع جرس إنذار، أن الكرة المصرية على موعد مع لاعب تاريخي، لا يتكرر كثيرًا. صلاح وبسببب كرة القدم ومسيرة المنتخب الوطني، بكى ثلاث مرات في ثلاث مناسبات مختلفة، الأولى بعد مباراة جنوب أفريقيا في تصفيات كأس العالم للناشئين في كولومبيا، لم يبك نتيجة خسارة المنتخب أو فشله في الصعود للمونديال، لكن بسبب إهداره العديد من الفرص الخطيرة أمام مرمى المنافس. المرة الثانية التي بكى فيها صلاح، عندما خسر منتخب مصر بنتيجة 6/1 أمام غانا في المرحلة الحاسمة لتصفيات كأس العالم 2014 في غانا، وتبخر أحلام الفريق القومي في الصعود للمونديال. المرة الثالثة، بكى اللاعب المصري بعدما سجلت الكونغو هدف التعادل في الجولة الخامسة لتصفيات كأس العالم 2018 في روسيا، حيث إن الفوز يضمن للفريق القومي الصعود للمونديال، وظهر صلاح في مشهد غير عادى، بعدما سقط أرضًا وبكى، ثم ظل يحفز زملاءه ويطلب من الجماهير تشجيع الفريق القومى. أما على صعيد الأرقام، محمد صلاح مع منتخب الناشئين تحت 20 سنة، لعب 11 مباراة، سجل خلالها 3 أهداف، سجلها في مرحلة المجموعات ببطولة أفريقيا التي أقيمت في جنوب أفريقيا، وأمام الأرجنتين في دور ال16 بكأس العالم بكولومبيا، وأحرز أيضًا أمام البرتغال في مباراة ودية. ومع منتخب الشباب تحت 23 سنة، لعب محمد صلاح 11 مباراة، سجل خلالها هدفًا واحدًا، أمام المغرب في نصف نهائي بطولة أفريقيا المؤهلة لأوليمبياد لندن 2012. وفي الأوليمبياد، أحرز صلاح في مرمى البرازيل ونيوزيلندا وبيلاروسيا بالدور الأول، قبل أن يودع المنتخب البطولة من الدور الثاني أمام اليابان. وبلغ محمد صلاح أوج تألقه مع المنتخب الأول، حيث لعب 57 مباراة، سجل خلالها 33 هدفًا، ليصبح هداف الجيل الحالي للفريق القومي، وعادل عدد أهداف أحمد حسن صاحب المركز الرابع، بينما يحتل حسام حسن الصدارة برصيد 69 هدفًا، يليه الراحل حسن الشاذلي برصيد 42 هدفًا، ثم محمد أبو تريكة برصيد 38 هدفًا، وأحمد حسن ومحمد صلاح في المركز الرابع. صلاح منذ الظهور الأول مع منتخب مصر الأول أمام النيجر بتصفيات أمم أفريقيا 2012، أحرز هدفًا، ثم سجل وديًا أمام كينياوأوغندا مرتين وتشاد وهدفين أمام توجو وتشيلي مرتين والبوسنة. وفي تصفيات كأس العالم 2014، أحرز أمام زيمبابوي "هاتريك" وموزمبيق وغينيا ذهابًا وإيابًا وكان هو هداف المنتخب في هذه التصفيات. وفي تصفيات كأس العالم 2015، سجل صلاح أمام بتسوانا ذهابًا وإيابًا، وأمام تونس في رادس. أما في تصفيات كأس العالم 2018، كان صلاح هو هداف المنتخب أيضًا بعدما سجل 5 أهداف، واحد في شباك أوغنداوغانا وثلاثة أمام الكونغو، هدف بالكونغو وهدفين في القاهرة. ولاشك أن صلاح سجل أكثر من هدف حاسم ومؤثر مع معظم الفرق التي احترف في صفوفها ومع منتخب مصر أيضًا، لكن يبقى أحد أغلى أهدافه مع الفريق القومي، هدفه في مرمى الكونغو بالجولة الخامسة لتصفيات المونديال، لأنه لم يكن مجرد هدف الفوز، أو هدف الثلاث نقاط، لكنه هدف الصعود لكأس العالم لأول مرة منذ 28 عامًا، الله عليك يا صلاح.
