أكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، اليوم، بأنه لا يحق لأحد استخدام القوة ضد بلد يقوم بأنشطته النووية لأهداف سلمية. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا" عن أردوغان قوله في مؤتمر صحفي مشترك مع النائب الأول للرئيس الإيراني محمد رضا رحيمي في ختام المحادثات التي جرت بينهما اليوم في طهران، إن "أي عقل سليم يعارض استخدام الطاقة النووية لأغراض التسلّح، ولكن في الوقت ذاته لا ينبغي معارضة الأنشطة النووية السلمية". وقال بشأن المفاوضات المقبلة بين إيران ومجموعة "5+1"، "لقد طرحنا من قبل استضافة هذه المفاوضات في اسطنبول، وإن الجانب الإيراني كان قد أعلن أيضاً رغبته واستعداده لهذا الأمر". وأضاف لقد أجرينا مشاورات مع مجموعة "5+1" خلال الأيام الماضية في كوريا الجنوبية، ونحن الآن بانتظار نتائج هذه المشاورات ووجهات نظرهم، مؤكداً "(أننا) نؤمن بدعم مسيرة المفاوضات هذه". وفي جانب آخر من تصريحاته، أوضح رئيس الوزراء التركي بأن العلاقات بين طهران وأنقرة شهدت خلال الأعوام الأخيرة قفزة لافتة، وأضاف أن حجم التبادل التجاري بين الجانبين تجاوز 16 مليار دولار في نهاية العام 2011، ونهدف لرفع هذا الرقم إلى 35 مليار دولار حتى العام 2015. وقال أردوغان: إن وزراء البلدين لاسيّما في القطاعات التجارية والاقتصادية يتولّون مسؤولية تحقيق هذا الهدف. وصرّح قائلاً: إنه سيتم عقد اجتماع مماثل لاجتماع اليوم خلال النصف الثاني من العام الجاري في تركيا بحضور رحيمي، وإن الأمور التي جرى البحث بشأنها اليوم في طهران سيتم مرة أخرى التأكيد عليها ومتابعتها في تركيا. ولم يجب رئيس الوزراء التركي على سؤال عمّا إذا كان يحمل رسالة خاصة من بعض المسئولين الغربيين إلى إيران. من جانبه، أعلن النائب الأول للرئيس الإيراني استعداد إيران التام لتعزيز علاقاتها مع تركيا بصورة شاملة، وقال إن طهران لا تضع أية قيود أمام رفع مستوى علاقاتها وتعزيز تعاونها مع تركيا علي الصعيدين الثنائي والدولي. وأضاف أنه علي إيران وتركيا بذل الجهود لإزالة العوائق القائمة في طريق العلاقات بين البلدين، وأن تسعيا لتحقيق الأهداف المرسومة في العلاقات التجارية من خلال التنسيق مع بعضهما البعض. وأكد ضرورة إيجاد الأرضية اللازمة لرفع حجم التبادل التجاري بين إيران وتركيا إلى 30 مليار دولار، قائلاً إن هناك ظروفاً ملائمة جداً لرفع مستوي العلاقات وتعزيز التبادل التجاري والاقتصادي بين البلدين وينبغي الاستفادة من كل الطاقات في هذا المسار. من جهة أخرى، قال رحيمي إن طهران ترحّب باستضافة تركيا للمحادثات المقبلة بين إيران ومجموعة "5+1". وأكد أن إيران وضعت استثمارات ملحوظة في قطاع التكنولوجيا النووية، مضيفاً أنه "بناء على الشريعة الإسلامية، لا برنامج لنا في مجال التكنولوجيا النووية سوى الإستخدام السلمي لها". وأضاف رحيمي، أن الغرب لا يريد تقدّمنا ويسعى لاحتكار التكنولوجيا النووية لنفسه، لكننا مستعدون لوضع التكنولوجيا النووية السلمية في خدمة جميع أصدقائنا وأشقائناً خصوصاً تركيا. وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، وصل في وقت سابق اليوم إلى العاصمة الإيرانيةطهران، حيث من المتوقع أن يبحث مع المسؤولين الإيرانيين ملف البرنامج النووي الإيراني والوضع في سوريا. وذكرت قناة (العالم) الإيرانية أن أردوغان وصل فجر اليوم إلى طهران وكان باستقباله في المطار وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي. وسيجري أردوغان خلال الزيارة التي تستغرق يومين مباحثات مع الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد ورئيس مجلس الشورى الإسلامي علي لاريجاني والنائب الأول للرئيس الإيراني محمد رضا رحيمي. وتتضمن المباحثات العلاقات الثنائية والتطورات في الشرق الأوسط والبرنامج النووي الإيراني، في ظلّ التحضيرات لاستئناف المحادثات السداسية بين إيران والدول الكبرى حول ملفها النووي . وأفادت تقارير إعلامية تركية أن اجتماعات أردوغان مع المسؤولين الإيرانيين ستركز على الوضع في سوريا، في ظلّ الإختلاف بين موقفيّ الدولتين من الوضع هناك. ومن المقرر أيضاً أن يقوم أردوغان خلال الزيارة بافتتاح المركز الثقافي التركي في طهران. ويرافق رئيس الوزراء التركي وزير الخارجية أحمد داود أوغلو، ووزير الطاقة والمصادر الطبيعية تانريولدز، ووزير الإقتصاد ظفر جاقلايان، ووزير بناء المدن والبيئة، ومساعد رئيس جهاز الإستخبارات القومي، ونائب رئيس الأركان المشتركة للجيش، ورئيس منظمة الطاقة الذرية، وثلاثة من نواب البرلمان وقرينة رئيس الوزراء وابنته.