مرضي القلب يدخلون في نفق مظلم بسبب الأزمات المتلاحقة في سوق الدواء والعجز الحاد في أنواع لا بديل لها، فبعد تدخل وزارة الصحة لحل أزمة مستحضر «بروتامين سلفيت أمبول» المستخدم في جراحة القلب المفتوح تفجرت أزمة جديدة بسبب اختفاء معظم أنواع الصبغات التي تدخل في عمليات القسطرة القلبية والقسطرة الطرفية والمسح المقطعي بالكمبيوتر وإشاعات الكلي. في البداية يؤكد أحمد السواح اخصائي أمراض القلب بمعهد القلب القومي وجود عجز كبير بكل أنواع الصبغات المستخدمة للمرض سواء «يور وجرافين» أو «تليبركس» أو السترافيت يجبر الأطباء علي تقليل أعداد الجراحات وعمليات القسطرة، مما ينعكس علي أصحاب الحالات الحرجة. ويوضح محمد المراغي استاذ القلب بالمعهد القومي أن الأزمة تضاعفت منذ توقف الشركات عن الإنتاج لنوعي الصبغة العادية والخاصة بمرضي الحالات الحرجة كالأطفال ومرضي الفشل الكلوي وضعف عضلة القلب، مضيفاً: الصبغة العادية والتي كانت متوفرة بسعر 15 جنيهاً للأمبول اختفت تماماً، ما اضطر المرضي للجوء للصبغة الخاصة التي تباع بسعر 70 جنيها للأمبول. وطالب «المراغي» وزارة الصحة بضرورة التدخل السريع لحل الأزمة خاصة وأن المخزون المتبقي من صبغات قارب علي الانتهاء، وقال إن المرضي بانتظار كارثة خلال أيام قليلة إذا استمر الوضع الحالي، وهي وجود ادوية بالسوق السوداء بأسعار جزافية تصل إلي 10 أضعاف السعر الأساسي. فيما أكد عادل البنا مدير معهد القلب أن المعهد استطاع التكيف مع العجز بتكليف شركات خاصة باستيراد انواع مخصوصة للاستخدام بالقسطرة القلبية وهو ما جاء علي حساب ميزانية المعهد. جمال شعبان أستاذ أمراض القلب من جهته طالب بوقف سياسة ترحيل الأزمات، وانجاز حل فوري، مشيراً إلي أن الأزمة الحالية علي جبين وزارة الصحة. ويقول أحمد يحيي «صيدلي»: إن انبولات الصبغات بكل أنواعها اختفت تماماً من الصيدليات، حيث تم ضخ الكميات الموجودة لصالح المستشفيات المتخصصة لإنقاذ المرضي بشكل سريع لعمل القسطرة والاشاعات اللازمة والجراحات، وأضاف: الصيادلة يقفون مكتوفي الأيدي خلال هذه الأزمة لكنهم سيشاركون المرضي في مواقفهم ضد وزارة الصحة إذا لم تتوافر هذه الأدوية الاستراتيجية، فالدواء سلعة لا يمكن الاستغناء عنها. وأرجع محمد عبدالجواد نقيب الصيادلة النقص الحاد في هذه الأدوية إلي سببين، هما: عدم وجود خريطة دوائية ملزمة للشركات المنتجة والموزعة، وعدم توفر العدالة بين سعر الدواء والتكلفة الحقيقية له، ما يضطر الشركات للعزوف عن الإنتاج. مضيفاً: الشغل الشاغل للنقابة هو اختفاء الأدوية وسيتم رفع مذكرة بأسماء الأدوية الناقصة بما فيها الصبغات إلي وزارة الصحة، وفيما يخص بيع الصبغات بالسوق السوداء طالب «عبدالجواد» المواطنين بالتوجه مباشرة للإبلاغ عن أي صيدلية تبيع الدواء بأسعار مخالفة، وأكد أن النقابة ملتزمة بمحاربة الظاهرة وتوقيع العقوبات علي المخالفين.