"عض قلبى ولا تعض رغيفى".. مثل شعبى يعنى افعلوا بنا كل ما يحلو لكم وتلاعبوا أيضا بنا من أجل مصالح شخصية أو لمصلحة جماعة بعينها.. ولكن ابتعدوا تماما وارفعوا أيديكم عن لقمة العيش البسيطة المتبقية لنا رغم أنها ملوثة ومنزوع منها القيمة الغذائية.. فمنذ عدة أشهر بدأتم تتلاعبون بنقص البنزين والسولار وافتعال أزمة حتى أصابت المحافظات بالشلل وتوقف العمل فى بعض الجهات وتهديد المخابز عن توقف إنتاج الخبز لعدم وجود السولار، رغم أن مصر تنتج 75% من السولار والبنزين 100%.. ولم نسمع فى زمن الحرب عن مثل هذه الأزمات. ونفاجأ بأخبار عن ضبط آلاف الليترات من السولار والبنزين، بالإضافة إلى إلقائها فى عرض البحر وعلى رمال الصحراء.. ثم يخرج علينا وزير التضامن الاجتماعى الدكتور جودة عبد الخالق ليؤكد هذا بقوله: إن أزمة المواد البترولية سببها التهرب من الداخل للخارج ومن الداخل للداخل حتى يحدث زلزال للاستقرار فى الشارع المصرى وإرباك للقيادات حتى لا يكتمل حلم تحقيق الثورة، حيث إن فلول النظام السابق يمتلكون العديد من مراكز التوزيع، وهنا ينتهى كلام الدكتور عبد الخالق ليؤكد مفهوم العامة من الشعب أن الثورة أضاعت الأمن والأمان، وأن الثورة دفعتنا للتسول وأنها أغلقت أمامنا أبواب الرزق. وهذا المفهوم وصل إليهم بشكل ممنهج ومتعمد فى افتعال الأزمات مثل أحداث بورسعيد وتمويل المنظمات الأجنبية وإقحام الشعب فى جدل عقيم حول تشكيل اللجنة التأسيسية حتى وصل إلى حد العداء والتخوين بين القوى السياسية، مع العلم أن عند نهاية إعداد الدستور سيتم عرضه على الشعب بمختلف طوائفه للاستفتاء وبعد ذلك سيخرج علينا الكثير من الوطنيين وأصحاب الأغراض الخبيثة لنقد كل كلمة وحرف فى الدستور المقترح.. ولكن هذا ما كتب علينا أن نعيش الفتن والمؤامرات لمحاولة إسقاط الدولة وبث القلق والخوف على مستقبل البلاد ومصير الشعب المصرى. فهل يعقل أن تدبر وزارة المالية والبنك المركزى مئات الملايين من خزانة الدولة لاستيراد البوتاجاز والسولار ثم نسمع عن تهريبه ونحن فى أمس الحاجة لبناء الاقتصاد القومى؟ ثم نسمع عن ظهور أزمات أخرى تلقى على الشعب فى تزامن واحد مثل ارتفاع نسبة حالات الاشتباه بالحمى القلاعية إلى 54173 وتسجيل 8355 حالة وفاة، مما أدى إلى ارتفاع أسعار الدواجن والأسماك، ويأتى معه تلاعب التجار والمغالاة بشكل غير مبرر مع اشتغال الصيادين بتهريب المواد البترولية فى مراكب الصيد ثم نسمع عن زيادة حالات الاختطاف وآخرها اختطاف الملحن فاروق الشارنوبى.. وفى المقابل تجد تحرك الجهات التنفيذية بطيئا للغاية، وتسفر التحقيقات عن اللهو الخفى والفلول.. فهل ترغبون فى الانتقام من هذا الشعب وتلقونه درسا قاسيا وتهددونه فى لقمة عيشه وحياته لأنه قام بثورة نظيفة سليمة ليحيا الحرية وينعم بالعدالة الاجتماعية ويعيش متمتعًا بخيرات أرضه. فأرجوا أن نعود للمشهد الرائع فى أيام الثورة عندما توحدت كافة الطوائف الشعبية والقوى السياسية باختلاف أيدلوجياتها من ليبرالية ودينية وتوحد أيضا طبقات المجتمع من غنى وفقير ومثقف وغير متعلم. ----------- مدير تحرير مجلة أكتوبر