انطلاق مبادرة 100 يوم رياضة بجامعة بني سويف    البورصة المصرية تربح 49 مليار جنيه في ختام تعاملات الاثنين    «الصحة»: وزارة الثقافة شريك أساسي في رفع مستوى الوعي لدى المجتمع    «الصحفيين»: نتفاوض مع «الإسكان الاجتماعي» لتقديم تسهيلات في الطروحات المقبلة    ندوات وعروض فنية في مدارس المنيا لرفع الوعي السياحي بين الطلاب    «الخارجية» تدين انتهاكات إسرائيل للسيادة اللبنانية    حزب الله يعلن استهداف جنود إسرائيليين جنوب لبنان برشقة صاروخية    ترتيب هدافي الدوري الإنجليزي 2024-25 قبل مباريات اليوم الإثنين    إصابة 3 أشخاص في حادث تصادم بطريق أسيوط الزراعي    عاجل - عاصفة قوية ونوة رياح الصليب تصل ل الإسكندرية.. والأرصاد الجوية تعلق    تأجيل محاكمة متهمي اللجان النوعية ل18 يناير    تفاصيل إصابة شخصين إثر تصادم أتوبيس وسيارة أعلى الطريق في بولاق الدكرور    لاستكمال التحقيقات.. إحالة قضية سرقة 1179 جهاز تابلت من مخازن التعليم للنيابة    «فاضل أيام على العدة».. جوري بكر تكشف كواليس طلاقها للمرة الثانية (فيديو)    ازاي تحضر فيلم كوميدي بأقل من 100 جنيه؟.. «غيّر جو»    عاجل - تجربة مبهرة في مصر.. مغامر أمريكي يروي قصة "كلب الهرم" (فيديو)    خبير تنمية حضرية يكشف أهداف المؤتمر العالمي للسكان والصحة والتنمية البشرية (فيديو)    السوبر المصرى.. السلطات الإماراتية تستدعى ثلاثى الزمالك للتحقيق    منخفض قبرصي يسيطر على البلاد شتاء.. «أمطار وطقس بارد»    الولايات المتحدة تعلن عن دعم مبادرات أوكرانيا    تنهي غش الذهب 100%.. مسئول بالتموين يكشف الفرق بين الدمغة بالليزر والقلم التقليدي    تعرف على مباريات الأهلي والزمالك في الدوري المصري للسيدات    مي فاروق تعود للغناء في الأوبرا..تعرف على تفاصيل حفل ختام مهرجان الموسيقى العربية    بعد ظهورها الأخير.. سر إخفاء ابنة دنيا سمير غانم لمدة 9 سنوات    وزير الشباب والرياضة يفتتح بطولة العالم للبادل بالمتحف المصري الكبير    الصحة : محافظات الصعيد الأعلى في عدد المواليد    وزير الصحة: مصر من أفضل الدول التي أدارت أزمة فيروس كورونا    غدا.. آخر موعد للتقديم في مسابقة الأزهر السنوية للقرآن الكريم    وزير الخارجية يدين التصعيد الإسرائيلي في غزة ولبنان    ترامب يهدد بضربة مباشرة وسط موسكو.. والكرملين يعلق    إصابة مواطن خلال عبوره مزلقان سكة حديد في قنا    وزير الدفاع الأمريكي يصل كييف لمناقشة طلب أوكرانيا الانضمام للناتو    "جبران": عرض مسودة قانون العمل الجديد على الحكومة نهاية الأسبوع الجاري    النواب يناقش إقتراح أبو العلا بإضافة بند 10 إلى اختصاصات الوطني للتعليم والبحث العلمي    إيقاف نشاط ورشة وفتح شارع.. محافظ الجيزة يستجيب لطلبات مواطنين    تداول 14 ألف طن بضائع بموانئ البحر الأحمر    هيئة الاستثمار تبحث مع وفد اقتصادي من هونج كونج فرص الاستثمار بمصر    20 صورة ترصد جولة رئيس الوزراء في عدد من مدارس كرداسة اليوم    جامعة سوهاج تكرم الناجحين في برنامج إعداد المدربين المعتمدين    النواب يوافق على 9 اختصاصات للمجلس الوطني للتعليم    شاهد.. حملة للتبرع بالدم بمديرية أمن الأقصر (صور)    تفاصيل أول حالة لاستئصال البروستاتا بالتبخير في مستشفيات الدقهلية    وزير الإسكان يعقد اجتماعاً لمتابعة تنفيذ "حديقة تلال الفسطاط" بقلب القاهرة التاريخية    بينيا: قدمنا مباراة رائعة أمام إشبيلية.. وخبرة تشيزني كبيرة    كيف أقصر الصلاة عند السفر.. اعرف الضوابط والشروط الشرعية    محمد عمارة بعد تألق ناصر ماهر: زعلان على وجوده في الزمالك    ناقد رياضي: على «كهربا» البحث عن ناد آخر غير الأهلي    محفوظ مرزوق: عيد القوات البحرية المصرية يوافق ذكرى إغراق المدمرة الإسرائيلية «إيلات»    وزيرة التضامن الاجتماعي تبحث مع سفير قطر بالقاهرة تعزيز سبل التعاون    متحف كفر الشيخ ينظم دورة تدريبية لتعليم اللغة المصرية القديمة    منها مواليد برج العقرب والقوس والجوزاء.. الأبراج الأكثر حظًا في 2025 على الصعيد المالي    المرور تحرر 29 ألف مخالفة متنوعة خلال 24 ساعة    وزير العمل: الحكومة حريصة على صدور قانون العمل في أسرع وقت ممكن    إطلاق رشقة صواريخ من لبنان    كولر: مواجهة الزمالك في نهائي السوبر المصري فرصة لرد الاعتبار    علي جمعة يكشف حياة الرسول في البرزخ    هل النوم قبل الفجر بنصف ساعة حرام؟.. يحرمك من 20 رزقا    هل كثرة اللقم تدفع النقم؟.. واعظة الأوقاف توضح 9 حقائق    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تنازلات العسكرى والإخوان لتأجيل المواجهة
نشر في الوفد يوم 27 - 03 - 2012

تواجه الأغلبية الاسلامية فى مجلس الشعب غدا الاربعاء اكبر اختبار وتحدى منذ انطلاق عمل البرلمان فى الثالث والعشرين من يناير الماضى ، ففى الوقت
الذى أعد فيه أعضاء حزب الحرية والعدالة صاحب الأغلبية فى مجلس الشعب العدة لتوجيه الضربة القاضية لحكومة الدكتور "كمال الجنزورى" ، بسحب الثقة منها عبر رفض بيان الحكومة الذى ألقاه "الجنزورى" أمام المجلس منذ أسابيع قليلة ، وتحميلها كل الازمات التى يعانى منها الشارع بدءا بأزمة السولار والبنزين والبوتاجاز ، ثم تطورات أحداث بورسعيد ، وغيرها من الأزمات والمشاكل المفتعلة والمستعصية ، جاءت الخلافات والانقسامات حول تشكيل اللجنة التأسيسية لصياغة الدستور، التى تبدأ أول اجتماعاتها غدا، والاتهامات المباشرة لجماعة الاخوان المسلمين بالاستخواذ على اللجنة وإقصاء القوى الاخرى ، لتضيف عبئا جديدا على كاهل الجماعة وحزبها ، وأصبح الاسلاميون بشكل عام فى مرمى نيران القوى الليبرالية والعلمانية المختلفة المدعومة بالفضائيات ووسائل الاعلام الأخرى التى استقوت بالخلاف المتفجر بين الإخوان والعسكرى . ويتزامن ذلك مع حرب البيانات وتكسير العظام بين الاخوان المسلمين والمجلس العسكرى الحاكم حول معركة الرئاسة ، وتلويح المجلس العسكرى بورقة حل البرلمان استنادا الى الأحكام القضائية ، ورد الجماعة بالتلويح بورقة الدفع بمرشح فى انتخابات الرئاسة من بين أعضائها ، وبالتالى المنافسة بقوة على منصب الرئيس ، بعد أن كانت الجماعة قد أعلنت أنها ، لن تنافس على هذا المنصب من قبل . فالمجلس العسكرى يدرك جيدا أن أى مرشح من الجماعة سيكتسح الانتخابات ، أو على الاقل سيكون صاحب الحظ الأوفر فى الفوز ، والجماعة بدورها تدرك ان المجلس العسكرى لا يرغب فى رئيس ذي خلفية إسلامية بأى حال من الأحوال ، كما انها تدرك ايضا فى نفس الوقت ان حل البرلمان ليس بالأمر الهين فى هذه المرحلة الحساسة ، ولكنها لا تستبعد مثل هذه الخطوة الانفعالية فى اطار حرب المصالح ، ولذلك لوحت بالدفع بمرشح رئاسى رغم انها لا ترغب فى ذلك ، ولكن اذا اضطرتها الظروف ، فلابد مما لابد منه بد حتى لا تخسر كل شىء . واذا كان المجلس العسكرى لا يرغب فى المخاطرة والمغامرة بحل البرلمان كونه يعلم عواقب هذه الخطوة وتبعاتها من كل الجوانب ، واذا كانت جماعة الاخوان المسلمين تعلم أيضا أن الدفع بمرشح رئاسى لن يكون امرا مفيدا لها حتى لا تتحمل مزيدا من النقد والاعباء والاتهام بالاستحواذ والهيمنة والاحتكار فى حالة فوز مرشحها بالمنصب ، فإن كلا الطرفين يفهم نوايا الاخر وبالتالى ، فإن التوصل لاتفاق بشأن هذه النقطة الخلافية ربما يكون محسوما ، فلن يقدم المجلس العسكرى على حل البرلمان ، ولن ترشح الجماعة مرشحا منها لانتخابات الرئاسة . وتبقى النقطة الخلافية الأخرى ، وهى تهديد مجلس الشعب بسحب الثقة من الحكومة ، وهو الأمر الذى يرفضه المجلس العسكرى ، فقد جاءت أزمة اللجنة التأسيسية المكلفة بصياغة الدستور وما تبعها من هجوم حاد على جماعة الإخوان المسلمين ، لتلقى بظلالها على رغبة نواب الاخوان المسلمين فى الإطاحة بحكومة الجنزورى. فلا يمكن للجماعة أن تواجه أزمتين كبيرتين من هذا الحجم فى آن واحد ، ومن هنا صدرت التعليمات لنواب حزب الحرية والعدالة ، بتأجيل الحرب على "الجنزورى" ، حتى يتم تفادى أزمة اللجنة التأسيسية التى من المقرر أن تبدأ اول اجتماعاتها غدا الاربعاء ، فى ظل انسحابات متتالية لعدد من أعضائها من التيارات الليبرالية ، التى أرادت إحراج الجماعة وإظهارها فى مظهر المحتكر للسلطة . ومن المؤكد أن جماعة الاخوان المسلمين المعروفة بأنها اكثر برجماتية ، ستقدم بعض التنازلات لتفادى الأزمة الحالية ، وربما يكون الخيار الاول هو انسحاب بعض أعضاء الجماعة من اللجنة التأسيسية ، ليحل محلهم اخرون من الاحتياطيين ، من التيارات الليبرالية ، لإحداث نوع من التوافق والتراضى ، وكذلك العمل على إقناع بعض المترددين بعدم الانسحاب من اللجنة تجنبا لأزمة كبرى لا تعرف عواقبها ، ومن المؤكد أن المجلس العسكرى له دور فى تكتيكات الانسحاب ، وبالتالى يمكن ان يكون له دور فى استقرار اللجنة ، خصوصا فى ظل التقارب الناشئ بينه وبين التيارات الليبرالية مؤخرا . ولكن السؤال الذى يطرح نفسه الآن ، على من سيلقى البرلمان باللوم والهجوم فى الأزمات التى يعانى منها الشارع مثل أزمة البنزين والبوتاجاز والسولار وغيرها من الاحداث الجماهيرية الملتهبة، اذا كان الاتجاه العام هو مهادنة حكومة "الجنزورى" مؤقتا ؟! . فقد زاد غضب الشارع على البرلمان والحكومة بسبب تفاقم الاوضاع المعيشية ، واذا كان النواب قد دأبوا خلال الاسابيع الماضية على استخدام سلاح التنفيس بتحويل قاعة المجلس الى ساحة للكلام والاستعراض والهجوم العشوائى على الحكومة لإرضاء الشارع ، فإن هذا السلاح ربما يعطل هذا الاسبوع ، ولكن من الممكن ان يكون هناك اتفاق ضمنى ، ان تسمح الحكومة بمزيد من الهجوم والنقد عليها من قبل النواب لإرضاء الشارع ، مقابل التخلى تماما عن فكرة سحب الثقة .

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.