اهتمت الصحف الغربية بنبأ تدهور الحالة الصحية للمشير خليفة حفتر، بعد إصابته بسكتة دماغية ونُقل على إثرها لإحدى مستشفيات فرنسا لتلقي العلاج، في حالة حرجة، ويعود ذلك لأهمية حفتر واعتباره الغرب له حليف مهم في الشرق الأوسط بعد تدهور الأوضاع في ليبيا. صحيفة كوميرسانت الروسية أكدت أن وفاة القائد الليبي خليفة حفتر قد يترتب عليه انهيار تشكيلات الجيش في طرابلس، ونقلت الصحيفة عن مصدر ليبي رفيع أن حالة الجنرال الليبي خطيرة وتستدعي الرعاية التامة. وكانت قد قالت وسائل إعلام ليبية أن حفتر نُقل للعلاج في الأردن خلال الأسبوع الماضي، إثر إصابته بسكتة دماغية وقد استدعى الأمر نقله بعد ذلك إلى أحد المستشفيات في باريس، نظرا لخطورة حالته الصحية. في هذا الإطار، أفاد رئيس مجموعة الاتصال الروسية حول التسوية الليبية، ليف دينغوف، قائلا: "نحن بصدد تحليل مختلف المعلومات الواردة، وبغض النظر عن الظروف التي تشهدها البلاد، نتمنى الشفاء العاجل للمشير حفتر. كما تتمسك روسيا بموقفها المتوازن، فقد كان حفتر، وسيظل، أحد الأطراف المهمة في الصراع الليبي، في الوقت الذي تشدد فيه روسيا على ضرورة التواصل معه". وأوضحت الصحيفة نقلا عن رئيس مركز الدراسات العربية والإسلامية بمعهد الاستشراق، فاسيلي كوزنيتسوف، أنه في حال غادر حفتر المشهد السياسي الليبي، قد يؤدي ذلك إلى انهيار الجيش الوطني الليبي، لا سيما في ظل غياب مرشح واضح لخلافته، فضلا عن هشاشة هذا الكيان. وفي الختام، نوهت الصحيفة إلى أن القوى الداخلية والخارجية ستحاول الحفاظ على تماسك الجيش الليبي، بما في ذلك مصر التي تتشارك مع ليبيا حدودها الشرقية التي تقع تحت سيطرة قوات حفتر. كما ستحاول هذه القوى جعل الجيش مؤسسة لا يغلب عليها الطابع السياسي، وذلك وفقا لما أفاد به كوزنيتسوف. وفي سياق متصل، قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية في تقرير لها نشر أمس الخميس، أن حفتر استطاع بمساعدة حلفاء أجانب، السيطرة على أغلبية مناطق شرق ليبيا، وأصبح أقوى شخصية داخل مشهد استقطابي ممزق في الساحة الليبية. ونقلت الصحيفة عن خبراء أن مهارة حفتر تتمثل في قدرته على تشكيل التحالفات، مؤكدة أن جيشه كان عبارة عن ائتلاف من الميليشيات ووحدات الجيش النظامية، حيث استخدم هه المهارة في تشكيل تحالف من قبائل صحاري جنوب ليبيا ، وهي منطقة شاسعة وغير شرعية إلى حد كبير، حيث قام بتشكيل عدد من التحالفات القبلية ، والتي أصبحت في السنوات الأخيرة المحور الأساسي للجهود الأمريكية لمكافحة الإرهاب، منذ تولي الرئيس ترامب منصبه. وأشار مؤيديو حفتر في حديث للصحيفة، أنه بعد سبع سنوات من الفوضى، وجدوا أن حفتر رمز القائد القوي وهو بالضبط ما تحتاجه ليبيا، حيث قالت أمل بوغاغيس ، وهي محامية وناشطة في بنغازي: "صدقوني ، لقد فقدت إيماني بفكرة الانتخابات ..ربما نحتاجها في غضون خمس أو عشر سنوات. لكننا نحتاج الآن إلى شخص قوي مسؤول عن بلادنا". وذكرت الصحيفة أنه في الأشهر الأخيرة ، أجرى الجنرال حفتر في محادثات مع مسؤولين عسكريين من غرب ليبيا ، بوساطة من مصر، حول مقترحات لتشكيل جيش وطني موحد. وعن مخاوف البعض حول مستقبل ليبيا بعد تدهور الحالة الصحية لحفتر، صرح فريدريك ويري ، زميل بارز في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي أن مستقبل ليبيا أصبح غامض في ظل ظهور انشقاقات داخل ائتلاف جيش حفتر. وبعد نقل حفتر للعلاج في حالة حرجة بعد اصابته بالسكتة الدماغية، أكد ويري في حديثه للصحيفة، أنه إذا أصبح الجنرال حفتر عاجزاً، فإنه يرجح أن ائتلاف الجيش سينقسم إلى طبقات وستمزقه الصراعات، علاوة على عدم وجود خليفة له حال اختفاؤه من المشهد في ليبيا.
