تمنينا بعد ثورة 25 يناير المجيدة أن تتغير الحياة في بلادنا وأن تنعم ديارنا بالعدالة والكرامة الإنسانية. كان هذا ومازال مطلبنا ويأتي قبل الديمقراطية والحرية، فقد كنا نعاني قبل الثورة من الظلم والفساد والحق يعطي لغير أهله، أما بعد الثورة فيجب تغيير هذه السلوكيات والشعوب التي تطبق العدالة وتعطي الحقوق لأصحابها هي شعوب متحضرة متقدمة لا تنهار ولا تهتز. وللأسف لم نحصد ثمار الثورة في تطبيق مبادئها التي تتمثل في إقامة دولة العدالة واحترام كرامة الإنسان وما يحدث من ظلم لبعض فئات المجتمع إنما يدل علي أننا لم نطبق بعد دولة العدالة والقانون مثال ودليل علي وجود الظلم ما يحدث للمواطن "سيد شاكر علي" الذي يعيش مع أولاده الخمسة في غرفة صغيرة في 6 شارع أحمد الحصاوي متفرع من مزرعة البط في البساتين، فيدعو ربه بأن يرحمه طالما نظامنا الحاكم لم يرحمه فينام "سيد" تحت السرير وتنام بناته فوق السرير، أما ابنه فينام فوق الكنبة. بأي ضمير إنساني وأخلاقي يسمح لأسرة مكونة من سبع أفراد بأن تقيم في غرفة واحدة تجمع البنات والذي من المفترض بأن لهم خصوصيات سلوكية يجب أن تراعي وتحترم ففي وجود أخ لهم في غرفة واحدة يمنع احترام خصوصيتهن. فالمواطن "سيد" لا يعاني من هذه المشكلة وحسب ولكن الأهم أن طعامه هو وأسرته وجبة واحدة فقط يومياً وذلك لعدم قدرته المادية بالإضافة لما يعانيه، فالرجل مصاب بمرض مزمن ويصعب علاجه وهو الغدة الدرقية ولا يستطع العمل.. فكيف ينفق علي أولاده ولا يوجد بينهم من يعمل؟ لذلك نضع مأساة "سيد" أمام المهندس عبدالقوي خليفة محافظ القاهرة لمساعدة هذا المواطن البسيط الذي لا يملك من حطام الدنيا سوي الصبر ويحتاج إلي مسكن من محافظة القاهرة ضمن الحالات القصوي التي ترعاها المحافظة يحترم خصوصيات وإنسانية أسرته.. كما نناشر الدكتور جودة عبدالخالق وزير التموين صرف معاش استثنائي له ليتغلب علي نفقات أسرته.