اعتبرت صحيفة "الديلي نيوز" البريطانية أن أزمة الوقود التي تضرب مصر حاليا تثبت عجز الحكومة الشديد، فابسط احتياجات الناس تعجز عن توفيرها وتلقي بالأئمة على السوق السوداء، وعلى المواطنين الذين يستهلكون أكثر مما يحتاجون، وهو ما ينفيه المواطنين الذين يؤكدون أن الكميات المعروضة ليست كافية. وقالت الصحيفة إن طوابير السيارات الطويلة تلف مصر كلها فهي قاب قوسين أو أدنى من محطات البنزين، والسائقين يقضون الليل في سياراتهم في انتظار الوقود، ومحطات الغاز، ويشكون من أن المحطات لا تحصل إلا على نصف الكمية المعتادة من الوقود - أو لا شيء على الإطلاق. وأضافت الأسباب الكامنة وراء نقص ليست واضحة، فالحكومة تلقي باللوم في أي نقص على بيع الوقود المدعوم في السوق السوداء، إلا أن كثيرا من المصريين يتهموا السلطات بمحاولة التستر على سوء إدارة الحكومة للاقتصاد المتداعي. ورفض وزير البترول "عبد الله غراب" بشكل قاطع الحديث عن وجود أي نقص، وقال إن إمدادات الوقود تتجاوز الطلب، وإن الأزمة ينبع من "انعدام الثقة بين الحكومة والمواطنين"، وقال مسؤول آخر في وزارة البترول إن هناك "زيادة في الاستعمال غير المشروع للوقود". ومع ذلك، وضع مدير محطة وقود في الفيوم، اللوم على عاتق الحكومة وقال "كنت أحصل يوميا على 30 ألف لتر من الوقود، أما الآن فأحصل على 13 ألف كل ثلاثة أيام.. أي حديث عن تهريب هو محض كذب لأنه إذا كان هناك ما يكفي من الوقود في السوق، فكيف سوف يشتري السوق السوداء".