"ماما بيقولوا يوم السبت الجاي هيكون فيه إنتخابات في المدرسة.. بس هو يعني إيه إنتخابات؟" "يعني تختاروا زميلكم اللي بتحبوه ويكون مؤدب ومش بيكدب وكمان شاطر، وياسلام لو بيصلح بينكم وبيسمع مشكلاتكم وبيساعدكم في حلها، وتكون شخصيته قوية وهادي ويقدر ينقل كل طلباتكم واحتياجاتكم للمدرسين ويتكلم بإسمكم مع إدارة المدرسة؟"..هكذا كان رد الأم على طفلها الصغير ،الطالب بإحدى مدارس عزبة الهجانة، والذي أعلنوا في مدرسته قيامهم بتجربة انتخابية يشارك فيها الأطفال. ففي الوقت الذي تمر فيه البلاد بأول تجربة انتخابات رئاسية حقيقية، قرر فريق "توعية إنسان" التابع لجمعية رسالة للأعمال الخيرية تنظيم أول تجربة انتخابية لأطفال عزبة الهجانة، لتعريفهم بمفهوم الانتخابات من خلال محاكاة واقعية لكل المراحل الانتخابية لمجلس الشعب وكذلك الانتخابات الرئاسية. التقت "بوابة الوفد الإلكترونية" بأيمن أحمد ،أحد مؤسسي فريق توعية إنسان، للتعرف على أهداف الفريق والفكرة الجديدة. حراك سياسي في المدارس عن نشاط الفريق يبدأ كلامه قائلا: بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير اكتشفنا جميعا أن مشكلة الإنسان المصري هي مشكلة وعي وليس مشكلة اقتصادية أوما شابه ذلك، من هنا كانت رسالتنا الإرتقاء بفكر الانسان عن طريق التوعية, سواء كانت التوعية سياسية أواجتماعية أودينية، بهدف الوصول لكل إنسان مصري وزرع بذرة التغيير في هذا الشخص. واعتمادنا الأساسي في تقديم الفكرة من خلال الاحتكاك بالناس في الشارع والمدرسة والجامع وفي أي مكان نصل إليهم فيه. ويواصل : لأول مرة منذ 60عاما نمر بتجربة انتخابات حقيقية، لذلك فكرنا في نشر ثقافة الوعي بمفهوم وأسس الاختيار في الانتخابات مع تقبل الاختلاف وبدون تخوين، من خلال إيجاد نوع من الحراك السياسي داخل المنزل والمدرسة. من هنا جاءت فكرة اليوم التي بدأت منذ أسبوع، فقد تم طرح الأسماء المتقدمة للانتخابات واختار كل منهم الرمز الذي يمثله لدى طلاب المدرسة، وقاموا طيلة الأسبوع الماضي بالدعاية ووضع البرامج الانتخابية التي سيتم اختيارهم على أساسها. أما بالنسبة للانتخابات الرئاسية فقد قمنا بطرح أبرز الأسماء المرشحة للرئاسة، وبالفعل تمت الانتخابات اليوم وتم الفرز ونم انتخاب 12 تلميذا وتلميذة سيمثلون الطلبة أمام إدارة المدرسة. وعن استجابة الأطفال للتجربة يقول: الأطفال المصريون أذكياء وقد تفهموا المقصود من كلمة انتخابات وظهر ذلك اليوم بوضوح، فهم بحاجة لمن يعطيهم حق الاختيار ثم الثقة في اختياراتهم وليس التقليل منها أو معاملتهم على أنهم مجرد ببغاوات يقولون نعم ويحفظون المواد الدراسية فقط دون أي حق في الانخراط في العمل الاجتماعي العام. ويؤكد أيمن أن بعض الأسر اهتمت بتوصيل المعلومة الصحيحة والمبسطة لأبنائهم، والبعض الآخر اعتبرهم صغارا لا يمكن أن يتفهموا المقصود من تلك المصطلحات السياسة، أو ربما يخشون عليهم من تداولها وكأنها نوع من المحرمات أو الممنوعات بما يذكر بالنظام الغابر. ويوضح أنهم ،ولهذا السبب تحديدا، حاولوا من خلال الفريق وبعض المعلمين في المدرسة توصيل المفهوم ببساطة شديدة حتى ينشأ الطفل وهو على دراية ووعي بكل المصطلحات التي يسمعها ليل نهار في مختلف وسائل الإعلام، ويتفاعل معها ويبدي رأيه بحرية مع احترام رأي الآخر عملا بمبدأ أن اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية. شاهد الفيديو: ;feature=BFa&list=UUVWBKIhemBDSq2Rx_Vs9SZA&lf=plcp