خرج رئيس الوزراء الفرنسي السابق دومينيك دوفيليبان من الماراثون إلى الرئاسة الفرنسية التى تنطلق جولتها الأولى في 22 أبريل القادم بعد فشله فى جمع التوقيعات الضرورية لقبول ترشحه مما يمكن أن يصب في مصلحة الرئيس نيكولا ساركوزي المرشح لولاية أخرى. وعبر دوفيليبان أمس عبر التلفزيون الفرنسي إنه يحتاج إلى "معجزة" لجمع 500 توقيعا من شخصيات منتخبة بما أن المدة المحددة لذلك تنتهى اليوم /الجمعة/..مشيرا إلى أنه لا يزال بحاجة إلى ثلاثين توقيعا لاستكمال العدد المطلوب. ورفض رئيس الوزراء الفرنسى السابق الحديث عن إمكانية تحالفه مع أي مرشح آخر، واكتفى بالقول "التحالفات ليست من طبيعتي"..إلا أن المحللين السياسيين يرون أن إنسحاب دوفيليبان من السباق الانتخابى قد يصب فى مصلحة ساركوزى الذى يصارع الزمن للحفاظ على عرش الاليزيه لمدة خمس سنوات جديدة على الرغم من التحديات التى يواجهها وتقدم منافسه الاشترامى فرانسوا هولاند فى إستطلاعات الرأى التى تشير إلى فوز الأخير فى الجولة الثانية للانتخابات المقررة فى مايو المقبل. واعتبر دوفيليبان مؤسس حزب "الجمهورية المتضامنة" أن وضعيته تعبر عن التناقض الذي تعيش فيه بلاده، قائلا إن المرشحين المتطرفين قادرون على جمع 500 توقيعا..متهما " بعض رؤساء البلديات يختارون عدم المغامرة ومنح أصواتهم لهؤلاء عوضا عن منحها لرئيس وزراء سابق" وكان دوفيلبان - وهو منافس محافظ لساركوزي - قد انسحب من حزب الاتحاد من أجل الحركة الشعبية الحاكم العام الماضي، وسعى للترشح في الانتخابات الرئاسية القادمة وكان يبدو واثقا من خلال مقابلاته الاعلامية والصحفية انه الجدير بالوصول إلى القصر الرئاسى. كما أن دوفيلبان كان رئيسا للوزراء خلال حكم الرئيس السابق جاك شيراك، وهو على خلاف مع ساركوزي منذ فترة طويلة، وبلغ هذا الخلاف ذروته في 2008 فيما عرف باسم فضيحة "كليرستريم"..حيث اتهم ساركوزي دوفيلبان في القضية بمحاولة تشويه سمعته قبيل انطلاق حملته لانتخابات 2007 وذلك بمشاركته في نشر قائمة "مزورة" بأسماء تربط ساركوزي بحسابات سرية في لوكسمبورج..ولكن برأت محكمة استئناف دوفيلبان من جميع التهم في سبتمبر الماضى. ويسعى ساركوزي لاستقطاب أصوات اليمين دون أن يخسر أصوات مسلمى فرنسا فقام مؤخرا بزيارة المسجد الكبير بباريس لإرسال رسالة طمأنة إلى المسلمين بعد الجدل الذى ساد الفترة الماضية فى البلاد بشأن اللحوم الحلال وحقوق المسلمين..كما نجح الرئيس الفرنسى المنتهية ولايته فى تغيير مؤشرات الاتسطلاعات بالنسبة للجولة الأولى بعد المؤتمر الموسع الذى عقده الأحد الماضى بالضاحية الباريسية دوفيليبانت والذى أكد خلاله انه "سيكون رئيسا لكل الفرنسيين" وأعلن أيضا عن إصلاحات عدة فى محاولة منه للعب بكل الاوراق من العودة الى مشاكله الزوجية واخطائه العام 2007 الى تاكيد المواقف المتشددة من الهجرة والاسلام، التي اتبع فيها خطى اليمين المتطرف، واعلان انسحابه من العمل السياسي اذا لم ينتخبه الفرنسيون من جديد للرئاسة. أما فرانسوا هولاند المرشح الاشتراكى - الأوفر حظا حتى الان بحسب نتائج استطلاع الرأى - فيواصل حملته الانتخابية فيعقد بشكل شبه يوميا مؤتمرات ولقاءات إعلامية يكشف من خلالها عن برنامجه الانتخابى وكان آخرهم قبل يومين بمرسيليا في جنوب شرق فرنسا- حيث قسما كبيرا من خطابه للوضع في الأحياء الشعبية وتعهد بتقديم الحلول اللازمة لحل مشكلة البطالة التي تمس نسبة كبيرة من الشباب الذين هم غالبا من أصول أجنبية. وتعهد هولاند بعودة الجمهورية الفرنسية إلى الأحياء الشعبية التي تتمركز فيها أغلبية المشاكل حسب تعبيره بعد شهر مايو المقبل، مقترحا إنشاء بنك مهمته الأساسية تمويل برامج اجتماعية واقتصادية في هذه الأحياء.