أضاع المسئولون عن الكرة المصرية وقتاً طويلاً حتى اتخذوا القرار المتوقع وهو إلغاء مسابقة الدوري الممتاز، بعد أن تأكدوا من استحالة استكمالها في الظروف المرتبكة التي تعيشها مصر وحالة عدم الانضباط التي يمر بها الشارع المصري، وهو ما يهدد بأزمات جديدة في حالة استئناف الدوري. القرار في محله لأن المصريين لن يتحملوا مصائب أخرى والأمن كما صرح وزير الداخلية محمد ابراهيم لم يعد الا بنسبة 60٪ وهو ما يعني ان الدوري والكرة لا يمكن أن تكون على الخريطة في الفترة الحالية لأن جهود الأمن يجب أن تتركز على أمن المواطن المصري وهو أهم من مباريات الكرة. ولكن اتحاد الكرة والمسئولين عنه حالياً تجاهلوا تماماً أندية المظاليم وكأنهم ليسوا بشراً ولا أهمية لهم على الاطلاق، فالتفكير في الكبار فقط واقامة دورة تنشيطية لهم بدلاً من الدوري الملغي في محاولة للحفاظ على حقوقهم المادية، أما دوري القسم الثاني فلا أحد يفكر فيه ولا في لاعبيه ومدربيه وأي شخص ينتمي إليه! عدد كبير من لاعبي المظاليم المنسيين يشكون مر الشكوى من الظروف الصعبة التي يمرون بها، والازمات المادية التي تعصف بهم وبذويهم ورغم إدراك المسئولين عن الكرة بحجم المعاناة الا أنهم لا يحركون ساكناً ولا يفكرون الا في الدوري الممتاز والكبار ومصالحهم المادية. تجاهل المظاليم يهدد بكارثة لأن عدداً كبيراً من اللاعبين يعيشون مما يتقاضونه من الكرة وبعضهم ملتزم بشيكات وايصالات أمانة لتسيير حياتهم وأمورهم الشخصية وعدم وجود دخل بسبب توقف المباريات يهدد بسجنهم وضياع مستقبلهم وتشريد أسرهم. إذا كان اتحاد الكرة قد فكر في دورة تنشيطية لأندية الممتاز عوضاً عن الدوري الملغي، فمن باب أولى أن يبحث عن أي بديل لأندية المظاليم والغلابة لأن لديهم التزامات كثيرة ولا يمكن تجاهلهم بهذه الصورة في هذه الظروف الصعبة التي نعيشها جميعاً، ولا نعلم متى ستنتهي! أندية الغلابة تحتاج لبديل يعوضهم ويدعمهم حتى لا نفاجأ بثورة جديدة من هذه الأندية التي لن تجد قوت يومها، أما أندية الممتاز فمعظمها لديه ما يكفيه لأنهم يتكلمون بلغة الملايين وأغلبهم يحيا حياة مرفهة وإلغاء الدوري لن يضره كثيرا، والتفكير في حل بديل لأندية الغلابة أهم حتى لا يقال ان اتحاد الكرة «للكبار فقط»!!