أكدت صحيفة (إندبندنت) البريطانية أن فشل مهمة "كوفي أنان"، المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية لحل الأزمة السورية، في استئناف محادثات السلام، جاء نتيجة الرفض المُسبق لجهوده والمهمة التي قام من أجلها من الجانبين الرئيس السوري "بشار الأسد" وقوى المعارضة. ولفتت الصحيفة أنه على الرغم من الجهود التي بذلها "أنان" للتوصل إلى حل للأزمة السورية مع الجانبين والمحادثات التي دارت بينه وبين المعارضة والناشطين الذين شهدوا أهوال الانتفاضة الدموية الأولى في سوريا، إلا أن "أنان" غادر البلاد خالي الوفاض فاشلا في التوصل إلى اتفاق لإنهاء الأزمة. وأشادت الصحيفة بإصرار "أنان"، أمين عام الأممالمتحدة السابق، على التوصل إلى حل للأزمة وبذله العديد من المحاولات حيث أنه قبل مغادرته دمشق عقد جولة ثانية من المحادثات مع "الأسد"، مؤكدا أنه اقترح خلال هذه المقابلة مبادرة ووصفها بأنها "سيكون لها تأثير حقيقي على أرض الواقع". وقال أنان "إنه سيكون من الصعب الوصول لحل ولكن علينا ألا نفقد الأمل"، مضيفا أن الخطة لإنهاء العنف وبدء حوار سياسي ستبدأ بإقامة أساس متين للديمقراطية في سوريا"، ولكن قوبلت تصريحات الوداع من النظام السوري وجماعات المعارضة على حد سواء برفض إجراء مفاوضات فورية ثانية. وبالنظر إلى تعليق الرئيس الأسد على الزيارة، قال إنه لا يستطيع تأييد التوصل إلى حل سياسي في حين أن المعارضة التي يصفها ب"الجماعات الارهابية" لا تزال تعمل ضده، مما جعله يعمل على زيادة العمليات الوحشية على معاقل المعارضة أمس، وقصف مدينة حمص، واستخدام الدبابات لقصف أدلب. أما بالنسبة لقادة المعارضة، رأوا أن الحوار غير وارد في حين واصلت الحكومة حملة قمع وحشية، والتي تشير تقديرات الأممالمتحدة أنها ازهقت أرواح أكثر من 7500 شخص، وأنه من المستحيل التفكير في المحادثات في حين أن الجيش لا زال يقصف المنازل. وقال الدكتور "عبد العزيز الخير"، المتحدث باسم لجنة التنسيق الوطنية، وهي جماعة المعارضة التي اجتمعت مع السيد أنان خلال زيارته، أن "أنان" محترف للغاية، وكان حريصا على عدم إظهار أي تعبير على تعاطفه مما يقال له لكنه تعاطف بشكل واضح مع ما يسمع". وأضاف الخير "سألنا أنان عن استنتاجاته بعد لقائه المسئولين السوريين، وقال إن كل شيء كان لا يزال قيد المناقشة، وأنه من المبكر جدا التوصل إلى استنتاجات".