التقى مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي عنان مع بعض رموز قادة المعارضة السورية في الداخل. وقال عضو هيئة التنسيق الوطنية المعارضة عبد العزيز الخير "لمسنا لدى السيد كوفي عنان رغبة عالية بالاهتمام بالوضع السوري والمساهمة في إيجاد مخرج سلمي للأزمة السورية، وهو يعلم جيدا صعوبة المهمة ومدى تعقيدها.. وقد أدرك جيدا وأوضح أنه ما يزال في الخطوات الأولى للتعرف على الوضع على الأرض ومحاولة تلمس المخارج السلمية الممكنة". وأضاف الخير في تصريح للصحفين عقب لقاء وفد هيئة التنسيق كوفي عنان "لقد اكد بعبارات شديدة الوضوح أن الدواء للوضع السوري يجب أن لا يكون اسوأ من المرض، وأن أية مساعدة للوضع السوري يجب ألا تزيد الوضع سوءا بل تجعله أفضل، وعلى هذا الأساس فهو يسعى إلى تجنب كل عسكرة ممكنة وكل تدخل خارجي ممكن". واعتبر الخير ان تفاؤل المبعوث الأممي بمهمته يأتي من "حرصه ورغبته في تكرار هذا اللقاء، وتمنياته أن ترفع بالإجتماع المقبل رايات السلم والديمقراطية وحرية الشعب وكرامته". وعما نقلته هيئة التنسيق لعنان قال الخير"نقلنا رؤيتنا التي تتقاطع إلى حد بعيد مع رؤيته في إيجاد مخرج سلمي بعيدا عن العسكرة والتدخل الخارجي، وهذا يمثل تماما ما هو مقتنع به، ومن جانب آخر شرحنا له مدى معاناة شعبنا والخسائر الهائلة في أعداد القتلى والشهداء والضحايا من السوريين في مختلف المواقع والمعاناة الإنسانية المريرة في مختلف المواقع، وطلبنا مساهمة الأممالمتحدة وكل المجتمع الدولي في تأمين الاحتياجات الإنسانية وتأمين وقف سريع لإطلاق النار ولاعتداء القوات المسلحة والشبيحة على المواطنين ومعالجة كافة الاشكالات المترتبة على هذه السياسة الرعناء التي يقودها النظام". من جانبه قال المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية حسن عبد العظيم "طلبنا من الأمين العام التنسيق مع الجامعة العربية وجهودها وشكرنا جهود الأممالمتحدة لحل الأزمة، قلنا إن الأزمة معقدة وقطعت مراحل خطيرة تهدد وحدة البلد ووحدة الوطن، أي تفاوض لمرحلة انتقالية لا بد أولا من وقف إطلاق النار ووقف العنف وإطلاق سراح المعتقلين". وشدد على انه "لايمكن في ظل العنف أن يكون هناك تفاوض، ولابد من أن تتوفر البيئة المناسبة لحل الأزمة.. الشعب السوري يعاني". بدوره شكك رئيس تيار بناء الدولة السورية لؤي حسين في نية السلطات السورية في انجاح مهمة كوفي انان، وقال في تصريح للصحافيين عقب لقاء انان "نحن لا نثق بالسلطات السورية، فما زلنا ننتظر عملاً ما تقوم به وتنجينا من الحرب الاهلية او تدخل دولي يهدم البلاد ويجعلها تخسر الوحدة الوطنية المتمسكين بها". ورفض حسين الدعوات التي اطلقت لتسليح المعارضة السورية "نحن نرفض أي دعوة لتسليح المعارضة ولا يمكن حل الازمة السورية الا عبر الحوار الجاد والمسؤول الذي يجري تحت قيادة هذه السلطة الحالية، وانما يقاد بطريقة جماعية الى أن نصل الى انتخابات ترضى عنها جميع الاطراف". وكان عنان الذي بدء صباح اليوم زيارة الى سوريا التقى في مستهلها الرئيس السوري بشار الأسد حيث أكد الرئيس السوري خلال اللقاء على أن "النجاح في أية جهود يتطلب اولا دراسة ما يحدث على الأرض عوضا عن الاعتماد على الفضاء الإفتراضي الذي تروج له بعض الدول الإقليمية والدولية لتشويه الوقائع وإعطاء صورة مغايرة تماما لما تمر به سوريا. وأعرب الأسد بحسب وكالة الانباء السورية "سانا" عن "استعداد سوريا لإنجاح أية جهود صادقة لايجاد حل لما تشهده سورية من احداث". وأضاف الرئيس الأسد أن أي "حوار سياسي أو عملية سياسية لا يمكن أن تنجح طالما تتواجد مجموعات ارهابية مسلحة تعمل على إشاعة الفوضى وزعزعة استقرار البلاد من خلال استهداف المواطنين من مدنيين وعسكريين وتخريب الممتلكات الخاصة والعامة". واستمع الأسد من الموفد الأممي إلى "عرض لرؤيته الأولية ازاء الوضع في سوريا والذي أكد خلاله التزامه بالعمل بشكل عادل وحيادي ومستقل ورفضه التدخل الخارجي في الشؤون السورية وإيمانه بالحل السلمي". وعبر عنان عن " أمله أن يتمكن من العمل مع الحكومة السورية لإطلاق حوار دبلوماسي في إطار عملية سياسية تعيد الإستقرار لسورية وتحقق طموحات الشعب السوري العريق".