وافقت كوريا الشمالية يوم الجمعة على إجراء محادثات رسمية مع كوريا الجنوبية الأسبوع المقبل تعد الأولى منذ أكثر من عامين، وذلك بعد ساعات من تأجيل تدريبات عسكرية مشتركة بين واشنطن وسول. وقالت سول إن بيونج يانج أرسلت موافقتها على المحادثات المقرر إجراؤها يوم الثلاثاء. وكانت آخر مرة أجرت فيها الكوريتان محادثات رسمية في ديسمبر كانون الأول 2015. وقال بايك تاي-هيون المتحدث باسم وزارة الوحدة بكوريا الجنوبية للصحفيين إن المحادثات ستعقد في قرية الهدنة الحدودية بانمونجوم ومن المتوقع أن يناقش مسؤولو الجانبين دورة الألعاب الشتوية التي تقام الشهر المقبل في كوريا الجنوبية وأوجه أخرى للعلاقات بين البلدين. وأضاف بايك أن بيونج يانج طلبت إجراء مزيد من المفاوضات بشأن الاجتماع. ولم يتم بعد تأكيد المسؤولين الذين سيمثلون البلدين. وكان كيم جونج أون زعيم كوريا الشمالية قد مهد الطريق أمام إجراء محادثات مع الجنوب خلال كلمة بمناسبة العام الجديد دعا فيها إلى الحد من التوترات وأشار إلى احتمال مشاركة بلاده في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية. لكن كيم ظل متمسكا بموقفه بشأن قضية الأسلحة النووية، قائلا إن بلاده ستنتج الصواريخ النووية على نطاق واسع وحذر من جديد من أنه سيرد بضربة نووية إذا تعرضت بلاده لتهديد. وأعلن الرئيسان الأمريكي دونالد ترامب والكوري الجنوبي مون جيه-إن يوم الخميس أن التدريبات العسكرية السنوية التي تُجرى عادة في الربيع ستجرى بعد دورة الألعاب الأولمبية. وقبل ذلك وصف ترامب المحادثات المقترحة بين الكوريتين بأنها "أمر طيب" وقال إنه سيرسل وفدا رفيع المستوى إلى دورة الألعاب الشتوية يضم أفرادا من عائلته وذلك حسبما قال المكتب الرئاسي بكوريا الجنوبية. ونسب ترامب في تغريدة على تويتر الفضل لنفسه في إجراء أي حوار، وذلك بعد توجيهه إهانات جديدة للزعيم الكوري الشمالي هذا الأسبوع. وقال "هل يصدق أي شخص فعلا أن المحادثات والحوار بين كوريا الشماليةوكوريا الجنوبية كان سيجرى في الوقت الراهن لو لم أكن حازما وقويا ومستعدا لإظهار كامل ‘قوتنا‘ في مواجهة الشمال". ورحب جينج شوانج المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية باتخاذ الكوريتين "خطوات إيجابية لتحسين العلاقات" وقال إن تأجيل التدريبات العسكرية "أمر طيب بلا شك". كما رحبت روسيا باستعداد الكوريتين لاستئناف الحوار. ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن مصدر في وزارة الخارجية قوله يوم الجمعة إن موسكو تأمل أن "يتم تدعيم هذا التوجه الإيجابي باتفاقات قوية من أجل التوصل لتسوية في شبه الجزيرة الكورية". وجاء الزخم المتسارع نحو الحوار بين الكوريتين بعد عام شهد إجراء كوريا الشمالية تجارب صاروخية ونووية وتبادلا للتصريحات المؤيدة للحرب بين ترامب وكيم مما أثار قلقا في أنحاء العالم. وأبدى وزير الدفاع الياباني إيتسونوري أونوديرا حذرا بشأن المحادثات. وقال للصحفيين في طوكيو "اعتقد أن المهم هو الحفاظ على موقف دفاعي قوي". وأضاف "تلجأ كوريا الشمالية إلى الحوار في مراحل وتلجأ للاستفزاز في مراحل أخرى ولكنها في الحالتين تواصل تطوير السلاح النووي والصاروخي. ليست لدينا أي نية لتخفيف مستوى التحذير والمراقبة".