رغم تحذيرات الحكومة في طهران من التجمعات غير القانونية، يواصل آلاف الإيرانيين احتجاجهم لليوم الخامس على التوالي، ضد البطالة والغلاء والفقر وسوء الأحوال الاقتصادية، رافعين شعارات «الموت للديكتاتور، الشعب يلجأ للتسول وخامنئي يعيش في نعيم، لا لبنان ولا لغزة». وانطلقت مظاهرات الإيرانيين يوم الخميس الماضي من مدينة مشهد، التي تقع شمال غربي البلاد، وهي ثاني أكبر المدن في إيران من حيث عدد السكان، ومن ثم انطلقت إلى مدن نيشابور وكاشمر وشاهرود حتى وصلت لأكثر من 40 مدينة إيرانية. ويذكر أن 25 مليونًا من سكان إيران البالغ عددهم 80 مليون نسمة يعيشون تحت خط الفقر، كما تشير الإحصاءات إلى طرد أكثر من 27 ألف شخص من العمل، بسبب إفلاس الشركات الاقتصادية خلال الأشهر التسعة الماضية. وخلال كلمته بالأمس، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني، إن الانتقاد في كل المجالات من حق الشعب لكن هناك فرقا بين الانتقاد والعنف وتخريب الممتلكات العامة، وأن السلطات الإيرانية لن تتسامح مع إثارة الفوضى والاضطرابات. وأعلنت السلطات الإيرانية عن اعتقال أكثر من 370 شخصاً خلال الأيام الأربعة الماضية، مع استمرار تحذيرات الحرس الثورى الإيرانى، للمتظاهرين بأنهم سيواجهون «قبضة حديدية» إذا استمرت الاضطرابات الحالية. وبهدف السيطرة على الاحتجاجات ومنع انتشارها ، فصلت السلطات الإيرانية خدمة الإنترنت فى أنحاء واسعة من البلاد، كما جعلت أمس الأحد، فى كافة المدارس فى طهران وعدد من المحافظات. وأعلن ما يُسمى «المجلس الوطنى للمقاومة الإيرانية»، أن 5 إيرانيين قتلوا برصاص قوات الأمن خلال هذه الاحتجاجات، بينما أعلن التليفزيون الإيرانى الرسمى مقتل 2 فقط فى المواجهات مع الأمن. وسبق وأن شهدت إيران احتجاجات وتظاهرات ضخمة وكبيرة شارك فيها الآلاف من المواطنين، في السنوات الماضية، إلا أن السلطات الأمنية هناك قامت بقمعها، وهو ما ترصده «بوابة الوفد»، خلال هذا التقرير: «احتجاجات 99» وفي يوليو 1999، انتفض الطلاب في طهران، وتظاهرت أعداد كبيرة منهم المجمّع السكني للجامعة، ضد القمع والكبت ومحمد خاتمي الرئيس الخامس للجمهورية الإيرانية، وامتدت الاحتجاجات وقتها من طهران إلى كل مدن تبريز ومشهد وإصفهان. وواجهتهم قوى الأمن آنذاك بشدة وحسم، حيث أطلقت عليهم غازات مسيّلة للدموع وضربتهم والعصيّ وأعقاب البنادق، وهاجمت وحدات القمع مباني المدينة الجامعية وقاموا بهدمها وتخريبها، كما ألقوا عددًا من الطلاب من نوافذ الغرف إلى الأرض، وترتب على ذلك وفاة مئات الأشخاص واعتقال الكثيرين. «ضد سيطرة المؤسسة الدينية» وفي يونيو 2003، خرج الآلاف من الإيرانيين للمشاركة في مظاهرات كان يقودها طلاب في طهران ضد سيطرة المؤسسة الدينية وتوغلها في شئون الدولة. «الثورة الخضراء» في العام 2009، شهدت إيران واحدة من أكبر الاحتجاجات في تاريخها، والتي انطلقت لأسباب سياسية وجاءت ردًا على فوز أحمدى نجاد في الانتخابات الرئاسية للبلاد، وحصوله على 63% من الأصوات، متفوقًا بذلك على المرشح الإصلاحى مير حسين موسوى. وخرج الإيرانيون في مظاهرات حاشدة للتشكيك فى نزاهة الانتخابات واتهام النظام بتزويرها، معلنين عدم اعترافهم بنتائجها، وسميت وقتها هذه الاحتجاجات باسم « الثورة الخضراء»، وذلك نسبة إلى اللون الأخضر، وهو شعارات المرشح الرئاسي الخاسر موسوي، وتدخل الحرس الثوري الإيراني، لفض المظاهرات واستمر نجاد رئيسًا لإيران آنذاك. «احتجاجات 2011» وفي 2011، وعقب الإطاحة بنظامى حسني مبارك زين العابدين بن علي إثر الثورة في مصر وتونس، خرجت الاحتجاجات الإيرانية في جميع أنحاء إيران، للمطالبة بالقيام باصلاحات ولتحسين مستواهم المعيشي. ومع مطالبات النظام الإيراني بعدم التظاهر ضد النظام، حمل الإيرانيون العلمين الإيراني والمصري، وإعلان معارضتهم للنظام، الأمر الذي إلى مقتل اثنين وإصابة العشرات. «مظاهرات أتراك إيران» وفي 2015، اجتمع حشد كبير من أتراك إيران، الذي يُطلق عليهم الآذريين، وهم مجموعة عرقية ناطقة بالتركية يعيشون في أذربيجانالإيرانية، وذلك احتجاجًا على إهانة القناة "الثانية" الإيرانية لعرقيتهم. «مظاهرات أصفهان» وشهدت مدينة أصفهان الإيرانية في 2016، مظاهرات شعبية حاشدة ضد تدخل النظام الإيراني في سوريا، مرددين شعارات «اتركوا سوريا وفكروا بنا نحن»، وذلك اعتراضًا على التكلفة الاقتصادية التي تتحملها طهران لدعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد.