كتب سيد العبيدى: لم تكن خطوة إعلان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، القدس عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلى، مفاجأة للشعوب العربية والإسلامية، بقدر ما كانت خطوة جريئة استندت إلى كثير من العوامل والتحديات التى تواجهها تلك الدول. وتجسدت هذه التحديات فى الانقسامات العربية - العربية، ونبرة التخوين والتآمر التى تقودها بعض الأنظمة العربية تجاه أشقائها فى المنطقة، ناهيك عن انتشار الإرهاب الذى دمر البنية التحتية لكثير من الدول العربية حتى باتت لا تملك القدرة على صنع القرار أو التصدى للمؤامرات الخارجية. أكد المهندس حسام الخولى، نائب رئيس حزب الوفد، أن ما دفع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لاتخاذ مثل هذا القرار الخطير فى التوقيت الحالى رغم فشل أسلافه هو ضعف الموقف العربى، مضيفاً أن الرئيس الأمريكى رجل أعمال مهمته الأولى اقتصادية وليست سياسية. وتابع «الخولى»، أن هناك دولاً عربية مثل سوريا والعراق وليبيا واليمن ليست موجودة، وهى فى أضعف حالتها، حتى إنها لا تستطيع شعوبها تنظيم مظاهرات للتعبير عن احتجاجها على مثل هذه القرارات؛ نتيجة الوضع الأمنى السائد، والتحذيرات الأمنية التى فرضت على الأمن أن يمنع تلك أى فعاليات؛ حفاظاً على الدولة. واستطرد نائب رئيس حزب «الوفد»، أن الحل هو مقاطعة عربية إسلامية للمنتجات التى لها بديل مثل السيارات الأمريكية التى لها بدائل يابانية، وهى تستخدم بكثرة فى الخليج، لذلك نعول على دور الدول الخليجية بشكل أكبر فى المقاطعة، موضحاً أن «ترامب» رجل اقتصاد والمقاطعة سوف تؤثر سلباً على الشركات الأمريكية، الأمر الذى يدفع القرار السياسى إلى التراجع. وطالب «الخولى»، الدول العربية باستغلال موقف العالم الرافض لقرار «ترامب»، وتنمية ذلك عالمياً من خلال آليات تبرز غطرسة الرئيس الأمريكى أمام الشعوب الأوروبية والشعب الأمريكى، مؤكداً أن لدينا مبادرة نسعى لتطبيقها، تتمثل فى التواصل مع الأحزاب العالمية عبر مؤتمر الأحزاب العالمية الذى عقد فى الصين، مؤخراً، هو مؤتمر مكون من 200 حزب تمثل 120 دولة فى العالم سوف نتواصل معها ومع الأحزاب العربية والمصرية لتفعيل المقاطعة. وقال المهندس موسى مصطفى موسى، رئيس حزب الغد، إن السبب فى القرار الأمريكى حالة الانقسام التى تسود الوطن العربى، والتآمر الذى تقوده دول عربية مثل قطر ودول إسلامية مثل تركيا ضد الشعوب العربية، فضلاً عن دعم الإرهاب الذى دفع العالم العربى إلى الهاوية بفضل الخيانات المنتشرة. وأكد «موسى»، أن قرار الكونجرس الذى اعتمده الرئيس الأمريكى «ترامب» بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل لا قيمة له فى مواجهة القرارات الأممية والدولية التى أصدرتها الجمعية العامة ومجلس الأمن طوال 70 عاماً بخصوص الوضع القانونى لمدينة القدس، مشيراً إلى أنه عندما أعلنت إسرائيل ضم القدس، وأنها ستعتبرها عاصمة لها في عام 49 صدر القرار 303 من الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1949 عقب حرب 1948، أولى الحروب العربية الإسرائيلية، حيث أكد القرار أن الجمعية العامة لا تعترف بإعلان إسرائيل القدس عاصمة لإسرائيل. وتابع رئيس حزب الغد: حتى قرار التقسيم الصادر عن الأممالمتحدة فى عام 1947 والذي رفضناه كدول عربية والذى قسَّم أرض فلسطين إلي دولتين 43% لفلسطين و56% لإسرائيل وضع مدينة القدس تحت الإدارة الدولية والتي تمثل 1 %، ولم يعط مدينة القدسللفلسطينيين ولا إلى إسرائيل أبداً، واسرائيل احتلت القدس فى عام 1967 وهي أرض محتلة حتي تاريخه ولا يجوز اعتبارها عاصمة لإسرائيل. أكد النائب محمد بدوي دسوقى، عضو مجلس النواب، أن قرار «ترامب» يسهم فى نشر الإرهاب، وعدم استقرار الوضع الأمريكى، إذ إن مندوبى السفارات الأمريكية اعترضوا علي القرار لما يشكل تهديداً على السفارات فى جميع أنحاء العالم. وأضاف عضو مجلس النواب، أن أمريكا كشفت الستار عن نفسها أمام العالم، وكشفت رعايتها للإرهاب من أجل تدمير الوطن العربى، الذى كان خير مساند لها فى أزمة الاقتصاد العالمى التى تغلبت عليها أمريكا من خلال أموال الدول الخليجية، موضحاً أن دول العالم لم تساند أمريكا في أزمتها الاقتصادية عام 2008، ودول الوطن العربي هى من أخرجت واشنطن من كبوتها، فضلاً عن أن الأموال العربية داخل البنوك الأمريكية تخطت حاجز ال3 تريليونات دولار. وطالب النائب محمد بدوى، بالضغط على أمريكا اقتصادياً من أجل التراجع عن هذا القرار بجانب استغلال التأييد العالمى المناهض لقرار أمريكا من أجل إرغامها علي العدول عن قرارها الغشيم، قائلاً «أمريكا تقتل العرب بفلوسهم»، كما طالب المجتمع الدولى والقيادات العربية بعدم التغافل عن العنف والوحشية التي يتعامل بها الإسرائيليون ضد الفلسطينيين العزل. وشدد «بدوى» على ضرورة، توقيع عقوبات على العملة الأمريكية من خلال إنهاء التعامل بها نهائياً داخل البلدان العربية وفى المعاملات التجارية الدولية، على أن يتم استبدالها «باليورو»، كما يجب على الحكام العرب عدم الانتظار، على أن يتم تغيير لغة الحوار من الدبلوماسية الناعمة إلى التهديدات الصريحة على التجاوزات «الصهيو أمريكية» فى حق الشعب الفلسطينى.