6مليون مسن مصري يحتاجون لنوع من الرعاية الخاصة بهم، فلا يعقل بعد بلوغ تلك المرحلة العمرية أن يعاني المسن في التنقل بين الأطباء لمتابعة حالته الصحية بينما يوجد علم يتم تدريسه بكليات الطب وهو علم الشيخوخة أو طب المسنين.. ويوجد بمصر قسم واحد على مستوى الجمهورية متخصص في علاج المسنين بمستشفى عين شمس الجامعي.. بوابة الوفد رصدت طبيعة ذلك القسم والخدمات التي يقدمها للمرضى ،وأهم ما يحتاجه المريض المسن في تلك المرحلة التي تتميز بتراكم أمراض الشيخوخة. في بداية الجولة يقول الحاج بشندي مشالي أنه في رحلة علاج زوجته المريضة بالرئة أخبره البعض بإمكانية عمل التحاليل والأشعات المطلوبة بقسم المسنين بمستشفى عين شمس، وأنه بالفعل جاء بزوجته ووجد كل ما يتطلبه علاجها متاحا بالقسم ،من تحاليل وأشعات، من خلال خدمة تمتد طوال اليوم ، وأنه على العكس من المستشفيات العادية وجد اهتماما من جميع العاملين سواء بحالتها المرضية أو النفسية ، وأن الدعم النفسي لم يقتصر عليها وحدها بل شمله أيضا ليتمكن من تحمل متاعب مرضها. وتقول الحاجة أم عبدالله ،مريضة بقسم النساء برعاية المسنين، أنها تعاني من الكبد والطحال وحصوة بالحوض ، وتعلق على الرعاية المقدمة لها لمدة 20يوما قضتها بالقسم: الدكاترة واخدين بالهم مني وبيتابعوني 24 ساعة، وبيعاملوني كويس جدا وبيسمعوني باهتمام لما بشتكي من أي وجع وبيتكلموا معايا على طول في كل مشاكلي . رعاية نفسية وإجتماعية توضح د . سارة حمزة ،رئيس قسم طب المسنيين بكلية طب جامعة عين شمس ، أن قسم رعاية المسنين نشأ كوحدة ذات طابع خاص في أواخر الثمانينات وتحول لقسم عام 1996، ليقدم خدمة الرعاية الداخلية والمركزة وعيادة خارجية ورعاية صحية أولية لإجراء كشف دوري على المسنين ومتابعة أحوالهم ، وعمل دورات تدريبية للقائمين على رعاية المسنين وتقديم نشاط تثقيفي صحي بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعي. وتلفت أن المشكلة التي يعاني منها القسم هي أن الخدمات التي يقدمها لعدد محدود من المسنين بالنسبة لعدد المرضى ،وكذلك الافتقار لتقديم خدمة الرعاية الممتدة حيث لا يوجد مكان مهيأ لتقديم تلك الخدمة ، وتدعو لاتخاذ الاجراءات اللازمة لإنشائها خاصة وأنه يوجد كوادر طبية وعدد عمالة كافي لها. وتشير حمزة إلى أن المريض المسن يحصل بالقسم على الرعاية النفسية بجانب الاجتماعية من خلال المتخصصين، فيخضع لتقييم نفسي يتم من خلاله تحديد أسباب المشاكل النفسية التي يمر بها، هل هي بسبب اكتئاب أم قصور الوظائف المعرفية "الخرف"؟ ، ويتم عمل فحوصات لازمة له واختبارات بواسطة فريق من الأخصائيين النفسيين لتحديد نوع المشكلة وكيفية العلاج، كذلك يحصل المريض المسن على الرعاية الاجتماعية من خلال فريق الأخصائيين الاجتماعيين الذين يقدمون له العون لإيجاد بدائل لحل مشاكله الاجتماعية مثل تسهيل الحصول على قرار علاج على نفقة الدولة، أو حل مشاكل إجتماعية تتعلق بعلاقته بأهله، بالإضافة للسعي في توفير خدمة الرعاية الممتدة للمرضى ، خاصة المريض غير القادر على رعاية نفسه ويحتاج إلى رعاية تمريضية لمدة طويلة ،والتي تفتقر إليها مستشفيات الجمهورية . 40طبيب فقط! ويشير د. ياسر الفرماوي ،نائب رئيس قسم رعاية المسنين بكلية طب جامعة عين شمس ، إلى وجود ندرة في تخصص طب المسنين مثله مثل طب الأطفال ، فالمريض المسن عادة ما يعاني من أمراض متراكمة ومتداخلة، سواء ضغط وقلب وسكر وعظام ونظر ،بالإضافة للأمراض النفسية المصاحبة لتلك الأمراض ، وهو أمر له تأثير إقتصادي سلبي حيث يضطر المريض إلى الذهاب لكل تخصص على حده وكل طبيب يعطي دواء لا يعلم تأثيره السلبي على المرض الآخر، ليطالب المريض في النهاية بشراء خمس أدوية مثلا بتكلفة مادية مرتفعة، وهو شيء مرهق إقتصاديا خاصة وأنه علاج طويل الأمد ، وذلك عكس لو ذهب المريض لمستشفى خاص بالمسنين وحصل على الخدمة المتكاملة لكل الأمراض بأقل كمية من الأدوية المعالجة مع مراعاة عدم تداخلها مع بعضها . ويوضح أنه لا توجد لدينا احصائية رسمية عن عدد المرضى المسنين بمصر ،ولكن بناء على احصائيات مركز التعبئة والإحصاء ، يوجد 6مليون شخص فوق ال60عاما ،وفي المقابل يوجد على مستوى الجمهورية 40 طبيبا فقط متخصصا بطب المسنيين! ولأن المسن يحتاج لمعاملة خاصة من ذويه يقدم د.الفرماوي عدة نصائح لكل ابن وابنة تساعد في تقديم أفضل رعاية للأب أو الأم المسنة: - معرفة العوامل التي تساهم في تطور المرض وكيفية الوقاية منه. - ضبط الأكل والعلاج والعناية الشخصية اليومية. - تجنب مناقشة حالة المريض أمامه حتى لا تؤذي مشاعره. - الحرص على أن يظل المريض معتمدًا على نفسه لأطول مدة ممكنة. - عدم تقديم المساعدة للمريض إلا في الأعمال التي لا يستطيع القيام بها. - لا تعرض على المريض خيارات كثيرة وقم بتوجيهه للقيام بالعمل مباشرةً. - شجعه على القيام ببعض الأنشطة البسيطة كتربية الطيور، وقراءة القرآن . - اجعل المنزل آمنًا ،حتى لا يتعرض للإصابة، بأن يكون أثاث غرفته بسيطا ، الأرضيات خشنة، السجاجيد والمشايات قليلة. - قد يكون المريض عصبي ومتقلب المزاج ودائم الإهانة لمن حوله فعليك تقبل الأمر بابتسامة ،والعلم أن المسن لا يقصد الإهانة بحد ذاتها وإنما هي نوع من التنفيس عن ضيقه وغضبه بسبب مرضه . - قد يشعر المسن بالملل من كثرة تناول الأدوية لفترة طويلة، ولذلك يجب ألا يقدم الدواء بطريقة رويتينية فمن الممكن إعطاء الدواء ببعض التدليل ليشعر أن ميعاد أخذ الدواء هو ميعاد الترفيه عنه وإطرابه بأجمل الوصف والكلمات.