من قصيدة لرايدر كينج لابنه يعلمه حقائق الحياة يقول: إذا كنت تتحمل أن تسمع الحقيقة التى نطقت بها، يتم ليها من الجهلاء لتكون مصيدة للسفاء إذا استطعت أن تتكلم مع الجماهير وتحافظ على فضائلك وأن تسير فى ركاب الملوك دون أن تفقد كرامتك، إذن أنت رجل يا بنى. هل عبث بنا الدهر فأخذ منا الأطهار وترك لنا الأشرار؟ إن الرجال لا يعزفون عن الحياة أو يتقوقعون خلف أسوار قضبانها وهو صورة من الأسى والحزن على بلد كان يوماً سيد الزمان والمكان فأصبح اليوم أضحوكة الأنام، وجاء الأوان لتثبتوا حقاً أنكم رجال.. ماذا أسمع أو أشاهد عن رجال تلوثوا وعن بلد اشترى وبيع بالريال والدولار فالمال أصبح مطية الحياة السياسية فى كل أشكالها والصحافة الأمينة لم يعد لها مكان أو كيان والفضائيات المغرضة تطبل وتزمر وتطبخ اللقاءات، وحتى الشباب الطاهر اشترته كيانات خارجية فقتل الأخ أخاه وقذف به من فوق المدرجات أو حرق تراثه، دولة أصبحت باهتة الألوان وسادت فيها الأنانية وشهوة الحكم للشعب الغلبان الذى استسلم للطغيان وسلم أمره لشيخ حل له ألغاز المساعدات بأفكار عبقرية غابت عن العقول الاقتصادية حصل على البركة من كل كيان.. هل هزلت مصر حتى بدت عارية من هزالها، وقد تصارعت وتصدعت أركان الدولة التشريعية والتنفيذية والأمنية والإعلامية والقضائية والاقتصادية، كل يريد أن يأخذ أكبر كم من الأسلاب ومجلس عسكرى يريد الخروج الآمن دون حقن للدماء، دولة تترنح فى اختيار نظام حكمها وسادت بدعة قطع الطرقات وصار المصرى تائهاً خائفاً عصبى المزاج لا يحتمل الاختلاف، وأصبح السلاح وسيلة للرد أو الردع والمدرج بالرصاص للمنازعات وأعطى القانون إجازة تماماً كما كان يحدث فى الماضى واستبدل بمجالس الأنس والهوان فأصبح المواطن العاشق لمصر غريباً عن أهل البلاد وتائهاً بين حدودها، وعندما كون الإخوان حزب الحرية والعدالة هل أطلق الاسم وهم يعلمون معنى الكلمات أم أطلقوه للشهرة وتخدير الأذهان فالحرية فى منطوقها الشمولى تحوى كل أنواع الحريات، أن الحرية من أهم بنود الحقوق الإنسانية التى أقرتها الأممالمتحدة ووقعت مصر على وثيقتها، أما العدالة وهى أخت الحرية فتبدأ باحترام القوانين واحترام الآخر، لأن القضاء العادل والجيش القوى من أهم عناصر نجاح أى دولة، وأخيراً يا إخوة الغطرسة لا تظنوا للحظة أنكم ملكتم الرقاب، إن التاريخ يعيد نفسه برجال وزمان لم يكونوا فى الحسبان وادعوا معى قائلين: اللهم أرفع من أقدارنا واخفض من كبريائنا وانزع الحقد من قلوبنا والهمنا القرار الصواب، واجعل ميزان عدالتنا قائماً لا يهتز واغفر لنا ذنوبنا كما نغفر اليوم ذنوب المذنبين إلينا واجعل الحب فى قلوبنا والسماحة فى أفعالنا واهدنا من نفوسنا وأصدقائنا!! أما أعداؤنا فنحن كفيلون بهم، واجعل من المواطنة الكاملة نبراساً لنا، واغفر لنا استخدام دينك المقدس كسلم للحصول على مثالية الحكم والتحكم واكبح شهواتنا لنكون مثالاً وليس تمثالاً يتندر به القوم.. آمين عضو الهيئة العليا