قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن القادة الإيرانيين، يستغلون الخلاف مع الغرب حول البرنامج النووى الإيرانى فى تحفيز وتشجيع الناخبين الإيرانيين على التوجه إلى صناديق الاقتراع فى الانتخابات فى البرلمانية التى تجرى غدا "الجمعة". وأضافت الصحيفة أن ما يهم القيادات الإيرانية المتشددة، وعلى رأسهم المرشد الأعلى "آية الله على خامنئى"، هو زيادة نسبة المشاركة فى الانتخابات، حتى يكون ذلك ردا على الغرب الذى يدعى وجود انشقاقات داخلية فى إيران، وعدم وجود ديمقراطية فى البلاد. وأشارت الصحيفة إلى أن وسائل الإعلام الرسمية خصصت حملات واسعة على خرائط برامجها لتشجيع الناخبين على المشاركة. بل إن "آية الله خامنئى" قال وسط جمع من الإيرانيين إن هناك مؤامرة غربية لإفساد العملية الانتخابية فى البلاد، وإن أفضل رد على الغرب هو توجه الإيرانيين بكثافة إلى صناديق الاقتراع . وأوضحت الصحيفة أن الانتخابات التى ستجرى غدا ، هى الأهم ، باعتبارها الأولى التى تشهدها البلاد منذ انتخابات الرئاسة التى جرت فى عام 2009، وأعقبها جدل كبير عن حدوث تزوير واسع، وخرجت مظاهرات حاشدة من التيارات الإصلاحية إلى الشوارع، وقامت الحكومة بسلسلة من عمليات الاعتقال لقيادات المعارضة، وإغلاق العديد من الصحف التابعة للمعارضة. وأشارت إلى أن الحكومة الإيرانية تعتبر أن المشاركة القوية فى الانتخابات، مقياس على شرعيتها الديمقراطية، ولذلك تبذل أقصى ما فى وسعها لإغراء الناخبين على المشاركة، إلا أن هذا الأمر لن يكون سهلا، خصوصا أن معظم قيادات المعارضة لا يزالون إما خلف القضبان فى السجون، أو قيد الإقامة الجبرية ، كما ان الدور الضعيف والباهت للبرلمان الايرانى او ما يسمى بمجلس الشورى المكون من 290 عضوا الذى يسيطر عليه الطيف الايدلوجى ، لا يشجع الناخبين على المشاركة . ويرى العديد من المحللين انه فى ظل وحود نسبة كبيرة من المواطنين العاديين بدون اى انتماءات سياسية واضحة ، فإن هناك شكوكا فى قوة المشاركة وجدوى الانتخابات . واضافت الصحيفة ان كل ما فعلته الحكومة حتى الآن لتشجيع الناخبين على المشاركة هو اللعب على وتر العداء الغربى لايران ، حيث خرج وزير المخابرات الايرانى "حيدر مصلحى" ليتحدث عن مؤامرة غربية لمنع الناخبين من المشاركة، وان افضل رد لاسكات الدعاية الغربية المضللة، هو خروج الايرانيين بكثافة الىى صناديق الاقتراع. ورأت الصحيفة ان المشاركة الكثيفة ربما تكون ضرورية ومهمة فى الوقت الراهن نظرا للظروف السياسية والاقتصادية التى تعيشها البلاد، فى ظل العقوبات الغربية على طهران ، والتى بدأت تؤثر على القطاع الخاص الايرانى ورجل الشارع العادى، وبالتالى بدأت اصوات من الاصلاحيين تتعالى منتقدة المرشد الاعلى "خامنئى "علانية، وتراجعت شعبيته بشكل ملحوظ. ونقلت الصحيفة عن "مهرزاد بورو جيردى" استاذ العلوم السياسية فى جامعة "سيراكوس" ان الحكومة ستخرج فى اليوم التالى للانتخابات لتعلن ان نسبة المشاركة 60% او اكثر بغض النظر عن النسبة الحقيقية، ولكن على عكس ماحدث بعد انتخابات 2009، من غير المتوقع ان تخرج المظاهرات، حتى لو كانت هناك مؤشرات واضحة على التزوير. واضاف "مهرزاد" ان المشاركة القوية لن تكون دليلا على تأييد الحكومة، بل ان العديد من الايرانيين سيتوجهون الى الانتخابات، تجنبا للمشاكل التى يمكن ان يواجهونها. وقالت الصحيفة ان الدراما المتوقعة فى الانتخابات ستكون التنافس والخلافات بين مجموعتين من الاصلاحيين المؤيدين للرئيس الايرانى "احمدى نجاد" من جهة والفصيل المتشدد من علماء الدين وقيادات الحرس الثورى الداعمين بقوة للمرشد الاعلى "خامنئى"من جهة اخرى. واضافت الصحيفة انه رغم انه لا يوحد فى ايران من يستطيع ان يتحدى سلطة المرشد الاعلى علانية ، الا ان "نجاد" استطاع ان يعطى لموقع الرئاسة قوة اضافية ، منذ انتخابه اول مرة فى عام 2005 ويسعى للحفاظ على نفوذه من خلال تدعيم حلفائه فى البرلمان حتى بعد نهابة فترة رئاسته الثانية فى عام 2013. ونظرا لهذه الطموحات فإن العلاقة بينى "نجاد" و"خامنئى" ليست على ما يرام . واوضحت الصحيفة ان "نجاد" وحلفاءه وعلى رأسهم جبهة رئيس الاركان "اسفنديار رحيم مشائى "جمعوا اموالا كثيرة من خصخصة الصناعات العامة منذ عام 2005 ، ويسعون لاستخدام هذه الاموال فى مساعدة مرشحين تابعين لهم فى الربلمان ، والعمل على ضمان ولاء البرلمان الجديد وضمه فى صفهم بعد الانتخابات . ويتهم معسكر المتشددين "نجاد" بالسعى لتزوير الانتخابات عن طريق وزارة الداخلية كما حدث فى انتخابات الرئاسة عام 2009. واكدت الصحيفة ان "نجاد" يأمل فى ضمان البقاء فى منصب الرئاسة بعد انتخابات 2013، ومواجهة التيار المعادى له من الاصلاحيين .
