كتبت – لميس الشرقاوي لا شك أن خطوة الرئيس ايمانويل ماكرون باستضافة سعد الحريري رئيس الوزراء اللبناني في باريس تحمل عدة رسائل مهمة. وعلى خلفية ذلك، أكدت وكالة أسوشيتد برس الأمريكية أن ماكرون يحاول أن يرسي الاستقرار في المنطقة بمحاولته نزع فتيل الأزمة الأزمة السياسية في لبنان من أجل الحفاظ على العلاقات التجارية مع الدول العربية، وتهدئة التوتر بين السعودية وخصوم الخليج؛ لكن دون المساس بالتقارب مع إيران وبشكل يجعل من ماكرون "صانعا للسلام في الشرق الأوسط" إلا أن الخبراء يؤكدون أنه لن يحل "دور واشنطن في المنطقة لأنه لا يملك أي وسائل للقيام بذلك". رأت الوكالة أن تلك الخطوة قد تكون مخاطرة كبيرة من ماكرون؛ ولكنه أقدر واحد على القيام بها الآن، حيث يؤكد مكتب الرئيس ماكرون على أن مفاوضاته في الشان اللبناني ستركز على الحياد وعدم الانحياز لأي فريق على حساب الآخر. ويقول فرانسوا هيسبورج، رئيس المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، إن استضافة فرنسا للحريري، هي الأنسب، بفضل العلاقات التي تمتد منذ قرون ولأن "واجب الرعاية تجاه لبنان هو جزء متأصل في السياسة الخارجية الفرنسية". وأكد هيسبورج أن استضافة الحريري في فرنسا "لا يعطي أي فكرة عن حل سياسي للمشكلة" في لبنان. وترى الوكالة أن ماكرون باستضافته الحريري لا يريد فقط أن يهدئ الأوضاع في لبنان؛ بل أن يحد من غضب السعودية ضد خصوم الخليج، على جانب آخر، فإن ماكرون يسعى أيضا للحفاظ على علاقة جيدة مع السلطات الإيرانية حيث يعتزم زيارة طهران فى بداية العام المقبل. ويعتقد باوتشار "أن ماكرون يريد أن تلعب فرنسا دور الوسيط الودي"، لكنه يؤكد أن "فرنسا لا يمكن أن تحل محل الولاياتالمتحدة في المنطقة وماكرون ليس لديه النية أو الوسائل للقيام بذلك لكن يمكنه أن يلعب دورا ما". كما أن دبلوماسية فرنسا يمكن أن تعتمد أيضا على العلاقات الشخصية بين وزير الخارجية جان ايف لودريان وولي العهد السعودي عندما كان وزيرا للدفاع السعودي. وأكد مصدر دبلوماسي فرنسي للوكالة، أن فرنسا تركز بشكل خاص في سلوكها تجاه الأزمة على أذرع التجارة فى محادثاتها مع إيران والمملكة العربية السعودية. وتستأنف الشركات الفرنسية أعمالها في إيران، ولديها صفقات دفاعية بقيمة مليارات يورو، وروابط اقتصادية مع المملكة العربية السعودية وغيرها من قوى الخليج.