أعلن مجموعة من المثقفين عن تأسيس تيار "الثقافة الوطنية المصرية" "ضد الاستبداد.. ضد التبعية"، وهو تيار يمثل فضاءً لأفق ثقافي سياسي مجتمعي يعبر عن الثورة، ويتأسس على قيم الانحياز إلى الجماعة الشعبية، وتفعيل دور المثقف العضوي، حد تعبيرات البيان التأسيسي. وطالب التيار في بيانه "التأسيسي" -والذي حصلت "بوابة الوفد" على نسخة منه- بإقالة شاكر عبد الحميد من منصب وزير الثقافة فوراً ودون إبطاء، وتطهير وزارة الثقافة من شبكات الفساد بكل صورها وأسمائها. كما قام التيار بإنشاء صفحة على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، ووقع على البيان العديد من المثقفين، منهم: د. يسري عبد الله (ناقد أدبي)، خالد إسماعيل (روائي وصحفي)، عمرو خيري (مترجم وقاص)، محمود قرني (شاعر وصحفي)، عبد النبي فرج (روائي)، فارس خِضر (شاعر وصحفي)، هيثم خيري (صحفي وقاص)، أحمد السماني (صحفي)، إبراهيم رفاعي (شاعر عامية)، رجب الأغر (شاعر)، فتحي سليمان (روائي)، أسامة خيري، شريف تمّام (قاص)، محمد يحيى، جورج ضرغام (شاعر)، تامر أبو عرب (كاتب صحفي). البيان التأسيسي بعد ثلاثين عاماً أو يزيد من محاولات إقصاء العقل الثقافي المصري، وتغييبه عن المشهد السياسي، وانحيازه إلى القوى الرجعية، والمتكلسة، وتعضيده المخزي لخندق الاستبداد، والفساد، تبدو الثورة المصرية أفقاً جديداً لمشهد جديد، موعود بالحرية، والكرامة الإنسانية، والعدالة الاجتماعية، لا تصبح فيه الثقافة صدى لأنظمة مستبدة، ولا في خدمة السلطة، بل تعود للثقافة حيويتها في خلق مشهد ينحاز إلى المجموع، ويعبر عنه في آن. وعبر هذا الفهم يتشكل تيار الثقافة الوطنية المصرية "ضد الاستبداد.. ضد التبعية"، بوصفه فضاء لأفق ثقافي سياسي/ مجتمعي يعبر عن الثورة، ويتأسس على قيم الانحياز إلى الجماعة الشعبية، وتفعيل دور المثقف العضوي، المنغمس في واقعه، القادر – دوماً – على إنتاج أفكار خلاقة، والواقف – بثبات – في خندق التقدم والحداثة والإبداع، في محاولة للتعبير عن الموزاييك المصري المتنوع، بجذوره الحضارية المختلفة (الفرعونية، القبطية، العربية، الإسلامية، الحديثة)، وباحتفاء أشد بكل ما هو إنساني ووطني ونبيل وحر، ومن هنا يواصل "تيار الثقافة الوطنية" ما دشّنه الآباء المؤسسون، بأجيالهم المتلاحقة: رفاعة الطهطاوي، طه حسين، يحيى حقي، ومحمد مندور، وشكري عياد، وعبد الحكيم قاسم، وأمل دنقل، ومحمد عفيفي مطر، وغيرهم كثيرون.. في لحظة سياسية وثقافية مأزومة، ومرتبكة في آن، يأتي تيار الثقافة الوطنية دفاعاً عن الثورة، وانحيازاً إلى القيم التي أنتجتها، خاصة بعد أن ظلت بنية الدولة الشمولية مهيمنة على المشهد الثقافي الرسمي، وبقى خدام الدولة البوليسية الشمولية وأراملها مسيطرين على الثقافة، يلعبون بتبجح شديد – الآن – دور "البهلوان"، فيرفعون رايات الثورة بيد، بينما يغتالون باليد الأخرى أنبل ما في هذا الوطن، يغتالون ثقافته الوطنية، ويغتالون موهوبيه، ويقتلون كفاءاته، ولذا باتت اللحظة الراهنة هي الأشد احتياجاً إلى يقظة من المثقفين الأحرار، انتصاراً لإنسانية الإنسان، وانحيازاً إلى الحرية، ورفضاً للاستبداد، والتبعية الذهنية، عبر انطلاق وعي جديد ومغاير، يحتفي بالإنساني والجمالي والفني وينتصر له. وتتلخص مطالبنا وأهدافنا في: 1. إقالة شاكر عبد الحميد من منصب وزير الثقافة فوراً ودون إبطاء، وتطهير وزارة الثقافة من شبكات الفساد بكل صورها وأسمائها. 2. إعادة تمليك وزارة الثقافة للشعب المصري، فتصبح وزارة تعمل على حماية الثقافة الوطنية، وعدم تذويبها في مخططات العولمة الأمريكية. 3. تحديث نُظم التعليم واستراتيجياته بما يتناسب مع اللحظة الراهنة، ويحقق طموحات المصريين في غدٍ أفضل، موعود بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية. 4. التصدي لكل دعوات تمزيق الوطن، والانحياز إلى مفهوم الدولة المدنية القائمة بالأساس على المواطنة وسيادة دولة القانون، والمرتكزة بالأساس على الديمقراطية والعدالة الاجتماعية. 5. الاهتمام بإحياء الأفكار الثقافية الوطنية التقدمية التي طرحها الرواد؛ بهدف إحياء الذاكرة الوطنية، وربطها بالمد الثوري الذي تعيشه مصر، وذلك بهدف إحياء روح الاستقلال عن العولمة الأمريكية التي تعمل على محو ثقافات الشعوب في الكرة الأرضية لصالح النموذج الأمريكي. 6. التصدي للأفكار الوهّابية بكافة صورها وأشكالها. 7. التصدي لأشكال وصور التطبيع الثقافي مع العدو الصهيوني، وتطهير الأجهزة الثقافية والإعلامية من المروجين للتطبيع، والذين يشوهون صورة الثقافة الوطنية المصرية، ويقدمون النموذج الثقافي الأمريكي، منبطحين أمام مقولاته وأنساقه الفكرية، ومواقفه السياسية المعادية بالضرورة للمصالح الوطنية المصرية والعربية بوجه عام. 8. إحياء قيمة نموذج المثقف العضوي الفاعل في قضايا مجتمعه، المبدع المناضل من أجل الحرية والعدالة الاجتماعية. 9. العمل على تعزيز الدور الإبداعي للمرأة، واعتبارها مواطنة كاملة الحقوق والأهلية، في مواجهة التيارات الوهابية المعادية للحرية والتقدم. 10. العمل على دعم المثقفين في وطننا العربي، والتضامن معهم في مواجهة الأنظمة المستبدة، ومناصرة الشعوب؛ حتى تسترد حريتها واستقلالها الاقتصادي والسياسي والثقافي.