رأى عدد من الخبراء في الشأن السياسي، أن تنفيذ توصيات منتدى شباب العالم عقب الانتهاء منه يتطلب رصد وتحليل وتقييم وعمل دراسة لكل الافكار التي خرجت من شباب المنتدى، وذلك من خلال إعادة قراءة ما تم تسجيله في المؤتمرات والحلقات النقاشية لاستخلاص الافكار القابلة للتنفيذ على أرض الواقع. وأشار الخبراء، إلى ضرورة تمكين الشباب ومشاركته في تنفيذ هذه الافكار وتحديد أسباب تفاقم المشكلات وعمل دراسة حقيقية لها ومعرفة الميزانيات التي ستنفق في المجالات المختلفة ، موضحين أن ذلك يتطلب إرادة فعلية من المسئولين لتنفيذ هذه التوصيات وعمل تصور لها نظرًا لانهم أصحاب القرار في هذا الشأن، على حد قولهم. وأقيمت فعاليات منتدى شباب العالم الذي تستضيفه مدينة شرم الشيخ، السبت الماضي ، ويشارك فيه نحو 3 آلاف شاب من 100 دولة بجنسيات مختلفة لمناقشة قضايا الإرهاب، ودور الشباب في مواجهتها ومشكلة التغير المناخي والهجرة غير الشرعية واللاجئين، ومن المقرر أن يستمر حتى 10 نوفمبر الجاري. وفي هذا الصدد، قالت الدكتورة سكينة فؤاد، الكاتبة الصحفية ومستشار الرئيس السابق عدلي منصور لحقوق المرأة، أن تنفيذ توصيات منتدى شباب العالم المنعقد بشرم الشيخ تتطلب إعلان كل وزير مختص عن السياسات والاجراءات والخطوات التي سيتم إتخاذها لتنفيذ توصيات المؤتمر، مشيرة إلى أن جميع أجهزة الدولة ومسئوليها حاضرة لهذا المنتدى. وأشارت فؤاد، في تصريحات خاصة"لبوابة الوفد"، إلى ضرورة عمل دراسات وتحليل لكل الافكار التي ستخرج من المنتدى ولاسيما أنه يناقش قضايا مهمة كالزيادة السكانية وغيرها لذلك لابد من تحديد الاسباب والاولويات والميزانيات التي ستنفق في مجالاتها، ومعرفة أسباب تفاقم المشكلات وتحديد وسائل العلاج الخاصة بها، فضًلا عن تمكين الشباب في المشاركة الحقيقية. وطالبت الكاتبة الصحفية، الاجهزة المعنية سواء الوزارات أو المجالس القومية عقب الانتهاء من منتدى شباب العالم بعمل مؤتمرات وإستخراج بيانات عن آلية تنفيذ توصيات المؤتمر، نظرًا لانهم تولوا هذه المناصب لانهم يملكون آليات تنفيذ السياسات، مؤكدة أن بدون ذلك ستصبح المؤتمرات بلا جدوى على أرض الواقع. وكشف الدكتور جمال أسعد، المفكر السياسي، عن كيفية تنفيذ توصيات منتدى شباب العالم المنعقد بشرم الشيخ لتطبيقها على أرض الواقع من خلال خضوع هذا الحدث الفريد للرصد والتحليل والتقييم بعد الانتهاء منه، نظرًا لانه يربط شباب مصر بالعالم ، مشيرًا إلى أن هذا المنتدى ماهو إلا حالة تواصل بين شباب العالم بمختلف الجنسيات، فضًلا عن دوره في عرض الافكار المتبادلة بينهم. وأشار أسعد، في تصريحات خاصة "لبوابة الوفد"، إلى أن هناك حلقات نقاش عمل ولقاءات بين المسئولين في المنتدى وبالتالي فإنه يتعين على الاجهزة المعنية في الدولة بضرورة إعادة قراءة ما تم تسجيله من مؤتمرات وحلقات نقاشية وتسجيل ما تم إنجازه لاستخلاص الافكار والحوارات والمقترحات لتنفيذها على أرض الواقع. وأكد المفكر السياسي، أنه لابد من الاستفادة من توصيات المنتدى ولاسيما أن هناك وزارات عدة متواجدة فيه التي بدورها تقوم برصد الافكار والرؤى والاراء وعمل خطة حقيقية لهذه الافكار لتطبيقها من خلال وجود تواصل حقيقي على مدار العام مع الشباب ليس فقط عند الانتهاء من هذا المؤتمر، مستشهدًا بذلك بوزارة الثقافة التي يمكن أن تستفيد من توصيات المنتدى في إطار ما يسمى بتصحيح الفكر الديني وفكرة قبول الاخر. ورأى الدكتور مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن تنفيذ توصيات منتدى شباب العالم على أرض الواقع يتطلب توافر إرادة فعلية من المسئولين ولاسيما الوزراء المختصين بعد الاقتناع بالفكرة والمقترحات العملية التي خرجت من توصيات المنتدى في قضايا معينة. وطالب غباشي، الوزراء بضرورة عمل تصور للافكار القابلة للتنفيذ التي خرجت وناقشت العديد من القضايا كسد النهضة والاقتصاد التي تهم الدولة وعمل تأشيرة للعمل بها وتنفيذها لما هو صالح للدولة، مشيرًا إلى أن هذا المنتدى يولد أفكارًا جديدة في المجالات المختلفة لتطبيقها.