أكمل رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط هجومه "الصاعق" على النظام السوري وصولاً الى وصْف الرئيس بشار الاسد بانه مصاب ب "جنون العظمة"، داعياً المعارضة السورية إلى رص صفوفها ومطالباً بتسليحها. ووجّه جنبلاط عبر جريدة "لوموند" الفرنسية كلمة إلى دروز سورية قائلا: "لا أريد أن أتحدث بأسلوب طائفي، النظام السوري يُروّج لقيام تحالف الأقليات، دروز سورية هم مواطنون سوريون، وهم إما مع النظام وإما ضده، في السابق قاتل الدروز الانتداب الفرنسي واليوم حان الوقت كي «يناضلوا» ضد طغيان النظام الذي يقتل المواطنين السوريين في كل مكان". واذ أكّد أنه لم يزر سورية منذ التاسع من حزيران (يونيو) الفائت، وصف حواره الأخير مع الرئيس السوري بأنه كان "سورياليا"، كاشفاً بعض ما دار معه من مواضيع حيث سأل جنبلاط الأسد عن موضوعين الأول حول ابن خالته رامي مخلوف، الذي تدور حوله شبهات بالفساد، فأجاب الرئيس السوري واصفاً مخلوف ب "المجنون". وعن الطفل حمزة الخطيب الذي عُذب حتى الموت، أجاب: "بشار الأسد قال إنه لم يتعرض للتعذيب لكنه قُتل". وتدارك معلقاً: "كيف يمكن تقديم مثل هذه الإجابات؟ أنا لا أعرف ... إنه مصاب بجنون العظمة". ورداً على سؤال عما إذا كان نظام الأسد سيسقط قريباً أجاب: "أبداً، كنت أتمنى ذلك، لقد وجد الغرب في الفيتو الروسي - الصيني ذريعة لعدم مساعدة الشعب السوري، ونظام الأسد عزز الأمن على حدوده مع إسرائيل، ومصلحة إسرائيل لدى بعض دول الغرب تتقدم على مصلحة الشعوب العربية". وإذا كان سقوط حمص من شأنه سحق المعارضة السورية، أجاب: "كلا، سقوط حمص لا يستتبع سقوط المعارضة، إنما يُسهل سعي النظام لوضع يده على الممر الاستراتيجي الذي يربط المدينة بمرفأ طرطوس، وهذا الأمر يُعزز التحالف الروسي - الإيراني - السوري". وفي هذا السياق، شدد الوزير الجنبلاطي وائل أبوفاعور على ان المعركة في مدينة حمص مصيرية، لأنها واحدة من التجمعات التي تعوق بعض التواصل الذي يتم التفكير في تحقيقه لاحقا، كونها تعرقل بعض المنافذ على مناطق معينة. وعلمت صحيفة "الأنباء" اللبنانية ان مصدر قلق جنبلاط الحقيقي حيال حمص مرتبط بمعلومات عن محاولة النظام السوري ضم منطقة حمص الى المنطقة التي يُرسم لها كي تصبح دولة للعلويين في الشمال السوري وبعض الوسط. ولاحظ أبوفاعور ان الاستقرار في لبنان محقق رغم العواصف في المحيط، نتيجة وعي القوى السياسية ووجود حكومة تحاول على قدر الإمكان الا تورط لبنان في الأحداث المحيطة. في غضون ذلك، استأنف الجيش السوري زرع الألغام على الحدود مع لبنان، بصورة عشوائية ومكشوفة وحتى دون طمرها في التراب، وهذا ما يهدد الرعاة والمواشي، علما ان هذه الألغام حصدت منذ شهرين قتيلين وثلاثة جرحى بينهم لبنانيان، ونفقت بعض الأبقار.