انتقدت صحيفة "الاندبندنت" البريطانية المسرحية الهزلية للاستفتاء على الدستور التي يقوم بها بشار الاسد في سوريا ، ملقيه الضوء على الصورة المتناقضة التي برزت أمس حيث يظهر الاسد برفقة زوجته وبكامل اناقتهما مبتسمين وملوحين للمراسلين الاعلاميين خلال ادلائهما بصوتيهما في الاستفتاء في الوقت الذي تدك فيه قواته درعا ودير الزور وأدلب ويقتل الاف المدنيين من الأطفال والنساء . ووضعت الصحيفة الصورتين المتناقضتين لتصويت الاسد بكامل هيئته هو وزوجته في الاستفتاء الصوري والقصف على جنوب سوريا والدمار الذي تشهده لبلاد ، مشيرة الى انه لا أحد يعرف بالضبط عدد توفي في سوريا في مطلع الاسبوع لكن معظم التقديرات تشير الى ان العدد يتخطى الالاف . وقالت الصحيفة :" في الوقت الذي يتصاعد فيه العنف والاشتباكات بين القوات الحكومية والمعارضين في درعا بجنوب البلاد وادلب ودير الزور في غرب البلاد يتابع الاسد وهمه في الاستفتاء مبتسما للاعلاميين". وقارنت الصحيفة بين الواقع والخرافة أو الوهم للدستور الذي يدعى الاسد انه سيسمح بالتعددية وينهي سلطة الحزب الواحد.وقالت لصحيفة:" ان سوريا تعيش تمثيلية كابوسية " . واعتبرت ان الاستفتاء محاولة لذر الرماد في عيون المجتمع الدولي ودعم ادعاءات حلفاء ايران وروسيا والصين التي تقول ان الاسد بحاجة الى وقت اكبر لتنفيذ اصلاحاته المقررة. مشيرة الى ان الاسد سيستخدم هذا الوقت لابادة حمص لتصبح عبرة لقوى المعارضة . ونقلت الصحيفة عن عمر المقداد ، قيادى من المعارضة ، قوله "ان الشعب السورى يدعو للتدخل الدولي لاسقاط نظام الأسد ". متابعا:" ان نظام الاسد لا يريد دستو او احزاب سياسية، فالحكومة السورية تهزأ من المجتمع الدولي والشعب ". ونقلت عن وزير الخارجية الالماني جيدو فيسترفيله قوله ان "التصويت الصورى لا يمكن ان يسهم في حل الازمة. فعلى الاسد ان يضع نهاية للعنف وان يفسح الطريق للتحول السياسي". واشارت الصحيفة الى ان الدستور الجديد الذي يتم الاستفتاء عليه يحدد فترة الرئاسة للرئيس بدورتين رئاسيتين مدة كل واحدة منهما 7 سنوات، الامر الذي سيسمح للرئيس الاسد بالبقاء في السلطة حتى عام 2028، مع التأكيد على اجراء انتخابات متعددة الاحزاب خلال مدة 3 اشهر. ولفتت الصحيفة الى اتهامات المعارضة لقوات الاسد بمصادرت بطاقات هويتهم لمنعهم من التصويت ضد الاستفتاء .وتطرقت الصحيفة الى ان اهالي ادلب عبروا عن رفضهم للاستفتاء عن طريق لافته على صندوق قمامة كلمات "صندوق الاستفتاء، 26 فبراير2012" وقاموا بالقاء اوراق تصويت رمزية كتبوا اسماءهم عليها فيها.