الخيال والحنين للماضى رافقاها طيلة سنوات المراهقة وإلى أعتاب الشباب، وجدت فيهما ضالتها لتحظى بإطلالة أزياء تشبه مزاجها الأرستقراطى، وعشقها الفريد لكل ما يحمل لمسات جمالية من العصور الوسطى. ببشرتها الخمرية الشاحبة، وملامحها التى تحمل مسحة أرستقراطية أوروبية من نوع خاص، تشبه "نورهان" جميلات العصر الفيكتورى، أو إحدى أميرات "ديزنى" التى استيقظت خطأ فى زمننا هذا. عرفت نورهان فى محيطها وعبر مواقع التواصل الاجتماعى بارتداء ملابس الأميرات ولا شيء سواها، إطلالات ذات لمسات أنثوية ناعمة وتفوح منها روائح الزمن الجميل، هانم تطرق بداية العشرينات، البنطلون الجينز والتي شيرت وأحدث صيحات الموضة الرائجة حاليًا خيارات غير مطروحة على قائمة مشترياتها. سرقت "نورهان ربيع" القلوب بإطلالتها الفيكتورية واختياراتها المستوحاة من أزياء تلك الفترة، التى تصممها بنفسها وتعهد بها لأحد الخياطين لتنفيذها، على حد قولها، قبل أن تتجه لمجال تصميم الحلى والاكسسوارات التى أثارت بها إعجاب مئات الفتيات، اللواتى يشاركنها ذوقها الخاص، لتحظى بشهرة واسعة تفوق عمرها بعشرات السنوات. تمتلك موهبة فريدة من نوعها فى تصميم الحلى وحس عفوى لا يخطأ فى تنسيق الأزياء، فهى تسخر خيالها، وكافة أدواتها لتؤكد ارتباطها بالعصر الفيكتوري، أحد أزهى عصور التقدم التى عاصرتها بريطانيا، حيث انتشرت الفساتين المنفوشة والتيجان والقفازات المصنوعة من الجبير الملون خامات استخدمتها لاستعادة رقى وأنوثة إطلالات تلك الفترة. نقص الخامات وصعوبة تصميمات أزياء واكسسوارات أرستقراطية لم يكن التحدى الأصعب الذى واجه نورهان، لتظهر بإطلالة تلائمها، فالسخرية والتعليقات السخيفة كانت تلاحقها فى كل مكان تتواجد فيه، الجامعة والشارع وحتى بين أصدقائها لم تسلم من الآراء الفجة، وعدم تقبلهم لاختلاف أهوائها فى الملابس والحلى، طاقة سلبية دفعت نورهان للإبداع أكثر فى التصميم، فأطلقت صفحتها الخاصة على "فيسبوك"، التى تحمل اسم" fermina" لعرض إنتاجها من الحلى الراقى. فستان زفافها لم يبتعد عن طابعها المميز فى اختيار الأزياء، الكثير من الدانتيل والأكمام المنفوشة والطرحلة الطويلة أهم مواصفات بحثت عنها نورهان فى فستان ليلة العمر، قبل أن تضطر لتأجير أحد الفساتين بعد فشلها فى إيجاد ضالتها، وإضافة إليه بعض من لمساتها الفيكتورية، فظهرت بإطلالة سندريلا ساحرة خطفت الأنظار. أما منزلها فعلى عكس الكثير من الفتيات، لم تبحث نورهان بين أحدث صيحات الديكور عن أثاث لمنزلها، بل صممت بعضه على ذوقها، والكثير من قطع الديكور اقتنتها من جاليرى المقتنيات القديمة، صبغت أرجاء مملكتها الصغيرة بروح الرقى والفخامة حتى تحول إلى ما يشبه المتحف الصغير، كل قطعة أثاث تحمل عبق الماضى، أما الديكور فكل قطعة نادرة تحمل حكاية من زمن الأمراء.