الذبحة الصدرية هى نوع من الآلام فى الصدر، أو الشعور بعدم الراحة، الناتج عن انخفاض فى تدفق الدم إلى عضلة القلب وهى عَرَض لمرض فى الشريان التاجى نتيجة إصابته بتضييق ناتج من تراكم الدهون داخل جدار الشريان، عندما لا تحصل عضلة القلب على كمية كافية من الدم الغنى بالأكسجين. يقول الدكتور محمد فريد الجندى، أستاذ أمراض القلب بمعهد القلب القومى: هناك أنواع للذبحة الصدرية، منها الذبحة الصدرية المستقرة وتسمى أيضًا ذبحة مزمنة ثابتة والذبحة الصدرية غير المستقرة وتشير هذه إلى نوبة قلبية وشيكة الحدوث. وهناك أيضًا نوع ثالث ونادر من الذبحة يسمى الذبحة المتغيّرة تسمى أيضًا «الذبحة الوعائية التشنجية» تحدث نتيجة تقلص فى الشريان التاجى. وتتشابه آلام الذبحة الصدرية مع آلام ناتجة من أمراض أخرى بالصدر، مثل تقلصات المرىء وآلام المعدة وأحيانًا من الصعب التفريق بين الذبحة وبين آلام الصدر الأخرى. وعلى أية حال، فعند الشعور بألم غير قابل للتفسير فى الصدر، ينبغى التوجه فورًا للطبيب للتشخيص وتلقى العلاج اللازم. ويضيف الدكتور محمد فريد الجندى: الذبحة الصدرية المستقرة تنشأ عند عمل مجهود معين أو انفعال معين كحدوث الألم عند صعود الدرج أو بسبب الانفعالات الناتجة من ضغط نفسى أو عاطفى ويكون الألم مماثلًا لألم فى الصدر حدث فى الماضى ويستمر لفترة قصيرة، نحو 5 دقائق أو أقل ويختفى بعد الراحة، أو بعد تناول دواء لمعالجة الذبحة والذبحة الصدرية غير المستقرة تحدث حتى فى وقت الراحة تختلف عن شعور الذبحة العادية فى الغالب غير متوقعة وهى أخطر وتمتد وقتًا أطول من الذبحة المستقرة، إذ قد تستمر لمدة 30 دقيقة ولا تختفى، بالضرورة، بعد الراحة، أو بعد تناول الأدوية المعالجة للذبحة والذبحة الصدرية المتغيرة تحدث وقت الراحة، بشكل عام وتكون خطيرة فى الغالب يمكن تخفيف حدتها بواسطة أدوية معالجة الذبحة. ويوضح الدكتور محمد فريد الجندى أسباب وعوامل الخطورة للإصابة بتصلب شرايين القلب ومن ثم الإصابة بالذبحة الصدرية، أهمها التدخين وارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة الدهون بالدم وخاصة الكوليستيرول وقلة النشاط الجسدى والسمنة ومرض السكر والتوتر وإدمان تعاطى العقاقير المخدرة، مثل الترامادول والمخدرات مثل البانجو والمشروبات الكحولية. ولتشخيص الذبحة الصدرية يبدأ الطبيب بفحص المريض وسؤاله حول الأعراض. ويسأل الطبيب أيضًا عن عوامل الخطر، مثل التاريخ العائلى فيما يتعلق بأمراض القلب. ويتم سؤاله عن طبيعة الألم ومكانه ووقته وهل يصاحبه أعراض أخرى أم لا وما الذى يخففه وما الذى يزيده ولتأكيد التشخيص يتم عمل رسم قلب وموجات صوتية للقلب ومن الممكن ألا يكون بها أى تغيرات وهذا لا يعنى أن الشرايين سليمة، لذلك يجب عمل رسم قلب بالمجهود أو موجات صوتية بالمجهود الدوائى أو مسح ذرى لعضلة القلب فإذا أثبتت هذه الفحوص وجود قصور بالشريان التاجى يتم عمل قسطرة تشخيصية لتحديد مكان وشدة الضيق الموجود بالشرايبن التاجية. ويرى الدكتور محمد فريد الجندى أن علاج الذبحة الصدرية يهدف إلى تقليل الأعراض والتخفيف من حدتها وخطورتها، بالإضافة إلى التقليل من خطر الإصابة بالنوبة القلبية ومن خطر الوفاة. وفى حالات الذبحة الخفيفة المستقرة، قد تكون التغييرات فى العادات ونمط الحياة كافية مثل الامتناع عن التدخين وعن تناول الأكلات الدسمة وتجنب الانفعال والتوتر وأخذ قسط من الراحة وإنقاص الوزن. وهذا وحده فى كثير من الأحيان لا يكفى وتكون هناك ضرورة لتناول بعض العقاقير التى تقلل من مجهود القلب وتوسع الشرايين وتمنع التصاق الصفائح الدموية وتخفض نسبه الدهون بالدم. وعند عدم الاستجابة وعدم تحسن الأعراض يتم عمل قسطرة تشخيصية وتركيب دعامات إذا لزم الأمر. أما فى حالات الذبحة اللامستقرة، أو الذبحة الصدرية التى تظهر كألم مختلف عن الألم العادى، مثل الألم الذى يظهر فى وقت الراحة، فمن الضرورى التوجه لتلقى العلاج فى المستشفى ويكون العلاج باستخدام أدوية سريعة لمنع التجلط وتوسيع الشرايين مع عمل قسطرة عاجلة لشرايين القلب وعمل توسيع وتركيب دعامات إذا لزم الأمر وفى بعض الحالات يتم اللجوء لعمل جراحة توصيل الشرايين.