ذكرت منظمة البحوث الاستراتيجية الدولية في تركيا أن روسيا تسعي للعودة لسابق علاقتها مع العراق وتعزيز خطوط سياستها العريضة قبل حرب الخليج لاستئناف مكاسبها وماتمتعت به من قبل خلال حكم صدام حسين. وأضافت المنظمة أن روسيا تريد استعاة مكاسبها ليس فقط في قطاع النفط بل عبر تعزيز علاقتها التجارية وخاصة تجارة الأسلحة التي تدر علي موسكو مليارات الدولارات. وقالت المنظمة في تحليل لها أن رغم سعي روسيا لاستئناف علاقتها مع العراق إلا أنها لم تصغ بعد استراتيجية عامة. وقالت المنظمة إنه مع الانسحاب الأمريكي في ديسمبر 2011، وضعت موسكو سيناريوهات للعودة للعراق لسد الفراغ الأمني عبر التفاوض مع المسئولين العراقيين خلال الشهور الأخيرة. وأوضحت المنظمة أنه عقب الغزو الأمريكي للعراق فقد تركزت معظم المشورات مع المسئولين العراقيين حول الأوضاع الداخلية التي تفاقمت مع تصاعد اعمال العنف لكن انفجار الأوضاع في الجمهوريات الروسية والسوفيتية السابقة بعد انهيار امبراطورية الاتحاد السوفيتي السابق فإن العراق والمشكلات والقضايا العربية تراجعت في سلم أولويات السياسة الخارجية الروسية موضحة أن التحول في السياسة الروسية نحو العراق تقوده المكاسب الاقتصادية . وأشارت المنظمة إلي التنازلات التي قدمتها روسيا عام 2008 للعراق مثل إلغاء 93 % من الديون العراقية التي تقدر ب12 مليار دولار وجدولة الديون الباقية والتي تقدر ب900 مليون دولار خلال ال17 عاما عبر توقيع اتفاقية في مقابل ذلك عودة شركة لوكاويل النفطية لاستئناف أعمالها وخاصة في حقل القرنة أكبر حقول النفط العراقية والذى يبلغ حجم الاحتياطي 13 مليار برميل. كما اتفقت بغداد وموسكو علي استئناف المفاوضات بشأن الاتفاقيات السارية قبل الغزو الأمريكي . وفي الوقت نفسه ووفقا للبيانات التي أصدرها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أن الشركات الروسية ستلعب دورا كبيرا في إعادة اعمار العراق والتي حظيت باهتمام موسع من قبل وسائل الاعلام الروسية. واعتبرت المنظمة التركية أن إلغاء موسكو الديون العراقية مسألة أكبر من مجرد أرقام حيث أنها ترمز للكثير علي صعيد تعزيز العلاقات الثنائية مشيرة إلي أن إلغاء الديون العراقية جاء بعد زيارة المالكي الأخيرة لموسكو في عام 2009 مما يمهد الطريق لفتح الافاق أمام تعزيز التنمية المشتركة. وتسعي روسيا في استراتيجيتها لجعل العراق كنموذج جديد لعلاقتها مع سوريا التي تعود إلي عام 2000 لتعزيز وجودها في الشرق الأوسط فموسكو قامت بإلغاء 73 % من الديون السورية مما جعلها أقرب دولة عربية لقلب الكرملين. وينطلق التحرك الروسي لتعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية والعودة لسابق عهدها خلال العهد السوفيتي السابق من السعي لأن يصل مستوي العلاقات إلي مستوي التحالف وخاصة مع استمرار الابعاد الاخري غير العسكري للوجود الأمريكي في العراق. وكانت منطقة الشرق الأوسط من اكثر المناطق التي تراجعت فيها النفوذ الروسي بعد نهاية الحرب الباردة التي كانت من اهم أوراقها وأدواتها ووضعت حرب الخليج روسيا علي اعتاب خسارة العراق حليف وشريك تجاري وبالرغم من معارضوة موسكو للغزو العسكري الأمريكي الإ أنها عملت علي عدم قطع العلاقات لحماية مصالحها الاقتصادية في أكبر دليل علي انتهاج البرجماتية في سياستها الخارجية كما تسعي روسيا لعمل توازن مع واشنطن كقوة عظمى.