"هتلر كان لديه ابن غير شرعي... وأنا هذا الابن" هذا ما أراد أن يعلنه جون ماري لوريت علي الملأ. لكنه خاف، خاف من عدة أشياء، خاف من نظرة الناس له بعد أن يعلموا أنه ابن أكثر الشخصيات المكروهة في أوروبا، خاف علي أولاده وعلي مستقبلهم. خاف أن يعيش آخر أيامه في مشكلات وصراعات هو في غني عنها. ووفقا لما نشرته " آخر ساعة " عن قصة الابن غير الشرعي لهتلر، ذهب جون إلي محاميه وقال له "متر.. أنا ابن أدولف هتلر، قل لي مايتوجب عليّ فعله؟" لم يصدق المحامي أذنيه وهو يسمع هذا الكلام. فالرجل الذي أمامه كبير في السن، يتحدث بلهجة فرنسية ممتازة، ومع ذلك فالقصة التي يرويها تبدو منطقية تماماً. في عام 1914 كان أدولف هتلر جندياً في الجيش الألماني. كان يخدم في معركة ضد الجيش الفرنسي بالقرب من منطقة بيكاردي شرق فرنسا. من وقت لآخر كان الجنود الألمان يلجأون لمدينة صغيرة اسمها "فورن إن ويب" بالقرب من "ليل" للراحة والترفيه. هناك تعرف هتلر علي شارلوت لوبجوا، فتاة صغيرة تبلغ من العمر 16عاما والتي حكت عن هذا اللقاء وقالت "في يوم، كنت أنا ومجموعة من البنات نجمع القش من المزارع، عندما رأينا هذا الجندي الألماني، يجلس في الناحية المواجهة من الطريق. كان يحمل ورقة ويرسم عليها. كل البنات كانت معجبة به، كانت مهتمة بمعرفة ماذا يرسم علي هذه الورقة. اقتربت أنا منه كنوع من الفضول ودار حديث بيننا، ثم بدأت بيننا علاقة استمرت عدة أسابيع" كان هتلر يزور شارلوت من وقت لآخر وكان يأخذها في نزهات في السهول الخضراء. كانا بصعوبة يفهمان بعضهما، هي كانت تتحدث بعض الألمانية لكنها لم تكن تلاحقه في الحديث. كان يتحدث في أشياء تتعلق بالمعارك في النمسا وفي وسط أوروبا لكنها لم تكن تفهم من كلامه أي شيء وهو ماكان يغضبه بشدة طبقاً لكلامها. وفي ليلة في يونيو عام 1917شرب هتلر العديد من زجاجات الجعة وأقام مع شارلوت علاقة، وفي مارس من العام التالي جاء جون إلي الحياة. بالنسبة لأطفال المدينة الصغيرة، كان جون ماري ابناً مجهول النسب لأحد الجنود الألمان. كان دائماً يتعارك مع الأطفال الذين يعايرونه لهذا السبب. وظلت الأم سنوات لاتريد أن تكشف عن نسبه رغم إلحاح ابنها وحزنه الشديد. في النهاية قررت أن تتركه لعائلة غنية كانت أختها تعمل خادمة لديهم. هذه العائلة تبنت جون في عام 1934. أما والده الحقيقي فلم يعترف به، ورفض رؤيته. لكن بقي يتابع أخباره من بعيد لبعيد عن طريق والدته. والغريب أن عائلته التي تبنته اكتشفت أنها تملك عقاراً في مدينة فرانكفورت من الواضح أن هتلر منحه لهم سراً. في بداية الخمسينيات وقبل أن تموت شارلوت بعدة أسابيع، قررت أن تعترف لابنها بالسر الخطير. كانت الصدمة كبيرة جداً عليه. وحكي جون عن هذه اللحظات في كتابه الذي ظل مجهولاً لفترة والذي نشره في عام 1981 "حتي لا أقع في بئر التفكير والحيرة المستمرة، كنت أعمل ليل نهار دون هوادة، كنت لا آخذ إجازات، ولا أدخل سينمات، ولا أحاول أن أستمتع بحياتي بأي شكل من الأشكال" ، وعندما تقدم جون في السن وأصبح له بيت وأسرة، فكر أن يعلن عن نسبه. وتحدث إلي أحد المؤرخين، الذي اهتم بأمره وبحث واستقصي، وعاد معه إلي الأماكن التي تربي فيها وهو صغير. كان يسأل جيرانه القدامي وأجري له بعض التحاليل الطبية التي أثبتت أن جون بالفعل هو ابن هتلر. كما أن الصور والتشابه الكبير بين الابن وأبيه كانا يدعمان هذه النتيجة أيضاً. بدأت أخبار جون تتناثر في بعض الصحف الألمانية لكنها لم تنتشر في فرنسا أبداً. وكان جون يفكر جدياً في أن يعلن الأمر علي نطاق واسع. ويقول جيبولت محامي جون "عندما جاء إليّ في عام 1979 كان أمامي شخص لايعلم ماذا يريد. هل يعلن أنه ابن أدولف هتلر أم لا؟ كنت أتفهم أحاسيسه ومشاعره، فهو يريد أن يرفع عن نفسه حملا كبيرا ظل علي كتفه لسنوات. ولكنه خائف من عودة المواجع مرة أخري. تحدثت إليه كثيراً. كنت أتعامل معه علي أني طبيب نفسي أكثر من محام. كان بإمكانه أن يكسب الكثير من المال من الكتب التي نشرت عن والده والأفلام والمواد المصورة عنه. لكنه لم يكن لديه الدافع الكافي. فهو وصل إلي عمر ال60 ويريد أن يعيش ماتبقي من عمره في سلام. وبعد حديث مطول معه ومع أولاده قرر إغلاق هذا الموضوع إلي الأبد. ومع ذلك بعدها قرر أن ينشر كتاباً عن حياته لكنه لم ينتشر علي نطاق واسع. الغريب أن جون في عام 1939 كان جزءاً من المقاومة الفرنسية ضد الاحتلال الألماني في خط ماجينو الشرقي. وفي أثناء الاحتلال، كان علي صلة كبيرة بالمقاومة الفرنسية. أي أنه كان يقاتل ضد والده في وقت من الأوقات.