تحولت الدكتورة فايزة أبو النجا وزيرة التعاون الدولي فجأة الي العدو الرئيسي للولايات المتحدةالامريكية في أعقاب قضية التمويل الاجنبي للمجتمع المدني والمتهم فيها 19 أمريكياً زادت حدة الانتقادات الامريكية للوزيرة بعد الادلاء بتصريحات اتهمت فيه واشنطن بأنها تعمل علي الإخلال باستقرار مصر وأصدرت السفارة الامريكية بياناً أمس ردت فيه بصورة غير مباشرة علي تصريحات الوزيرة. أكدت السفارة أن الولاياتالمتحدة تقدر بعمق شراكتها طويلة الامد مع مصر وانها تدعم بقوة تحول مصر نحو الديمقراطية. وأوضح البيان ان جهود واشنطن تركز ماضياً وحاضراً علي تعزيز هذه الشراكة ونفي بيان السفارة ما ورد في تقارير نشرت في وسائل الاعلام المصرية تزعم بأن الولاياتالمتحدة تسعي الي الإخلال باستقرار مصر أو الحيلولة دون تحقيق أهداف الثورة وأكدت ان هذه التقارير غير صحيحة بالمرة. وأشار الي أن الولاياتالمتحدة تشارك الشعب المصري تطلعاته الي مصر قوية ومستقرة ومزدهرة. وأكد البيان ان المنظمات غير الحكومية الامريكية العاملة في مجال الديمقراطية جزء من جهود الولاياتالمتحدة في سبيل دعم التحولات الديمقراطية في عدد من الدول حول العالم وان أنشطة هذه المنظمات في مصر تمتاز بالشفافية وزعم البيان ان غرض هذه المنظمات الوحيد مساعدة المجتمع المدني المصري والاحزاب السياسية علي الاعداد لاول انتخابات ديمقراطية حقيقية في مصر وقد اعتمدت الحكومة المصرية كلاً من المعهد الديمقراطي الوطني والمعهد الجمهوري الدولي كمشاهدين أثناء انتخابات مجلس الشعب. وكان نواب الامريكيون وعدد من منظمات المجتمع المحلي والامريكي قد شنت حملة ضد الوزيرة واتهمتها بالتضليل وعلي رأسها منظمة العفو الدولية ومنظمة هيومن رايت فرست الأمريكية، كما انتقدت المنظمات المحلية دور الوزيرة في كشف القضية، وكانت الدكتورة فايزة أبو النجا شكلت لجنة تقصي حقائق حول عمليات التمويل الاجنبي لمصر لمراجعة الموقف منه خاصة أنشطة الدول وأنشطة أجهزة الاممالمتحدة في مصر، إلا أن تقرير اللجنة لم يصدر حتي الآن دون ابداء أسباب. وعلي صعيد آخر تواترت أنباء عن قرب إنهاء الازمة وخضوع المجلس العسكري لضغوط الحكومة الامريكية وحفظ القضية والسماح للمتهمين التسعة عشر بالسفر الي بلادهم خاصة بعد الاعلان عن زيارة زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ جون ماكين لمصر يوم الاثنين القادم وتأتي الزيارة لاحتواء الازمة تماماً، وكان ماكين اتهم أطرافاً لم يسمها في الحكومة المصرية بمعاداة أمريكا وهدد بقطع العلاقات الدبلوماسية مع مصر في حالة صدور أحكام بحبس أي أمريكي متهم في هذه القضية في اشارة واضحة لدور الدكتورة فايزة أبو النجا في هذه القضية، يذكر ان وزيرة التعاون الدولي كانت لها مواقف متشددة من قضية تمويل منظمات المجتمع المدني في عهد الرئيس المخلوع مبارك خاصة انها الوزيرة الوحيدة الباقية في الحكومة من حكومات قبل الثورة مع وزير الكهرباء. وأصرت الوزيرة علي ان تخصص كل أموال المعونات الاجنبية المخصصة للمجتمع المدني الي المجالس القومية مثل المرأة والطفولة وحقوق الانسان والاعلي للصحافة واتحاد الجمعيات الاهلية وتقوم هذه المجالس بتوزيعها علي المجتمع المدني وهو ما رفضته الدول الغربية إلا المعونة الامريكية التي قدمت للمجلس القومي للمرأة مبالغ مالية بلغت 6 ملايين دولار تم توزيعها علي الجمعيات الاهلية النسائية التي يرأسها قيادات نسائية في الحزب الوطني المنحل وتم استخدام هذه الاموال في الدعاية الانتخابية لمرشحات الكوتة للحزب المنحل في 2010.