أطلع مسئولون في موقع فيسبوك محققين في الكونجرس الأمريكي على نتائج تقرير اكتشفوا من خلاله أن شبكة فيسبوك باعت إعلانات على موقعها الإلكتروني، خلال حملة انتخابات الرئاسة الأمريكية، لشركات روسية تسعى لاستهداف الناخبين. ونشر مسئولون في فيسبوك -تقريرًا نقلته صحيفة واشنطن بوست الأمريكية على موقعها الإلكتروني- يفيد بأن الشبكة الإلكترونية تتبعت مبيعات الإعلانات التي بلغت قيمتها 100 ألف دولار أمريكي لشركة روسية تسعى لإحداث فوضى على الإنترنت، عن طريق نشر تعليقات تحريضية، كما تملك تاريخًا في نشر الدعاية المؤيدة للكرملين. وقالت الصحيفة الأمريكية إن نسبة قليلة من هذه الإعلانات، التي بدأت تنشر في صيف عام 2015، أطلقت على دونالد ترامب، لقب مرشح الحزب الجمهوري ولقبت هيلاري كلينتون بمرشحة الحزب الديمقراطي. وقال مسئول الأمن في فيسبوك إن أغلب الإعلانات ركزت على تكثيف الرسائل السياسية والاجتماعية المسببة للخلاف، كما تطرقت إلى موضوعات شملت الهجرة والأصول العرقية والمساواة في الحقوق. وجاءت تصريحات مسئولي فيسبوك في إطار تحقيق محققي الكونجرس والمستشار الخاص روبرت مولر، في احتمال تدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، ومزاعم بأن الكرملين قد يكون نسق مع حملة ترامب. واكتشف فريق فيسبوك أن هناك 470 حسابًا زائفًا وصفحات يعتقد أنها كانت تدار من خارج روسيا وعلى صلة بالشركة الروسية وتدخلت في ترويج الأخبار الكاذبة. وأعلنت الاستخبارات الأمريكية في يناير الماضي أن روسيا تدخلت في الانتخابات الأمريكية لمساعدة ترامب، ودفعت الأموال لمتصيدي الوسائط الاجتماعية لنشر أخبار كاذبة تتعمد تحريض الرأي العام. وأوضحت "واشنطن بوست" أن ما أنفقته روسيا على الإعلانات بهدف نشر أخبار كاذبة يعد ضئيلًا مقارنة بإجمالي نفقات الحملة الانتخابية؛ إلا أن التقرير الذي عرضه فيسبوك عن نشر الرسائل السياسية أشعل تساؤلات المحققين حول ما إذا كانت روسيا قد تلقت توجيهًا من الولاياتالمتحدةالأمريكية أم لا، وهو التساؤل ذاته الذي طرحه بعض الديمقراطيين لعدة أشهر. وقال ممثل الحزب الديمقراطي في لجنة الاستخبارات الأمريكية آدم سكيف إن التقرير الذي أعلنه فيسبوك كشف إحدى الوسائل التي تستخدمها روسيا للتدخل في السياسة الأمريكية وهو ما يوجه إنذارا بالغًا لواشنطن فيما يخص الانتخابات الرئاسية مستقبلًا. وكان مارك زاكربرج مؤسس فيسبوك، قد أعلن في تصريح له بعد أيام من الانتخابات الأمريكية أنه يتعهد بالبحث في مسألة الأخبار التحريضية الكاذبة إلا أنه أكد أن 99% من المعلومات الموجودة عل فيسبوك موثوق بها باستثناء نسبة قليلة تعد كاذبة أو تضليلية، كما أعلن في ديسمبر الماضي أن فيسبوك سيوقف المقالات الكاذبة أو الزائفة بمساعدة منظمات تقصي الحقيقة. واكتشف فيسبوك صلة روسيا بالتدخل في الانتخابات الأمريكية كجزء من تحقيق بدأ الربيع الحالي يبحث عن مشترين لإعلانات ذات دافع سياسي، ووجد التحقيق أن 3300 إعلان كانت لها بصمات رقمية أدت للوصول إلى الشركة الروسية التي كان لها دور في التدخل في الانتخابات الأمريكية. وقال مسئولون في فيسبوك إن هناك أدلة على أن بعض الحسابات أنشئت بواسطة وكالة لبحوث الإنترنت ومقرها مدينة سانت بطرسبرج في روسيا. وأضاف المسئولون أن سياسة البيانات الخاصة بهم والقانون الفيدرالي لا يسمح لهم بنشر محتوى أو بيانات مستخدميهم لذا فلن يقوموا بنشر أي إعلانات. وأعلن فيسبوك هذا العام عن إجرائه تطويرًا تكنولوجيا لكشف الحسابات الزائفة، كما أعلن مؤخرًا عن عدم السماح للصفحات بنشر الإعلانات إذا نشرت الصفحة عددًا من الأخبار الكاذبة مسبقًا.