أكد تقريران لمكتب المفوض السامى لحقوق الإنسان فى الأممالمتحدة، ومنظمة هيومن رايتس ووتش، أن القوات الحكومية البورمية ارتكبت جرائم اغتصاب وعنف جنسى ضد نساء وفتيات لا تتجاوز أعمارهن 13 عاماً من الروهينجا خلال عمليات أمنية فى عام 2016. حيث أشار تقرير صدر عن مكتب المفوض السامى لحقوق الإنسان فى الأممالمتحدة فى 3 فبراير الماضى، أن أكثر من نصف النساء اللواتى أجريت معهن مقابلات ذكرن أنهن تعرضن للاغتصاب أو أشكال أخرى من العنف الجنسى، وخلُص التقرير الذى استند إلى 204 مقابلات، إلى أن هجمات الاغتصاب وغيرها من أشكال العنف الجنسى كانت منهجية وواسعة النطاق، وأنها تشير فى الأغلب إلى ارتكاب جرائم ضد الإنسانية. وتضمن تقرير هيومن رايتس ووتش، شهادات للعديد من نساء الروهينجا حول وقائع الاغتصاب، حيث قالت «عائشة»، امرأة فى العشرينات من عمرها من قرية بيانغ بيت «جمعوا النساء كلهن وبدأوا بضربنا بعصى من الخيزران، وركلنا بأحذيتهم، وبعد أن انتهوا من الضرب، أخذنى أفراد الجيش و15 امرأة أخرى من سنى، وفصلونا واغتصبنى الجنود واحداً تلو الآخر، ومزقوا ملابسى ولما بدأت أنزف بشدة تركونى». وقالت «نور»، امرأة فى الأربعين من عمرها، «إن 20 جندياً قاموا باقتحام منزلى، وإمساكى وزوجى ثم أخذونى إلى ساحة المنزل، ووجه آخران بندقية إلى رأسى، ومزقوا ملابسى واغتصبونى، ثم ذبحوا زوجى أمام عينى بالساطور، ثم قام 3 رجال آخرون باغتصابى، وبعد مرور الوقت لم أعد أعرف ما الذى يحدث وسقطت مغشياً علىّ». ووصفت «فاطمة» وهى امرأة فى العشرينات من عمرها، اعتداء الجنود عليها وعلى أطفالها الصغار فى قرية كيت يو كما يلى «دخل 4 جنود عنوة إلى المنزل وكانوا مسلحين ببنادق وسكاكين ومسدسات، صرخت ابنتى الكبرى 5 سنوات فقاموا بقتلها بساطور، ذبحوها أمامى، ووجهوا المسدس إلى رأسى، ثم مزق أحد الجنود ملابسى، وقام اثنان منهم باغتصابى، واحداً تلو الآخر». كما كشف التقرير عن شهادات حول اغتصاب فتيات لا تتجاوز أعمارهن 13 عاماً، حيث قالت «سيدة»، وهى امرأة فى الأربعينات من قرية كيت يو باين، إنه فى منتصف نوفمبر الماضى «بعد صلاة العشاء، حضر الجنود وحاصروا منزلنا ثم دخلوه، أمسكنى 3 جنود مع بناتى السبع، وأخذونا إلى حقل الأرز وضربونا ببنادقهم، بينما قام 4 جنود باغتصاب ابنتى الكبرى البالغة من العمر 16 عاما أمامى ثم أخذوها إلى مكان آخر، وأخبرنى أشخاص آخرون لاحقا أنها توفيت، ولم أستطع رؤية جثتها». بينما قالت «أمينة»، وهى امرأة فى العشرينات من قرية هبار وات شوانغ، «إن الجنود عندما دخلوا منزلنا، كان إخوتنا نائمين فأطلقوا النار عليهم وعلى شقيقتى الصغرى وقتلوهم مباشرة، وبينما كانت شقيقتى الأخرى تحاول الفرار، أطلقوا النار عليها أيضا، ثم أخذوا شقيقتى الأخرى البالغة 13 عاما إلى غرفة أخرى واغتصبوها»، وفى القرية المجاورة التى تمكنت من الهرب إليها، أخبرتها جارة لها هربت هى أيضا أنها عثرت على جثة شقيقتها عارية. وأكدت هيومن رايتس ووتش إن عمليات العنف الجنسى لم تكن عشوائية بل كانت جزءاً من هجوم منسق ومنهجى ضد السكان الروهينجا بسبب انتمائهم العرقى والدينى، حيث قالت العديد من النساء إن الجنود قاموا بالتهديد أو الإهانة مع التركيز على الانتماء الدينى أو المكانى بقول «أيتها السافلة البنغالية» أو «أيتها المسلمة السافلة» أثناء الضرب أو الاغتصاب، وقالت إحدى النساء إن أحدهم قال لها «سوف أقتلك لأنك مسلمة»، وذكرت نساء أخريات أن قوات الأمن سألتهن إن كن «يؤوين الإرهابيين» ومن ثم انتقلوا إلى ضربهن واغتصابهن رغم إجابتهن بالنفى، وأضافت إحدى النساء أن الجنود الذين اغتصبوها قالوا لها «أنت تربين أطفالك لقتلنا، لذا سنقتلهم». بينما نفت السلطات البورمية الادعاءات المتعلقة بالعنف الجنسى.