وصفت دولت عيسى، مديرة الحملات الانتخابية السابقة بالمعهد الجمهوري الأمريكي، المنظمات الأمريكية العاملة في مصر بأنها "بلطجة أمريكية على أرض مصرية". وقالت عيسى، الحاصلة على بكالوريوس الاقتصاد والعلوم السياسية ودرجة الماجستير في الحقوق العامة وإدارة المؤسسات من الولاياتالمتحدةالأمريكية، إنها التحقت بالمعهد الجمهوري في إبريل 2011، وأنه تم اختيارها لتدريب أفراد ومنظمات وأحزاب مصرية على البرامج السياسية وإدارة الحملات الانتخابية. وأضافت بقولها في تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد" أنها شعرت بأن هناك أمورا غامضة فيما يتعلق بالتدريبات الخاصة بالمعهد الجمهوري في مصر، وأشارت إلى أن الحزب رفض تدريب الأحزاب الإسلامية مثل الحرية والعدالة وحزب النور على أساس أن هذه الأحزاب تتلقى تدريبات في المعهد الديمقراطي، إضافة إلى تركيز الحزب الجمهوري على الأحزاب والتيارات الليبرالية. وأكدت أنها شعرت بعدم الارتياح وقدر كبير من الشك في نشاط المعهد الجمهوري بعد أن شاهدت حالة من الارتباك الشديد في مقرالمعهد يومي 17 و18 أكتوبر الماضيين، حيث قام العاملون بالمعهد بإرسال كل المعلومات والوثائق الخاصة بنشاط المعهد إلى واشنطن بعد أن اكتشفوا أن ضابطا سابقا حضر التدريبات. وقالت إنها واجهت "سام لحود" مدير المعهد الجمهوري بالعديد من التساؤلات حول نشاط المعهد وأهدافه إلا أنه لم يكن يستطيع أن يجيب عليها صراحة. ومضت تقول إن وجود المعهد الجمهوري وغيره من المنظمات الأمريكية على أرض مصر كان "بلطجة"، فهم لم يحصلوا على تراخيص من وزارة الخارجية المصرية، وكانوا يتعاملون بتعالي شديد على طريقة "أنا والدي وزير النقل الأمريكي، في إشارة إلى سام لحود، ولن تستطيع السلطات المصرية أن تفعل لنا شيئا، وإن فعلت فسنلجأ للسفارة الأمريكية لحمايتنا". وأكدت أن المنظمات الأمريكية لم تكن تتوقع أن تتعرض للمداهمات وللقضية المثارة حاليا أمام القضاء فيما يتعلق بعملها في مصر. وأشارت عيسى إلى أن كونها مصرية أمريكية دفعها إلى الإبلاغ عن أنشطة تلك المنظمات وبشكل خاص المعهد الجمهوري، فهي مصرية ترفض مثل تلك الممارسات على أرض مصر، وكأمريكية ترفض أن تحصل المنظمات على تمويلها من الضرائب التي يدفعها الشعب الأمريكي دون أن يكون لها هدف واضح. وقالت إن فروع المعهد الجمهوري على وجه الخصوص تنتشر في الدول الشائكة، أو الدول ذات الصراعات الأكثر حساسية في العالم، مثل العراق وباكستان ومصر. ورفضت عيسى تصريحات الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل حول التمويل الأجنبي ووصفه للقضية بأنها "تمثيلية" لصالح المجلس العسكري، وقالت إن تعامل المستشارين سامح أبو زيد وأشرف العشماوي مع القضية كان مثاليا من الناحية القانونية، ولو كان المجلس العسكري يريد إنهاء القضية لحدث ذلك خلال زيارتي وزير الدفاع الأمريكي ورئيس الأركان إلى مصر، إضافة إلى زيارة الوفد العسكري المصري إلى واشنطن مؤخرا. ورفضت عيسى أيضا وصف الدكتور محمد البرادعي للمنظمات ذات التمويل الأجنبي بانها "أيقونة الحرية"، وقالت: كيف تكون أيقونة الحرية وأنشطتها تثير الشكوك إضافة إلى أنها تعمل بصورة غير قانونية؟. ووصفت دولت عيسى تدخل السفيرة الأمريكية أنا باترسون في التحقيقات حول المنظمات بأنه "جريمة"، وأنها لو فعلت ذلك في أمريكا فإنها ستحاسب بشدة على تدخلها في القضاء. وأكدت عيسى أن بعض الكتاب الأمريكيين أشادوا بالتحرك المصري ضد هذه المنظمات، ومنهم من كتب حول هذا الموضوع في مواقع إخبارية شهيرة مثل وقع ال"سي إن إن"، وتساءل هؤلاء حول الأسباب التي تدفع أحزاب سياسية أمريكية مثل الحزب الجمهوري والديمقراطي لممارسة أنشطة سياسية في دول أخرى خارجية؟. وقالت إن أمريكا تحتاج إلى مصر أكثر من احتياج مصر لأمريكا، وأكدت أن واشنطن فوجئت بثورة 25 يناير التي اعتبرتها دولت عيسى "ثورة إلهية بأيدي مصرية". وأكدت أن واشنطن ستتعامل مع الإسلاميين ولكن ستكون هناك حرب باردة بين الطرفين.